من عمان ومن مدينة مطرح الساحلية " تأتي هذه الحكايات تلك التي كانت تحكيها بصوت دافئ واثق يخطف الأسماع الحكواتية سكينة محمد سعيد اللواتي" وتقول الكاتبة " وقمت بترجمة الحكايات الشفوية وتحويلها إلى نص قصصي باللغة العربية مع إعادة صياغتها" وأمن رسوماتها الفنان التشكيلي حسين آسفند.
تحبذ الحكاوتية العوالم الغرائبية والعجائبية وأجواء القصور و الأميرات والعفاريت والمسالك الوعرة وهو مثال قصة " فتى المانجو" أين حضرت المرآة وحديثها عن التجاعيد والشعر الأبيض مذكرة بالأميرة الشريرة ومرآتها الساحرة التي تذكرها دائما بأنها أجمل الجميلات.
وفي قصتنا مملكة بدون وريث أرهقت تفكير الملك فهجر البساتين وحياة القصور وخرج هائما على وجه الأرض حتى التقى بغريب تفطن إليه ومكانه من أحجار سحرية حصوات سبع آخرها يلتقط معها ثمار المانجو الناضجة والتي أكل نصفها ومكن النصف الآخر من فم زوجته ليرزقا بأمير جميل ورث الأخلاق الحميدة وفنون الدفاع عن النفس وتقدير العمل الجاد.
فكما صاحبت والده هاهي الأحلام تقلق الأمير في منامه ومنامات وأحلام القصص القديمة والحكايات العجيبة كلها رموز وإشارات لقادم الأيام ولطالما صاحبت العديد من القصص القديمة لينطلق الأمير في رحلة مجهولة العواقب لكن شجاعته جعلت يقرر رحلة البحث عن المجهولة رغم صعوبات الطريق وجهله به .
فكانت الغابة ومتاهتها ثم الحفرة العميقة والعجيبة والقصر المألوف والعفريت الأول والثاني والثالث وقد مكنته أخلاقه وما تعلمه من فضائل خدمة الناس جعلته يقوم بتنظيف المكان وسقي الأشجار وتنظيف العفريت وحلق شعره ما مكنه من احترام العفاريت في كل مرة بل وقدموا له ما جعله يتجاوز العراقيل والعوائق كالخاتم السحري والحذاء وطاقية الإخفاء ثم ها هو عند الأميرة التي اكتشفته لفطنتها وذكائها. وآخر الرحلة الأولى شروطها قاسية وصعبة التحقيق من لدن ملك الجان وأب الأميرة لكنه حققها بفضل الخاتم السحري وكللت الرحلة بزواجه من الأميرة الحسناء ليبدأ رحلة ثانية أقل خطورة وأعظم في ماساتها وما حل به وزوجته وولديه.
ليكون الحظ حليفه هذه المرة ويصبح سلطانا على بلد لا يعرفه ليورث الذكاء والفتنة للأميرين وكيف تمكنا من الوصول لوالدهم الكريم والقبض على اللصوص وعدة تفاصيل أخرى سيتفاعل معها الطفل- القارئ لطابعها الغرائبي والعجائبي وليتعلم منها حب العطاء وعدل الملوك وأمراءها وأهمية العمل وتربية الأمراء وغيرها.
و طبيعة السرد القصص الحكواتي وكأ ن الحكاية علبة عروس صينية قصة داخل قصة فكما جمع زاده وزواده للرحلة كانت الحكايا التي استمع إليها مزودة إياه بالعديد من المعلومات التي استفاد منها إذ يقول النص" تذكر سنان حكاية روتها له أمه عن العفاريت التي تنام لشهور طويلة فإذا اقترب موعد استيقاضها من النوم أكثرت من الشخير" والمرة الثانية عندما تذكر قصص والدته عن شدة احترام الجن لنبي الله سليمان.
بنيت القصة على العجائبي والغرائبي مثل الخاتم السحري والعفريت والعملاق وطاقية الإخفاء والحذاء السحري والأحجار السحرية ما يجعل الطفل- القارئ يفتح آفاق تفكيره وخياله ليسافر إلى تلك الأزمنة قابلا بكل ما فيها من محطات لا يقبلها العقل لكن القصة تفرضها داخل حبكة تجعل من الأحداث ما يشدك إليها أكثر من السحر وطلاسمه.
وها هي لعبة الأرقام السحرية وذات الطابع الطلسمي والتي رافقت كل القصص فهذا العدد 3 تكرر مرتين في الهدايا الثلاثة والشروط الثلاثة وكان العدد سبعة الذي تتوارثه كل النصوص القديمة والأسطورية لطابعه السحري والغرائبي فكان عدد الأحجار السحرية سبعة.
بقلم: طارق العمراوي