إضاءة البلاستيك..الجولة الأخيرة

تنعقد خلال بضعة اشهر جولة خامسة مستأنفة للمفاوضات العالمية لإصدار قانون ملزم بمنع تدريجي للبلاستيك،

وذلك بعد تعذر التوصل لإصداره في بوسان كوريا الجنوبية قبل شهر ونصف.
وتعتبر أزمة البلاستيك واحدة من أكبر الأزمات البيئية التي يواجهها كوكبنا، خاصةً أن تحلُّل النفايات البلاستيكية يستغرق وقتاً طويلاً للغاية، وتعتبر من ملوثات المحيطات الأساسية، إذ ينتهي المطاف بـ12.7 مليون طن من البلاستيك إلى محيطاتنا كل عام، ومن جهة أخرى يستخدم سكان الأرض ما يقرب من تريليون كيس بلاستيك سنوياً وفقاً لتقارير أوردتها الأمم المتحدة.
وفي حين يعتبر الامتناع عن استخدام البلاستيك أو استعمال البلاستيك المكرر أحد الحلول التي يقترحها النشطاء البيئيون لتقليص أزمة النفايات البلاستيكية، يتوجه العلماء للتفكير في حلول مختلفة للتخلص من هذه الأزمة.

الرسكلة هي الحل

دي انخفاض معدلات إعادة تدوير البلاستيك - إلى جانب زيادة التلوث البلاستيكي على سطح الأرض وفي المحيطات - إلى تصاعد القلق بشأن الوضع البيئي على الكوكب.
وفي محاولة لتقليل الآثار السيئة للبلاستيك، طور باحثون في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد طريقة إعادة تدوير تستبدل جميع المواد الخام الأحفورية المستخدمة في إنتاج البلاستيك الجديد بذرات الكربون من النفايات المختلطة. هذه التقنية لديها القدرة على القضاء على التأثير المناخي السيء للبلاستيك، وقد تخلص الهواء من النسب المتزايدة من ثاني أكسيد الكربون.
وأوضح الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة Cleaner Production "أن عملية إنتاج واستخدام المواد البلاستيكية والأسمنت والصلب تؤدي إلى انبعاثات كبيرة من غازات الدفيئة"، "في حين أن استخدام الوقود الأحفوري هو السبب الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة البشرية المنشأ (أو ما يسمى اختصاراً GHG)، فإن تقليل أو منع استخدام مثل هذه الأنواع من الوقود هو أمر ضروري للحد من زيادة درجة حرارة الكوكب بنحو 1.5 درجة مئوية".
وافترض الباحثون أن ذرات الكربون في النفايات البلاستيكية تعمل كمورد مهم غير مستغل. وفي الوقت الحالي يتم حرق هذه الموارد أو قد تجد طريقها إلى مدافن النفايات. واليوم، يمكن للتقنيات الكيميائية الحرارية أن تستهدف هذا الكربون المهدر وتستخدمه كمادة خام لإنتاج بلاستيك من نوعية مماثلة لتلك التي تم إنشاؤها باستخدام الوقود الأحفوري، بحسب ما نشر موقع "ذا هيل"
وفقًا للباحثين، يوجد ما يكفي من هذه الذرات بالفعل لتلبية الاحتياجات العالمية من إنتاج البلاستيك. ويمكن جمع الذرات الكربونية من النفايات مع أو من دون بقايا الطعام.
شبكة إجرامية لتجارة النفايات البلاستيكية
وقال هنريك تونمان المؤلف المشارك في الدراسة في بيان صحفي: "إذا كانت عملية إعادة التدوير مدعومة بالطاقة المتجددة، فإننا سنحصل أيضاً على منتجات بلاستيكية ذات تأثير مناخي أقل ضرراً بنسبة 95 بالمائة مقارنة بتلك المنتجة اليوم، وهو ما يعني فعلياً انبعاثات أقل ضرراً للنظام البيئي".
ولإتمام العملية، ستحتاج ذرات الكربون في المخلفات إلى التسخين من 600 إلى 800 درجة مئوية، وتحويل المادة إلى غاز. يمكن أن تتم إضافة الهيدروجين إلى هذا الغاز خلال إنتاج اللبنات الأساسية للبلاستيك. ويعمل الباحثون حالياً على ضمان إمكانية استخدام الغاز وتحويله في المصانع المستخدمة حالياً لإنتاج البلاستيك لتتم العملية بأكملها في مكان واحد.
يمكن أيضاً تشغيل هذه العملية بمصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة المائية، مما يجعل عملية الإنتاج أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من الأنظمة الحالية المستخدمة.
وأوضح الباحثون أن الخبراء سيكونون قادرين أيضاً على جمع الحرارة الزائدة الناتجة عن العملية الإنتاجية لتعويض إنتاج الحرارة من حرق النفايات، وبالتالي القضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استعادة الطاقة.
ومن الممكن أن يساعد إنشاء هيكل اقتصادي لجمع واستخدام ذرات الكربون تلك في تحفيز هذا الشكل الجديد من إعادة التدوير. وقد أثبتت العملية نجاحها بالفعل في أحد المصانع بالسويد بالتعاون مع شركة Borealis لتصنيع البلاستيك.
وخلص الباحثون في دراستهم إلى أن "التطبيق العالمي لتقنيات إعادة التدوير الكيميائية الحرارية المتقدمة لديه إمكانات كبيرة، إذ من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى طاقة أقل من تلك المستخدمة في نظام إنتاج المواد اليوم، ويمكن تقليل انبعاثات الكربون باستخدام مصادر مختلفة للطاقة، مما يؤدي إلى انبعاثات كربونية تقترب من الصفر باستخدام الطاقة المتجددة" .

معلومات ومؤشرات هامة:

• المصدر الأساسي للبلاستيك هو البترول، الذي يتم من خلاله صناعة المواد البلاستيكية، وبالتالي فإن الثورة الصناعية هي العامل الأول في تفشي المخاطر المنجرة عن استخدام البلاستيك في الحياة اليومية".
• "البلاستيك أصبح موجودا في كل الأنشطة المنزلية واليومية من دون استثناء، فمثلا عندما تزور مستشفى فإن جل المواد بلاستيكية، والأمر نفسه ينطبق على المدرسة والمطعم والفضاءات العامة والخاصة".
• "النفايات المنتشرة في الطبيعة تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، خصوصا عندما نعلم أن 30 بالمائة من البلاستيك يتم التخلص منه بإلقائه في الطبيعة".
• "الخطر الأكبر لآفة البلاستيك يكمن في ترسب النفايات في البحر ثم تفككها في المياه، مما يشكل ضررا فادحا على صحة الإنسان وعلى التنوع البيولوجي، بحكم أن مكونات تلك المواد عند تحللها هي أساسا الهيدروجين والكربون".
• "المؤشرات الحالية للنفايات البلاستيكية المنتشرة في البحر المتوسط مفزعة، إذ أن نحو 8500 طن من النفايات ملقاة في مياه البحر، وأن نحو 4.2 مليار كيس بلاستيكي يتم استعمالها سنويا في العالم".
• "نمط الحياة في تونس أصبح قائما على استخدام البلاستيك بشكل مهول، فالمطاعم تعتمد على أكياس البلاستيك لحفظ المأكولات، كما أن مصانع النسيج تعتمد بدورها على مواد تحتوي على البلاستيك حتى وإن كانت بنسبة ضئيلة".
• "هذا الاستنزاف في استعمال المواد البلاستيكية يمثل خطرا محدقا على صحة الإنسان وعلى البيئة والمحيط".
• "جهود مكافحة الاستخدام المفرط لتلك المواد والحد من الأضرار الناجمة عنها، يتطلب أيضا إعادة النظر في أنماط الأوعية أو الأكياس التي تنتجها مصانع البلاستيك، واستبدال الأكياس أو المنتجات الحالية مثل الأواني أو الأكواب البلاستيكية التي تستخدم في المقاهي بمواد أخرى قابلة للتدوير أو لاستعمالات أخرى".
• "الكثير من أوجه الأضرار البيئية والمناخية متمثلة أساسا في الاحتباس الحراري الناتج عن تصنيع البلاستيك، ولا يبدو أن هناك تمشيا للتقليص من استعمال هذه المواد غير المكلفة، والتي تشجع أسعارها البخسة وتنوع أشكالها وأصنافها على الاستمرار في استخدامها رغم أضرارها".
• "المرأة أكثر عرضة من الرجل لمخاطر البلاستيك، بحكم أنها الأكثر استخداما لتلك المواد الموجودة بكثرة في المطبخ".

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115