انعقد أمس اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الـ40، اجتماع حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية السعودي، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، إلى جانب ممثلين عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنظمات أممية ودولية، قبل انعقاد الاجتماع، استقبل رئيس الجمهورية وزراء الداخلية العرب، وتسلم من الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وحمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، الدرع التذكاري للمجلس.
كما استقبل الرئيس سعيد وزير الداخلية السعودي وأعرب خلاله عن حرص تونس على مزيد توطيد روابط الأخوة الصادقة والتعاون المثمر مع المملكة العربية السعودية، وأثنى على المستوى المتميّز للتعاون الأمني بين البلدين، مشدّدا على ضرورة مزيد تعزيز هذه العلاقات وترسيخ سنة التشاور والتنسيق واعتماد مقاربة شاملة تمكّن من التصدي للأسباب العميقة لمظاهر الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة .تساعد على مواجهة التحديات المشتركة للبلدين وبناء مستقبل أفضل للشعبين الشقيقين وللمنطقة، من جانبه، أعرب وزير الداخلية السعودي عن استعداد المملكة لمزيد تدعيم علاقات التعاون مع تونس في المجال الأمني وتوسيعه.
وضع إقليمي متحرك
وقد أكد وزير الدّاخلية توفيق شرف الدّين في كلمته خلال اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب أن المنطقة العربية تواجه تحديات أمنية جسيمة مما يحتم عليها في ظل وضع إقليمي ودولي متحرك ومتغير، مضاعفة الجهود وتوحيد الرؤى ومزيد تعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة والهيئات والمنظمات العربية أو الإقليمية والدولية وذلك في مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد حتى يكون العمل في حجم الرهانات المطروحة، مشيرا إلى أن مجلس وزراء الداخلية العرب ينعقد في وضع إقليمي متحرك تواجه بسببه المنطقة العربيّة تحدّيات أمنيّة وتنمويّة جسيمة وكثيرة، ويعد مناسبة جيدة لتبادل الرؤى ومناقشة وبلورة المواقف إزاء القضايا المطروحة بما يخدم مصلحة الشعوب العربية ويضمن أمنها واستقرارها ولاسيما في ظلّ التّهديدات والتّحديات الأمنيّة التي يطرحها بالخصوص تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين للعبور نحو الفضاء الأوروبي عبر عدد من الدّول العربيّة.
إتباع نهج شامل وداعم للهجرة النّظامية
وعبر وزير الداخلية عن أمله في أن يكون لمجلس وزراء الداخلية العرب موقف داعم لتونس في ما تتعرّض له من هجمة غير المسبوقة وغير المبرّرة بسبب موقف سيادّي لا غير اتخذته في هذا المجال الهجرة، مشددا على أن تونس ما فتئت تدعو إلى إتباع نهج شامل وداعم للهجرة النّظامية، قائم على احترام حقوق الإنسان ويجمع بين اعتبارات التنمية والأمن والعدالة. وأشار توفيق شرف الدين في ذات الكلمة إلى أن تونس اعتمدت مقاربة تقوم على تدعيم قنوات التواصل والتعاون والشراكة مع البلدان الشقيقة والصّديقة والمنظّمات والهيئات الدّولية والإقليميّة، وأضاف أن تونس تتطلع إلى مزيد تطوير هذه العلاقات وتنويعها، بما يخدم المصالح المشتركة ويساهم في معاضدة المجهود الدّولي في المحافظة على الأمن والاستقرار والسّلام في العالم.
وقال وزير الداخلية "نجتمع في تونس، تونس الاعتدال والتي اختارت نهج الحرية والديمقراطية وعلوية القانون، تونس التي تتسع للجميع، تونس التي تستبطن ثقافة الاعتراف بالآخر، تونس التي يمد يديها إلى الآخر وللآخر...تونس أرض اللقاءات وملتقى الحضارات..نجتمع اليوم من أجل أن نستشرف معا سبل التعاون وتحقيق الأمن ...".