المكالمة الهاتفية المسربة تعمق الخلافات الداخلية في اتحاد الشغل: نقابيو جهة صفاقس يطالبون الطبوبي بالاعتذار الرسمي والاستقالة

للخماسي النقابي "الغاضب" وخاصة الدعوة إلى استقالة الأمين العام نور الدين الطبوبي ولا على بيان الاتحاد الجهوي للشغل في صفاقس، فالاتحاد يعتبر أن خلافاته تبقى شأن داخلي ويتم فضها بين أطره وهياكله دون أية تداخلات خارجية، وبالرغم من تداول مكتبه التنفيذي المجتمع أمس في التطورات الأخيرة وكافة الاتهامات الموجهة ضد الأمين العام والتجاذبات القائمة فقد اكتفى في بيانه بالدعوة إلى فتح جولة من المفاوضات في القطاعات الثلاثة دون أن يكشف ولو بكلمة واحدة عن موقفه من هذه التجاذبات التي تتجه إلى التصعيد سيما بعد بيان الاتحاد الجهوي للشغل في صفاقس ومطالبته الطبوبي بالاستقالة والاعتذار.
عبر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بعد اجتماع مكتبه التنفيذي أمس عن استنكاره الشديد لفحوى المكالمة الهاتفية التي راجت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي بين الأمين العام وطرف آخر مجهول وتسريبات أخرى وما تضمنته من تشويه وتجريح لجهة صفاقس ولقيادتها النقابية ولمكتبها التنفيذي الجهوي وصل إلى حدّ وصفه "بـ"المافيا"، وفق ما جاء في بيان له، وأضاف أن هذه التشويهات تعبر بوضوح عن خطاب الكراهية والعداء واستهداف الجهة من طرف الأمين العام.
الاضطرار إلى اتخاذ إجراءات ومواقف أخرى
ندد المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بمثل هذه الممارسات التي خلفت وفق تعبيره فتنة داخل هياكل المنظمة وأثارت احتقانا وتوترا كبيرا لدى كل النقابيين وضربت مبدأ الوحدة النقابية وزادت في تعميق الأزمة الداخلية التي تعيشها المنظمة، وحمل الأمين العام المسؤولية كاملة في ما آل إليه الوضع النقابي من تأزم وخطورة ومطالبته بتوضيح لما صدر منه اتجاه الجهة وتقديم اعتذار رسمي للقيادة النقابية بجهة صفاقس تجنبا للتداعيات التي يمكن أن تنجرّ هن هكذا تصرفات ، كما دعا المكتب التنفيذي في جهة صفاقس الطبوبي إلى الاستقالة قبل الاضطرار إلى اتخاذ إجراءات ومواقف أخرى، ويشار إلى أن الأمين العام المساعد للاتحاد صلاح الدين السالمي، من بين الخماسي النقابي الغاضب، قد وصف في الندوة الصحفية التسجيل الصوتي لمكالمة هاتفية للطبوبي والذي يصف فيه نقابيين بـ"المافيا" بـ"الفضيحة" ولا يمكن السكوت عنه، داعيا إياه إلى الاستقالة من منصبه، قائلا إن "الأزمة في الاتحاد دخلت مرحلة أخرى وهذا التصرف لم يقم به أي أمين عام مرّ على المنظمة الشغيلة وبهذا التسريب من يمكنه العمل مع الطبوبي ومن الأكيد جدا أن هناك اتصالات أخرى وأدعوه إلى الاستقالة ". وأضاف في ما يخص الخطوات القادمة أن "كل الاحتمالات تظل قائمة من ذلك الدخول في اعتصام مفتوح الذي يظل فرضية مطروحة علاوة أن بعض الاتحادات الجهوية أبدت رغبتها في قطع علاقتها مع المكتب التنفيذي".
اتحاد الشغل يدعو إلى فتح مفاوضات ...
في المقابل، اجتمع المكتب التنفيذي للاتحاد أمس وقد أصدر بيانا لا علاقة له بما يدور من صراعات وخلافات داخل المنظمة، بيانا دعا فيه إلى الإسراع بفتح جولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية في القطاعات الثلاثة (الوظيفة العمومية، القطاع العام، القطاع الخاص) بجانبيها المالي والترتيبي. بيان جاء فيه أنه بحلول شهر جانفى 2025 واستكمال القسط الأخير من الزيادات العامّة في الوظيفة العمومية والقطاع العام مع انقضاء القسط الأخير للزيادة في القطاع الخاص، يطرح الاتحاد على الهياكل النقابية مركزيّا وقطاعيّا " الشروع في الإعداد لجولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية، خاصّة بالنظر إلى انهيار المقدرة الشرائية للأجراء ولعموم الشعب بسبب غلاء الأسعار وتدهور قيمة الأجور وازدياد الأعباء خاصّة أمام تقهقر الخدمات والمرافق العمومية والخدمات الاجتماعية".
وضع إستراتيجية تشاركية
كما دعا اتحاد الشغل إلى التعجيل بتدخّل الحكومة لوقف التهاب الأسعار وتوفير المواد الأساسية والضرورية ومعالجة وضع المرافق العمومية من صحّة وتعليم ونقل وغيرها. وطالب بوضع إستراتيجية تشاركية لإنقاذ المؤسّسات العمومية وفي مقدّمتها الدواوين الفلاحية وشركات النقل العمومية البرية والجوية والبحرية .