من علياء هضبتها الصخرية وبمجاورة جارتها التاريخية "قرطاج" تطل قرية سيدي بوسعيد بكبرياء على بحر المتوسط لتسحر الألباب والحواس ولتصبح قبلة عالمية للسياحة وللاستمتاع بجمال درة معمارية بيضاء وزرقاء !
من الحلم إلى الفكرة، ومن التطبيق إلى التنفيذ تولت تونس تقديم ملف ترشيح قرية سيدي بوسعيد للتسجيل على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
النتائج النهائية في النصف الثاني من سنة 2026
بعد مراكمة تاريخ وحضارة وثقافة مميزة، وبعد تصدرها قائمة أبرز الوجهات السياحية المتوسطية ، تستحق مدينة سيدي بوسعيد التسجيل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ونظرا إلى خصائصها المعمارية ذات الطابع الأندلسي والإسلامي والمتوسطي، وإلى أبعادها الروحية والصوفية وهي التي تحمل اسم الشيخ "سيدي بوسعيد الباجي" ، تولّت المندوبية الدائمة للجمهورية التونسية لدى اليونسكو ، إيداع مقترح المشهد الثقافي "قرية سيدي بوسعيد: مركز الإلهام الثقافي والروحي في البحر الأبيض المتوسط" بمركز التراث العالمي باليونسكو، قصد تسجيله على لائحة التراث العالمي الثقافي والطبيعي.
وقد عملت وزارة الشؤون الثقافية، بالتنسيق مع الجهات التونسيّة المعنية وبدعم من صندوق التراث العالمي الإفريقي، يسّرته وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، على إعداد ملف ترشيح قرية سيدي بوسعيد طبقا للإجراءات والمبادئ التوجيهية المحدّدة دوليا.
مما لا شك فيه أن دعم تسجيل ملف سيدي بوسعيد لدى اليونسكو يستوجب تظافر كل الجهود لتثمين هذه القرية المتميزة واللؤلؤة المشعة التي تجمع بين الرمزية التاريخية والحضارية وجمالية المعمار والخصوصية المتوسطية والتنوع البيولوجي...
وفي إطار إعداد ملف اقتراح تسجيل قرية سيدي بوسعيد على لائحة التراث العالمي، كانت بلدية سيدي بوسعيد قد عقدت جلسة عمومية خصصت للتحسيس بأهمية إدراج القرية على لائحة التراث العالمي لليونسكو و دعوة مختلف مكونات المجتمع المدني إلى ضرورة المحافظة على الطابع المعماري المميز للقرية وإلى إحياء مختلف التظاهرات الثقافية والدينية و تجنب مختلف الممارسات التي من شأنها الاضرار بالطابع المميز للقرية من ذلك مخالفات البناء والاستغلال المفرط للملك العمومي البلدي والدعوة إلى الإبلاغ الفوري عن كل التجاوزات.
وأفادت المندوبية الدائمة للجمهورية التونسية لدى اليونسكو أنّ " مسار التقييم الفني لملف "قرية سيدي بوسعيد: مركز الإلهام الثقافي والروحي في البحر الأبيض المتوسط" سينطلق قريبا من قبل مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية التي حدّدتها اتفاقية 1972، على أن يتمّ عرضه على أنظار لجنة التراث العالمي سنة 2026، وهي اللّجنة المخوّلة دوليا لإدراج المعالم والممتلكات والمشاهد الثقافية والطبيعية على لائحة التراث العالمي."
ومن المنتظر أن تستغرق دراسة ملف "قرية سيدي بوسعيد: مركز الإلهام الثقافي والروحي في البحر الأبيض المتوسط" بمقر اليونسكو في باريس مدة 18 شهرا من التقييم للجوانب المعمارية والفنية والاجتماعية والثقافية. ومن المتوقع الإعلان عن النتائج النهائية في النصف الثاني من سنة 2026.