فيما يتواصل تجاهل الرواية التونسية: روايات مصرية تتحوّل قريبا إلى أفلام ومسلسلات

منذ عقود بعيدة، تعيش الدراما والسينما المصرية بنبض الروايات الأدبية

أما في تونس ما تزال الرواية التونسية تبحث عن طريقها إلى الشاشة. بعد أن راهنت مصر على تحويل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وغيرهم إلى أفلام ومسلسلات لم ينقطع هذا الحبل بين الأدب والشاشة سواء كانت صغيرة أو كبيرة إلى يومنا هذا. أما في تونس رغم غزارة الإنتاج الروائي وتنوع الأسماء والأجيال، فمازالت خطى الدراما نحو الأدب مترددة وبطيئة.

منذ الخمسينيات، لعبت الرواية المصرية دورا مركزيا في صياغة وجدان المشاهد وفي ترسيخ حضور الأدب في الحياة اليومية. وتشهد الفترة المقبلة طفرة مقبلة في تحويل الروايات المصرية إلى مسلسلات وأفلام.

استثمار واع في الأدب في مصر 

بمشاركة نجوم الصف الأول على غرار هند صبري وسوسن بدر وزينة وحسن الرداد وصابرين... ينير الأدب المصري الشاشة من جديد بعد الإعلان عن تحويل سبع روايات إلى أفلام ومسلسلات في خطوة تعكس حيوية العلاقة بين الأدب والشاشة، وتؤكد أن السيناريو المقتبس من الرواية يتمتع بسحر فريد وبتأثير كبير. سحرها وقدرتها على أسر المشاهدين. بعض هذه الأعمال السينمائية والتلفزية انتهى تصويرها وتستعد للعرض، فيما لا يزال بعضها الآخر في طور التحضير.

بعد تجارب ناجحة مع أعمال روائية مثل "فيرتيجو" و"عمارة يعقوبيان"، تعود هند صبري إلى الدراما المأخوذة عن الأدب من خلال مسلسل قصير (10 حلقات) مقتبس عن رواية إبراهيم عيسى "دم على نهد".
العمل، الذي تكتبه دراميا محمد هشام عبية وتخرجه مريم أحمدي، يأخذ المشاهد إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث تجري الصحفية "مي الجبالي" حوارا مع سفاح قبل إعدامه، لينقلب مسار حياتها بعدما يبوح لها بأسرار تغيّر كل شيء.
"بنات الباشا"... نساء يواجهن الحياة من صالون تجميل

من الروايات الأخرى التي ستأخذ شكل فيلم أو مسلسل ، تم الإعلان عن قائمة الروايات التالية: رواية "بنات الباشا" للكاتبة نورا ناجي، و"إذما" و"طه الغريب" للكاتب محمد صادق، " و"على ظهر راجل" للكاتب محمد جلال...

الأدب بين مصر وتونس... سؤال الفجوة؟

هذه الموجة الجديدة من الروايات المصرية التي ستعرض قريبا على الشاشة تفتح الباب واسعا أمام سؤال مهم: لماذا ينجح الأدب المصري في الوصول إلى الشاشة بهذا الزخم، بينما تبقى روايات عربية أخرى، مثل التونسية، بعيدة عن هذا الحلم؟
إن نجاح مصر في تحويل الرواية إلى صورة درامية ليس مجرد صدفة، بل هو استثمار واعٍ في الأدب باعتباره خزانا لا ينضب من الحكايات مما ساهم في تركيز صناعة درامية مصرية متكاملة تستثمر في النصوص الأدبية وتعيد صياغتها بلغة الصورة، مانحة الكاتب عمرا جديدا خارج صفحات الكتاب.
في المقابل، ورغم غنى الساحة التونسية بأسماء لامعة منها على سبيل الذكر لا الحصر: البشير خريف وشكري المبخوت والحبيب السالمي وآمنة الرميلي وأميرة غنيم وسفيان رجب ;حسونة المصباحي وغيرهم وغيرهن... إلا أنّ جسور التواصل بين الروائيين وصنّاع السينما والتلفزيون تكاد تكون مقطوعة !

اليوم، مع صعود المنصات الرقمية وتزايد الاهتمام العالمي بالقصص المحلية، تبدو الفرصة مواتية لصنّاع الدراما في بلادنا لإعادة النظر في علاقتهم بالرواية . قد يكون الوقت قد حان لمنتج تونسي جريء أن يغامر بتحويل رواية مثل "الطلياني" أو "روائح ماري كلير" إلى مسلسل أو فيلم. حينها فقط، ستكسر تونس دائرة الإهمال وتمنح كتابها فرصة الوصول إلى جمهور أوسع، وتؤكد أن الأدب التونسي لا يقل ثراءً عن غيره، بل يحتاج فقط إلى من يضعه تحت أضواء الكاميرا.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115