وسام بن عامر مؤسس وصاحب شركة ليبرتـــــا لـ"المغرب" من تجربة شخصية إلى نموذج في السياحة الراقية والابتكار التكنولوجي

في عالمٍ يتقاطع فيه الدين بالسياحة، والروحانيات بالاحتراف

تبرز وكالة أسفار ليبرتــــــــــا كنموذج تونسي مختلف، يربط بين جودة الخدمة وروح الضيافة، ويعيد صياغة مفهوم العمرة في بعدها الإنساني والروحي.

في هذا الحوار الذي أجرته مجلة المغرب مع مؤسس و صاحب شركة ليبرتـــــا الأستاذ وسام بن عامر، نكتشف مسار تجربة فريدة انطلقت من عالم المؤتمرات الدولية إلى الاستثمار في السياحة الدينية، مرورًا بتحديات السوق ومشاريع التحول الرقمي، وصولًا إلى رؤية جديدة تُعيد الاعتبار للمعتمر كـ«ضيف الرحمن» لا كـ«مجرد حريف».
كيف بدأت فكرة تأسيس وكالة أسفار ليبرتــــــــــا؟
لم تأتِ الفكرة صدفة، بل وُلدت من مسار طويل في تنظيم التظاهرات والمؤتمرات الدولية، وهو مجال منحنا الخبرة والدقة وفنّ إدارة التفاصيل.
كانت أول رحلة عمرة لي مع الوالدة رحمها الله نقطة تحوّل حقيقية، فقد واجهتُ خلالها صعوبات كبيرة وسوء تنظيم، فقلت في نفسي: كيف لإنسان يقصد بيت الله بروح خاشعة أن يعيش كل هذا العناء؟
من رحم تلك التجربة، تولّدت الإرادة لتغيير واقع السوق وخلق علامة مختلفة ترتقي بالعمرة إلى مستوى التجربة الراقية والإنسانية.
ومع فتح الدولة التونسية المجال أمام وكالات السفر لتنظيم رحلات العمرة، كنا مستعدين بخبرتنا ورغبتنا في إرساء فلسفة جديدة قوامها الجودة، الدقة، والاحترام.
هكذا وُلد مشروع «أفضل خدمات العمرة في تونس مع ليبرتـــــــا»، برؤية تزاوج بين الروحانية والخدمة الراقية.
ما أبرز التحديات التي واجهتموها عند دخول السوق؟
دخلنا سوقًا كانت خاضعة لمنظومة وساطة معقدة يسيطر عليها السماسرة، الذين حوّلوا العمرة إلى سلعة تجارية.
نحن رفضنا منذ البداية هذا النهج، لأننا نؤمن أن العلاقة بين المعتمر والوكالة يجب أن تكون إنسانية وشفافة.
واجهنا صعوبات وضغوطًا كبيرة، لكننا راهنّا على الاستثمار المعنوي قبل المادي.
عملنا على بناء الثقة بدل السعي وراء الربح السريع، واخترنا أن نحافظ على صورة ليبرتا كشركة تحترم ضيوفها وتُكرّمهم.
واليوم، حجزنا مكاننا في السوق بفضل الصدق، الجودة، والاستقلالية دون التنازل عن مبادئنا.
ما الذي يميز «ليبرتــــــــــا» عن غيرها؟
ببساطة، نحن لا نبيع ما لا نملك، ولا نعد بما لا نستطيع تنفيذه.
نؤمن أن الثقة والوضوح هما الأساس، لذلك يكون المعتمر معنا على دراية تامة بكل تفاصيل رحلته منذ البداية — من الفندق والخدمات ووسائل النقل إلى المرافقين.
نتعامل حصريًا مع فنادق خمس نجوم مطلة مباشرة على الحرم المكي الشريف، ونوفر باقات راقية تُراعي الراحة النفسية والاحتياجات الفردية.
كما نضيف بعدًا سياحيًا أنيقًا عبر جولات استكشافية وتنقلات مريحة بحافلات حديثة. بحيث نجعل من رحلته تجربة فريدة لا تنسى.
نحن لا نرى المعتمر رقمًا في دفتر الحجوزات، بل ضيفًا كريمًا، ولهذا أصبحت «ليبرتــــــــــا» مرادفًا للثقة في السوق ووجهة مفضلة لمن يبحث عن عمرة بمعناها الحقيقي.
كيف تواكبون التحول الرقمي والسياحة المستدامة؟
كانت جائحة كوفيد-19 نقطة تحوّل، دفعتنا إلى تسريع التحول الرقمي.
كنا من أوائل الوكالات التونسية الحاصلة على شهادة الأيزو، واستثمرنا في منظومة رقمية متكاملة تتيح متابعة كل معتمر عبر تطبيق ذكي يقدّم تقارير فورية عن الخدمات الميدانية.
كما أسسنا منصة Liberta.travel تضم أكثر من عشرين مهندسًا في تطوير البرمجيات السياحية، بالشراكة مع كبرى المجموعات الفندقية.
نؤمن أن الرقمنة ضرورة مستقبلية، خاصة مع التطور الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في منظومات الحج والعمرة.
بكلمة واحدة: آفاق ليبرتــــــــــا اليوم رقمية بامتياز.
كيف ترون مستقبل رحلات العمرة؟
نؤمن أن الجودة قيمة وليست شعارًا.
نجحنا خلال فترة وجيزة في أن نصبح ضمن أكثر الوكالات مصداقية وتميزًا، وهو ما تؤكده تصنيفات وزارة السياحة السعودية التي وضعت «ليبرتــــــــــا» ضمن أفضل الشركات السياحية عالميًا.
كما نُدعى بانتظام للمحافل الدولية الكبرى، وقد تشرفت شخصيًا بتعييني خبيرًا في السياحة لدى المملكة العربية السعودية.
هدفنا اليوم ليس فقط الحفاظ على هذا التميز، بل دفع السوق نحو مزيد من الاحتراف، وتعميم نموذج يجعل من العمرة تجربة راقية إنسانيًا وروحيًا وتنظيميًا.
نريد أن يعيش كل معتمر تونسي فخر الانتماء إلى تجربة متكاملة تُعيد للرحلة معناها الحقيقي: رحلة إلى بيت الله بطمأنينة وكرامة وإنسانية.
في النهاية، وكالة أسفار ليبرتــــــــــا ليست مجرد مشروع تجاري، بل فكرة إصلاحية في سوق تحتاج إلى الصدق والابتكار، وترجمة حقيقية لمعادلة نادرة في السياحة الدينية:
أن تمتزج الروحانية بالإبداع، والخدمة بالكرامة، و إثراء التجربة بالتكنولوجيا

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115