وفق معاينة المحامية حنان الخميري خلال زيارتها له: تعرض جوهر بن مبارك المضرب عن الطعام منذ أسبوعين للاعتداء في السجن

عن تعرّض شقيقها جوهر بن مبارك، الناشط السياسي والمضرب عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين، إلى اعتداء بالعنف داخل سجن بلّي وذلك بسبب رفضه تناول الأكل، مما أسفر عن كسر على مستوى ضلوعه وخدوش في أنحاء مختلفة من جسده وسط تدهور حالته الصحية بسبب الإضراب عن الطعام، وقالت مصدق، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك، إن شقيقها "لم يعد قادرًا على الوقوف وقد حاولت الحصول على بطاقة زيارة جديدة لكنها قوبلت بالرفض من إدارة السجن، التي أبلغتها بأنها "استفادت من الأيام المخصصة للزيارة، زيارة ليومين فقط في الأسبوع"، حادثة خلفت ردود أفعال مستنكرة وسط منع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من زيارة المساجين السياسيين في السجون.
أكدت المحامية دليلة مصدق أنها تلقت اتصالًا من المحامية حنان الخميري التي زارت سجن بلّي، وقابلت جوهر بن مبارك الذي أكد لها "تعرّضه للاعتداء من طرف 11 شخصًا، لتقوم المحامية بإعلام بجريمة تعذيب لهيئة المحامين والوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتونس، وقد تلت المحامية دليلة مصدق، هذا الإعلام، جاء فيه، أنّ "جوهر بن مبارك صرّح لها بأنه تعرّض مساء الثلاثاء للاعتداء بالعنف في مكان لا يحتوي على كاميرات المراقبة وأنّ الأعوان أمروا المساجين بالاعتداء عليه إلا أنهم أبدوا خوفًا، لكنهم بعد ذلك قاموا بضربه ما تسبب في كسر في ضلعه، وفقدانه الوعي، فضلًا عن ركله "، وبحسب مصدق فقد عاينت المحامية حنان الخميري آثار الاعتداء على بن مبارك "خدوشًا وزرقة واحمرارًا جسده، وأنه غير قادر على الوقوف"، وهو ما أكدته المحامية حنان الخميري في الندوة الصحفية لهيئة الدفاع أمس.
تقديم شكاية في الاعتداء على بن مبارك
قدمت المحامية حنان الخميري في الندوة الصحفية تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له جوهر بن مبارك وفق ما أكده لها خلال الزيارة، وأعلنت عن تقديم شكاية في الغرض، هذا وطالب والده عز الدين الحزقي بزيارة ابنه وعرضه على طبيب خاص للكشف عن وضعه الصحي. وكانت المحامية دليلة مصدق قد أكدت أنه لم يتم السماح للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالزيارة، وجددت في تدوينة لها نفيها لما تم تداوله من شائعات حول وفاة شقيقها داخل السجن، مؤكدة أنها ، وهو ما اعتبرته "محاولة متعمدة لمنع العائلة من الاطمئنان على وضعه". وكان جوهر بن مبارك قد دخل في إضراب عن الطعام منذ أسبوعين للمطالبة بمحاكمة عادلة حضورية وعلنية، لتلتحق به مجموعة أخرى من السياسيين تضامنا معه بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورضا بالحاج وعبد الحميد الجلاصي وعصام الشابي، ودعت حركة الشعب في بيان لها إلى الالتزام بآجال معقولة للاحتفاظ بالموقوفين وضمان ظروف سجنية تحترم كرامة الإنسان والمعايير الدولية في مراكز الإيقاف والسجون، لتشدد على ضرورة توفير الرعاية الصحية الدائمة لمن هم في حاجة إليها.
منع وفد الرابطة من زيارة المساجين
وأكدت حركة الشعب تمسكها بالدفاع عن حق جميع الموقوفين في مختلف القضايا في محاكمة حضورية وعلنية توفر لها كل المعايير التي تنص عليها التشريعات الوطنية والدولية التي تلتزم بها تونس، من جانبه، حمّل الحزب الجمهوري في بيان له السلطة السياسية وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن السلامة الجسدية والنفسية للموقوفين السياسيين، مشددا على أنه يتابع ببالغ القلق والانشغال ما تعرّض له السجين السياسي جوهر بن مبارك من اعتداء بالعنف الشديد داخل سجنه. وأضاف أنه تم منع وفد من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من زيارة الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي والاطلاع على وضعيته الصحية داخل السجن، وكشف أن عصام الشابي قرّر مقاطعة المتابعة الصحية لإضرابه عن الطعام.
رفض المحاكمة عن بعد
هذا ودعت هيئة المحامين ضمن توصيات الجلسة العامة الإخبارية إلى الالتزام بحضور جميع الجلسات والترافع حول ضرورة إحضار المتهمين الموقوفين جلسة ورفض المحاكمة عن بعد باعتبارها فاقدة لشروطها القانونية وتعد انتهاكا لمبدأ المحاكمة العادلة لإبعادها المتهم عن الحضور بقاعة الجلسة وحرمانه من الدفاع دون مسوغ قانوني، وفي صورة عدم الاستجابة لهذا الطلب يقع سحب جميع اعلامات النيابة ورفض أي حضور صوري قد يضفي الشرعية على محاكمات غير عادلة، ويستثنى من ذلك القضايا الَّتي تحصل فيها موافقة المتَّهم على محاكمته عن بعد، فإن المحامي يواصل القيام بدوره في الدّفاع.