الكرة الطائرة اكتفى بالمركز الرابع في بطولة إفريقيا نسائي قرطاج يفشل مجددا ويؤكد عمق الإشكال في "الطائرة" التونسية

خرج نسائي قرطاج خالي الوفاض مجددا من مشاركته العاشرة في بطولة افريقيا للأندية البطلة المؤهلة إلى المونديال

التي اختتمت منافساتها في نيجريا يوم 13 أفريل الجاري وعرفت حفاظ الزمالك المصري على اللقب للمرة الثانية على التوالي على حساب نادي الأهلي وصيف النسخة الماضية وعاد بمرتبة رابعة لا تليق بفريق في قيمته علقت عليه آمال كبيرة في اعتلاء منصة التتويج للمرة الثالثة بحكم السيطرة التي أبداها محليا، فشل نسائي قرطاج يعكس عمق الإشكال الذي تعيشه الكرة الطائرة النسائية خاصة والتونسية عامة في المواسم الأخيرة وعجزها عن مجاراة النسق المفروض افريقيا وما يوجد بدرجة أولى في مصر التي باتت عنوان الألقاب لا غير في كل مسابقة تدخلها.
استهل نسائي قرطاج البطولة الإفريقية للأندية البطلة في نسختها الأخيرة بهزيمة أمام نادي القوات المسلحة الرواندي والكل اعتبر أن ذلك مجرد عثرة لم تحمل على محمل الجد لكنها مثلت إنذارا مبكرا للمجموعة وعكست في الواقع عدم جاهزية الفريق بالكيفية المطلوبة لهذه المسابقة وبان بعدها أنه تنتظره مهمة صعبة ولن يكون بمقدوره الذهاب بعيدا في بقية المشوار بحكم المنافسة الكبيرة التي كانت موجودة من الفرق المصرية والكينية على حد السواء وهذا ما حصل فعلا، فالفريق انسحب منذ المربع الذهبي أمام الأهلي وخسر المركز الثالث أمام نادي الأنابيب الكيني والنقطة المضيئة له كانت تتويج لاعبته جهان محمد بجائزة أفضل لاعبة في المركز أربعة.
رفع نسائي قرطاج البطولة المحلية قبل التحول إلى نيجيريا والمعنويات كانت مرتفعة في المجموعة لكن ذاك الزاد لم يكن كافيا له للمراهنة على اللقب الثالث في تاريخه بما أنه لم يخض مباريات فيها منافسة ولم يتسن له الوقت للقيام بتربصات خارجية تقدم له الإضافة فنيا وبدنيا كما يجب، والحصيلة كانت مرتبة رابعة للمرة الثالثة بعد 2014 و2022 كان بالإمكان تفاديها والإقتراب من ركب النادي الإفريقي صاحب الصدارة محليا برصيد 4 تتويجات افريقية جناها في 1986 و1987 و1988 و1989 الذي حافظ إلى اليوم على هذا الرقم القياسي رغم تجميد نشاطه لقرابة العقدين في خطوة تعكس العجز الموجود على الاستمرارية بخصوص التتويجات القارية.
لم يتوج نسائي قرطاج باللقب لكنه في المقابل مثل الكرة الطائرة التونسية في هذه المسابقة ولم يترك المقعد شاغرا كما حصل في النسخة الماضية، وهذا يحسب لفريق فتي استطاع في وقت وجيز ان يكون من أبرز الأندية محليا وقاريا ودخل غمار "الكبار" من أوسع الأبواب ودوّن اسمه في قائمة أعرق الأندية كما كان الحال سابقا مع النادي الإفريقي والهلال الرياضي والنادي الصفاقسي والترجي الرياضي.. نسائي قرطاج أكثر الفرق مشاركة في بطولة افريقيا للأندية البطلة بـ 10 مشاركات وهذه خطوة إيجابية سيكون لها رجع ايجابي مستقبلا بما أن جل المجموعة الموجودة في صفوف الفريق شابة قادرة بالكثير من العمل على للحاق بركب بقية أندية افريقيا على منصة التتويج.
مستوى البطولة الإشكال الكبير
خسر نسائي قرطاج فرصة التّتويج باللّقب الإفريقي الثالث في تاريخه والأهم الذهاب إلى المونديال وإضافة انجازا جديدا إلى رصيده بسبب المستوى الموجود في البطولة الوطنية الذي لم يعد يسمح بالإعداد لأي مسابقة مهما كانت قيمتها الفنية فهو واجه منافسين يملك أمامهم الأسبقية من كل النواحي بما في ذلك غريمه التقليدي النادي الصفاقسي الذي يعرف تراجعا على مستوى النتائج في الموسم الحالي بالخصوص، المراجعة ستكون مطلوبة في بطولة الكبريات كما الحال مع الأكابر من أجل أن تحقق الفرق أهدافها في حال قررت المشاركة في المسابقتين الإفريقية والعربية مستقبلا فالإكتفاء بالموجود حاليا غير مجد.
يظل التغيير مطلوبا اليوم على أكثر من مستوى للنهوض بالكرة الطائرة التونسية وجعلها مواكبة للتطور الموجود عربيا وافريقيا وخاصة في "الطائرة" المصرية التي باتت إلى جانب الرجال عقبة أيضا في السيدات أيضا أمام فرقنا والأمر سيكون كذلك بخصوص المنتخب في ظل السيطرة الكبيرة من الزمالك والأهلي على حد السواء، مراجعة نظام البطولة يبقى خطوة ضرورية لوضع حد للفشل الحاصل والمرشح لما هو أسوأ إن ظل الأمر كما هو قادما.
هيمنة الفريق الواحد من الأسباب المباشرة
استقطب نسائي قرطاج أبرز اللاعبات في البطولة الوطنية والمنتخب على حد السواء، وهذا الأمر كان سلاحا ذو حدين فلئن مكنه من فرض السيطرة والتتويج بألقاب عديدة منها بطولة و"سوبر" في الموسم الحالي إلا أنه لم يكن كافيا له للمراهنة على تاج بطولة افريقيا للأندية وجعله يدفع الثمن غاليا، نسائي قرطاج ضم أبرز العناصر وبات دون منافس خاصة في الموسم الحالي الذي فاز فيه في جميع المباريات دون عناء ورفع تاج البطولة دون خسارة أي لقاء لكنه لم يدرك أن هذه السيطرة لن تتعدى المحلي دون سواه مثل ما حصل سابقا مع أكثر من فريق في مقدمتها الترجي في الرجال.
لن تتمكن فرق السيدات من اعتلاء منصة التتويج افريقيا ما لم يكن هناك تغيير بخصوص قانون انتقال اللاعبات وما لم تكن هناك ضوابط بخصوص ملف الإنتدابات فهذا مهم حتى تكون هناك مساواة بينها في الحظوظ في التتويج وأيضا في تسجيل الحضور افريقيا ودون ذلك فانها لن تستطيع مغادرة دائرة الفشل، فلو خاض نسائي قرطاج مباريات ذات قيمة وفيها منافسة قوية لكان جاهزا للبطولة الإفريقية ولعاد بلقبها بدل الزمالك المصري الذي بات عقبة يصعب تجاوزها بما في ذلك من الفرق الكينية صاحبة الأرقام القياسية.
فشل جديد لـ "الطائرة التونسية ومخاوف بخصوص مشاركة الترجي
أضاف نسائي قرطاج باكتفائه بالمركز الرابع في البطولة الإفريقية الأخيرة فشلا جديدا إلى رصيد الكرة الطائرة التونسية التي تعرف تراجعا كبيرا على أكثر من مستوى وتتويج الشبان بـ"الكان" في أوت الماضي لا يمكن أن يعتبر انجازا بالنظر إلى أنه كان على حساب منافس لا أكثر، والمخاوف تبقى قائمة ايضا بخصوص الترجي الذي سيشارك في المسابقة ذاتها للرجال بداية من 19 أفريل الجاري في ليبيا فهو بدوره كرّس سياسة الفريق الواحد بضمه لأبرز العناصر من فرق منافسة وفرض سيطرة يتمنى الكل أن لا تظل محلية فقط بما أنه سبق له أن خسر أكثر من لقب بسبب ذلك والمنافسة تنتظره قوية ايضا في ظل مشاركة الأهلي والزمالك المصريين والمستضيف السويحلي الليبي.
فرط نسائي قرطاج في فرصة المراهنة على اللقب وبطاقة المونديال على حد السواء بخسارته للمباراة الأهم وهي المربع الذهبي أمام الأهلي المصري وهذا يقيم الدليل مجددا على الفجوة التي باتت موجودة بين كرتنا ونظيرتها المصرية التي بلغت شوطا هاما من التقدم مجبرة "الطائرة" التونسية على اللحاق بركبه اليوم حتى لا تظل في الخلف مثل ما كان الحال قبل 2017 فالحصيلة باتت ثقيلة جدا ولا تحتمل المزيد من الخيبات الأخرى وهذا ما هو مجبر الترجي على تجنبه بداية من 19 من الشهر الجاري في المشاركة التي تنتظره في البطولة الإفريقية المؤهلة إلى المونديال.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115