التي أختتمت منافساتها يوم 7 ديسمبر الجاري في الكونغو برازافيل وحافظت خلالها أنغولا على اللقب للمرة الخامسة على التوالي بعد أن أنهى المشاركة في المرتبة الثالثة على حساب مصر وتمكن من حجز مقعد في مونديال ألمانيا وهولندا 2025، لكن ذلك لا يمكن أن يحجب النقائص الموجودة التي لا بد من وضع حلول جذرية لها منذ الآن قبل انطلاق في منافسات النسخة الـ 27 التي ستستضيفها بلادنا خلال سنة 2026 والقيام بالتغييرات التي يجب القيام بها خاصّة بخصوص الإطار الفني.
لم يقدم المنتخب الوطني للسيدات ما هو مطلوب منه في "الكان" الأخيرة ومردوده في جل المباريات كان متواضعا وبعيدا عن الإنتظارات وتعثر أمام أكثر من منافس لا يملك تقاليد كبيرة في كرة اليد وكاد أن يغادر منذ الدور الأول مثل ما كان الحال في النسخة الماضية، وهذا كان مرده عدم جاهزيته على أكثر من مستوى سواء بدنيا بسبب تواضع التحضيرات وعدم خوضه لمواجهات كافية وجدية أو ذهنيا خاصة بعد الهزيمة في اللقاء الافتتاحي أمام أنغولا على الرغم من أن ذلك كان متوقعا بحكم الفارق بين الطرفين فلو تم اعداده كما يجب من هذه الناحية لما اكتفى بالمركز الرابع في المجموعة الثانية.
حفظ المنتخب ماء الوجه وحافظ على صورته بين منتخبات القارة السمراء ببلوغ المربع الذهبي وحصوله على البرونزية التي تظل أفضل من العودة بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها فهو على الورق كان مرشحا لبلوغ النهائي والمراهنة على اللقب بحكم نتائجه السابقة وعراقته بين كافة المنافسين، المنتخب كان بإمكانه الأفضل لو وفرت له تدريبات جدية أفضل من تلك التي خاضها وبان بالكاشف أنها غير كافية لمواجهة منتخبات القارة التي عرفت جميعها تطورا كبيرا خاصة في السنوات الأربع الأخيرة والأمر يهم بدرجة أنغولا والكاميرون والسنيغال والكونغو الديمقراطية التي تعثرت أمامها عناصرنا الوطنية ولم تجد الحلول المناسبة لتجاوزها وحتى مصر التي بلغت المونديال والمربع الذهبي لأول مرة في تاريخها.
لا يمكن اعتبار تأهل المنتخب إلى المونديال انجازا فهذه الخطوة كان لا بد أن يحققها منافس في قيمته وتبقى من تحصيل الحاصل، فخوض "الكان" كان بدرجة أولى من أجل بلوغ النهائي والمراهنة على اللقب الغائب عنه منذ 2014 وليس الاكتفاء بالمربع الذهبي الذي يعد انسحابا في حد ذاته وتأكيد جديد على تراجع سقف الطموحات.
سوء تصرّف في الرّصيد البشري والتغيير مطلوب
توجد في المنتخب عناصر لها إمكانات فنية وبدنية ممتازة وتضم ستة محترفات لكن رغم ذلك فإن الصعوبات كانت كبيرة نحو المربع الذهبي وأمام منتخبات متواضعة الإمكانات والسبب الأول كان سوء التصرف في الرصيد البشري من قبل المدرب الوطني "كيفين ديكو" الذي لم يقدم الإضافة منذ قدومه ولم يحدث أي تغيير ولو أن الجامعة منحت الفرصة لأحمد بن محمود العارف جيدا بكل ما يوجد فيها لحقق نفس النتائج أو أفضل، فالفرنسي كان الحاضر الغائب منذ التعاقد معه واختياراته لم تكن مدروسة في أكثر من مباراة وهو ما أثر على نتائج المنتخب الذي كان بإمكانه حصيلة ايجابية وهو لم يكن متابعا أيضا للاعبات المحليات اللاتي هن الأساس في المجموعة.
ستكون الجامعة مجبرة على التغيير والبحث عن مدرب وطني جديد صاحب كفاءة في الفترة القادمة إن أرادت الأفضل لمنتخب السيدات في قادم الإستحقاقات في مقدمتها مونديال هولندا وألمانيا الذي ستكون أول الأهداف خلاله تجاوز الدور الأول وتقديم مستوى طيبا، فالمواصلة مع الفرنسي لن تكون مجدية بل لا بد من البديل المناسب الذي يتابع عن كثب ويعد المجموعة كما يجب مبكرا ويجد حلا جذريا للنقائص الموجودة في الدفاع والهجوم على حد السواء فالمواصلة بالمستوى الحالي لن يحدث أي تغيير و"دار لقمان" ستظل على حالها.
الإعداد لـ "كان" 2026 يبدأ منذ الآن
خرج المنتخب بأخف الأضرار من "كان" كنشاسا وتفادى الأسوأ وهذه المشاركة لا بد من أن تحظى بالتقييم اللازم حتى لا تتكرّر الأخطاء ذاتها في النسخة القادمة التي ستقام في بلادنا وتعصف بأحلام جمهور كرة اليد النسائية التونسية مجددا، الإعداد لنهائيات 2026 لا بد أن ينطلق منذ الآن على كل المتسويات أولها ايجاد السيولة المادية الكافية التي تكون كافية لانجاح "الكان" والأهم مشاركة المنتخب فيها فالفرصة تبقى مواتية جدا للعودة إلى منصة التتويج والمراهنة على اللقب القاري الرابع في تاريخه.
سيكون من الضروري وضع برمجة ودية ثرية للمنتخب مع منتخبات يمكن أن يخرج مستفيدا أمامها فنيا وبدنيا على حد السواء فما يوجد في البطولة الوطنية لا يكفي للعناصر المحلية التي تمثل النسبة الأكبر بـ 12 لاعبة، برنامج واضح وجدي مبكرا كفيل بقيادة المنتخب الى تجديد الموعد مع منصة التتويج في نهائيات 2026 التي سيخوضها على أرضه وأمام جمهوره فالرصيد البشري متوفر وفيه من العناصر ما هو ممتاز وقادر على رفع التحدي مجددا مثل ما كان الحال مع جيل 2014 في انتظار عمل جدي ودعم من كل الأطراف من أجل إعادة سيناريو "كان" 1974 التي رفعت فيها عناصرنا الوطنية أول تتويج لها في أول نسخة وفي أول تنظيم لها.
اليوم دفعة أولى من الجولة 14 من بطولة قسم النخبة
تجرى اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 دفعة أولى من منافسات الجولة 14 من بطولة قسم النخبة للأكابر لكرة اليد، وسيكون الموعد خلالها مع لقاء وحيد فيه موازين القوى متفاوتة حين يستضيف النادي الإفريقي الوصيف هلال مساكن صاحب المركز قبل الأخير في الترتيب إلى حد الآن.. الدفعة الثانية تقام مبارياتها غدا.
البرنامج
اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024
قاعة القرجاني س 15:00:
النادي الإفريقي – هلال مساكن
كرة اليد على هامش "كان" الكبريات المنتخب تفادى الأسوأ وعمل كبير ينتظره من أجل اللّقب في نهائيات 2026
- بقلم سيدة المسعي
- 15:36 10/12/2024
تجنب المنتخب الوطني للكبريات الأسوأ في مشاركته في النسخة الـ 26 من بطولة افريقيا للأمم
آخر مقالات سيدة المسعي
- كرة اليد بطولة قسم النّخبة للأكابر قمّة واعدة في دربي السّاحل وإثارة في أكثر من لقاء
- كرة اليد "كان" الكبريات المنتخب يتحدّى السنيغال من أجل تجديد الموعد مع النّهائي والمراهنة على اللّقب
- الكرة الطائرة بطولة الأكابر قمّة في الكلاسيكو وأخرى بين التّرجي والمولدية
- كرة اليد "كان" الكبريات رغم الأداء المتواضع، المنتخب يبلغ المربّع الذّهبي ويحجز مقعدا في المونديال
- كرة اليد "كان" الكبريات رغم الهزيمة، المنتخب يتأهل إلى ربع النهائي ويصطدم بالسنيغال
Leave a comment
Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.