وهي أداة إبداعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُحوّل الصور العادية إلى رسوم مستوحاة من أسلوب الرسوم المتحركة.فماهي المخاطر الأمنية والخصوصية المترتبة عن مشاركة الصور الشخصية عبر المنصات والتطبيقات المعززة بالذكاء الاصطناعي؟ وهل تحفظ هذه التطبيقات الصور على خوادمها؟ ولأي غرض تستخدمها لاحقًا؟ وهل يمكن استغلال الصور المعدّلة في إنشاء هويات مزيفة أو التلاعب بالبيانات الشخصية؟
حذرت منذ يومين خبيرة حماية الخصوصية لدى Kaspersky، الشـــــــركة المتخصصة في مجال الأمن السيبراني وحماية الخصوصية الرقمية،Anna Larkina من تقنية تحميل الصور عبر منصات الذكاء الاصطناعي مشيرة الى ان تحول المرء إلى شخصية مفضلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي قد تبدو في بدايتها أمرا مغريا ، إلا أن تحميل الصور على هذه المنصات يتطلب كثيرًا من الحذر. فكل صورة تتم مشاركتها قد تتحول إلى أداة بيد آخرين لاستغلالها ضد صاحبها،وقالت انه بإمكان المحتالين استخدام صور المستخدم لانتحال هويته أو خداع معارفه أو تنفيذ حملات تصيد احتيالي متقنة. وان ما يبدو كلعبة بريئة على الإنترنت قد ينطوي في الواقع على مخاطر جدية إذا ما وقعت البيانات في الأيدي الخطأ.»
مخاطر الذكاء الاقتصادي
يجزم اشهر الخبراء في مجال الامن السبيرياني والتكنولوجيا الرقمية انه في ظل الثورة الرقمية المتسارعة، بات الذكاء الاصطناعي إحدى اهم وسائل العمل والتواصل وتسريع النمو حيث ابرزت اخر التحصائيات التي أجرتها شركة (Omdia) للبحوث والاستشارات في التكنولوجيا أن الإيرادات السنوية العالمية لسوق برمجيات الذكاء الاصطناعي تبلغ أكثر من 100 مليار دولار وتقدر قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمية بأكثر من 600 مليار دولار ومن المتوقع أن تزيد قيمة صناعة الذكاء الاصطناعي بأكثر من 5 أضعاف خلال السنوات الخمس المقبلة ومع ذلك فان له عدة سلبيات ومخاطر تحدث عنها الخبراء وحذرو منها خاصة فيما يتعلق بالصور والبيانات الشخصية إذ تحول تطبيقات كثيرة صور المستخدمين إلى كرتونية، أو فنية، أو حتى صور «مثالية»، لكن خلف هذه المتعة البصرية تلوح مخاطر حقيقية تمس الخصوصية، الأمن الرقمي، والهوية الإنسانية.فعند تحميل الصورة، لا يعرف كثير من المستخدمين أن تلك اللقطة قد تُخزن، تُحلل، وتُستخدم لاحقًا لأغراض تجارية أو إعلانية. بعض الشركات تستخدم هذه الصور لتدريب خوارزميات التعرف على الوجوه دون إذن واضح، مما يعد انتهاكًا صارخًا للخصوصية.
كما ان صور الذكاء الاصطناعي تُستخدم بسهولة في تقنيات «التزييف العميق» (Deepfake)، ما يجعل من السهل نسب كلام أو سلوكيات لأشخاص لم يقوموا بها. هذا الخطر يتضاعف حين تُستخدم الصور المعدّلة لإنشاء حسابات وهمية على وسائل التواصل.
علاوة على الغموض القانوني اذ يفتح أبواب الاستغلال لكثير من التطبيقات التي تفتقر إلى الشفافية القانونية، مما يصعب على المستخدم تتبع مصير صوره أو المطالبة بحذفها. وحتى مع وجود قوانين مثل GDPR، فإن التنفيذ يظل معقدًا عبر الحدود الجغرافية، دون اعتبار الأثر النفسي غير مباشر
تعزيز وعي المستخدمين
في إطار دعم و تعزيز وعي المستخدمين، اوصتKaspersky كاسبرسكي الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا في تطوير برامج الأمن السيبراني التي تحمي من الفيروسات وبرامج الفدية وبرامج التجسس والبرامج الإجرامية باتباع التدابير اللازمة اهمها الاطلاع الدقيق على سياسات الخصوصية اذ غالبًا ما تكون شروط استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي غامضة أو مبهمة. ، يُنصح المستخدمون بقراءة سياسات الخصوصية واتفاقيات الترخيص بعناية لفهم كيفية تخزين بياناتهم واستخدامها ومشاركتها أو استثمارها، مع التركيز على ما إذا كانت البيانات ستُباع لأطراف ثالثة أو ستُحتفظ بها إلى أجل غير مسمى والحذر من المنصات الاحتيالية والبرمجيات الخبيثة حيث تؤدي الشعبية المتزايدة لهذه الصيحات إلى ظهور تطبيقات ومواقع إلكترونية احتيالية تدّعي تقديم «أعمال فنية بأسلوب غيبلي فائق الواقعية». وغالبًا ما تهدف هذه المنصات إلى سرقة البيانات الشخصية أو جمع الصور أو إصابة الأجهزة بالبرمجيات الخبيثة. ونصحت بالاعتماد فقط على المنصات الموثوقة التي تتمتع بسمعة أمنية مؤكدة.
كما اوصت بالانتباه إلى تسريبات الهوية اذ قد تتضمن الصور المحملة تفاصيل حساسة في الخلفية، مثل أماكن السكن أو العمل، مما قد يؤدي إلى كشف معلومات شخصية دون قصد. وعند دمج هذه التفاصيل مع البيانات البيومترية للوجه، تتزايد احتمالية التعرض لانتحال الهوية أو لهجمات الهندسة الاجتماعية. وتشير بيانات كاسبرسكي إلى أن 43% من الأفراد يعتقدون أن إنشاء نسخ رقمية واقعية قادرة على انتحال الهوية بات أمرًا وشيكًا.
التفكير بعيدًا عن اللحظة الراهنة تُعد الصور الناتجة عن الذكاء الاصطناعي جزءًا من البصمة الرقمية الدائمة للفرد، حتى وإن تم إنشاؤها في إطار صيحة مؤقتة أو لغرض ترفيهي. وبالتالي، يجب إدراك أن كل صورة تُشارك تظل أثرًا رقميًا لا يُمحى.
واخيرا اوصتKaspersky بالانتباه لمخاطر انتحال الهوية وخاصة تكرار تحميل الصور المرفقة بمعلومات الخلفية يزيد من فرص كشف بيانات حساسة قد تُستخدم لارتكاب عمليات انتحال أو خداع اجتماعي. ويؤكد استطلاع كاسبرسكي أن نسبة كبيرة من المستخدمين تدرك خطورة هذا التطور التقني في تقليد الشخصيات الحقيقية.
تشريعات صارمة
في الوقت الذي يُحتفى فيه بالذكاء الاصطناعي كقوة محركة للتقدم والتطور، يبرز في الأفق وجه آخر أكثر غموضًا، يثير القلق في أوساط الباحثين، والعمال، وحتى المواطنين العاديين. الذكاء الاصطناعي، الذي يعدنا بعالم أكثر كفاءة وراحة، قد يخفي وراء خوارزمياته تهديدات صامتة تمسّ جوهر الإنسان وحقوقه، فالذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكن التعامل مع الصور والبيانات الشخصية يجب أن يتم وفق أخلاقيات واضحة وتشريعات صارمة. فالصورة ليست مجرد وجه، بل هوية وخصوصية وكيان يجب حمايته