ينطلق اليوم في "دار الزيت " بصفاقس: "بلدي الصغير، أحبك كثيرا" معرض فوتوغرافي يوثق لذاكرة المكان والزمان

كثيرا ما نثق بالصور أكثر من الكلمات وكم من صورة تستوعب ألف كلمة وكلمة،

ويبقى التصوير الفوتوغرافي كما يقول " برونو باربي" هو "اللغة الوحيدة التي يمكن فهمها في جميع أنحاء العالم". في هذا السياق يأتي المعرض الفوتوغرافي الجماعي "بلدي الصغير، أحبك كثيرا" ليصوّر بلادنا كما نعرفها و ربمّا كما لا نعرفها ! في هذا المعرض الذي يحمل توقيع مصوّرين من تونس وخارجها تتقاطع الدروب والمسارات وتلتقي العدسات والنظرات في التقاط الصور عن بلد صغير في جغرافيته، كبير في سرّه وسحره ، ومتأصل في تاريخه وحضارته...

في استلهام من أغنية المطربة الشهيرة "سيزاريا إيفورا"، يستوحي معرض "بلدي الصغير، أحبك كثيرا" عنوانه ويقترح موضوعه ... ويتواصل هذا المعرض الفوتوغرافي من 17 إلى 20 أفريل 2025 في الفضاء التاريخي "دار الزيت" بصفاقس.

صفاقس بعيون مصورين من تونس وبلجيكيا

هي مدينة الأسوار والأبواب والأسواق والمساجد والموانئ وزيت الزيتون... والكنوز التاريخية و الأثرية التي تثير الفضول وتستفز الحنين إلى ذكريات وحكايات وأحداث مرت من هناك... من مدينة صفاقس وقد ألهم هذا الموروث الثقافي والتراث الحضاري كاميرا مصورين فوتوغرافيين من تونس وبلجيكيا لاقتفاء مواطن الجمال والاختلاف في صفاقس والتقاط صور توثق لذاكرة الزمان والمكان.
واليوم في صفاقس وتحديدا في "دار الزيت" ، ستكون الكلمة لسلطة الصورة من خلال المعرض الفوتوغرافي الجماعي "بلدي الصغير، أحبك كثيرا". ويجمع هذا المعرض إبداعات مصورين تونسيين وبلجيكيين في تقاطع والتقاء لوجهات نظر متعددة ورؤى فنية متنوعة يقدمها كلّ من : مهدي بن تمسك وسماح بوشعالة وقيس الرايس ومنى فقيه وضياء قرميط وياسمين الحضري وحلمي الجريبي وشارل سيالة وتيري الطيب وآلان فان هافيربيكي واسكندر زراد. ينتظم هذا المعرض تحت إشراف الكوميسار سليمة قريعة مظفر ، وحتى يناسب المقام المقال تأتي سينوغرافيا المعرض بتوقيع الفنان التشكيلي والمتعدد التخصصات وديع المهيري.

"دار الزيت" من قنصلية إيطالية مهملة إلى فضاء للفن والحياة

هي صور وصور، سترتحل بزوار معرض "بلدي الصغير، أحبك كثيرا" إلى الماضي البعيد والحاضر القريب وإلى عالم من الجمال والخيال... كما سيتم عرض مجموعة كبيرة من البطاقات البريدية القديمة وتوقيع كتاب يوثق لمكونات هذا المعرض. وفي فرصة فريدة، سيكون الجمهور على موعد مميز في اكتشاف فيديو أنتجته مجموعة من المهندسين المعماريين حول "سوق قريعة" بصفاقس، وهوجوهرة حقيقية للهندسة المعمارية التونسية، وشاهد على عبقرية الخبرة المحلية.
في فضاء يتميز بقيمة تاريخية مخصوصة وبثقل حضاري فريد من نوعه ، تحتضن "دار الزيت" معرض "بلدي الصغير، أحبك كثيرا".
وتشهد "دار زيت" على آثار خطى الايطاليين في صفاقس ، فهي بناية قديمة تم بناؤها في زمن "موسوليني"، وتم استغلالها كمقر للقنصلية الإيطالية في صفاقس في الثلاثينيات من القرن الماضي.
تخلت السلطات الإيطالية عن هذه القنصلية. ليقوم رجل الأعمال منصف السلامي بترميم هذا المبنى في عام 2015 في حفاظ على بنيته وبنيانه ودون المساس بخصائصه المعمارية.
يبعث معرض "بلدي الصغير، أحبك كثيرا" برسائل أمل وتحريض على الحلم خاصة إلى الشباب ليقطع طريق النجاح وليساهم في الارتقاء بالوطن.
بعد محطة أولى في تونس العاصمة، ومحطة ثانية في صفاقس من المنتظر أن يحط معرض ""بلدي الصغير، أحبك كثيرا" الرّحال في ولايات أخرى. وكما قال الشاعر الراحل والخالد محمد الصغير أولاد أحمد: نحب البلاد ... كما لم يحب البلاد أحد.. صباحا مساء... ويوم الأحد."

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115