عن تحقيق الميزان التجاري الغذائي لفائض بقيمة 1.5 مليار دينار خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي مقابل عجز بقيمة 765 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من العام المنقضي.
ولئن حقق ميزان التجاري الغذائي فائضا إلى غاية سبتمبر المنقضي ،فإن مستوى الفائض قد شهد انخفاضا خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة بسبب تسجيل عجز بحساب الاشهر ،فقد سجل عجزا بقيمة 106 مليون دينار خلال شهر جويلية،وإستمر العجز خلال شهر أوت ،حيث قدرت قيمة العجز ب137 مليون دينار وفي مايتعلق بشهر سبتمبر فقد تم تسجيل عند مستوى 100 ملبون دينار يأتي هذا العجز نتيجة لانخفاض كميات زيت الزيتون ،حيث تبين معطيات المرصد الوطني للفلاحة تراجعا في صادرات زيت الزيتون بين شهر جوان وجويلية الى النصف ،فقد شهد شهر جوان تصدير 16.5 ألف طن بقيمة 428.8 مليون دينار ثم تراجعت خلال شهر جويلية إلى 8.7 ألف طن بقيمة 230.2 مليون دينار ويبدو أن الأمر ينسحب على شهر أوت مع إقتراب نهاية موسم 2023_2024 لزيت الزيتون.
وتجدر الإشارة في هذا الباب إلى أن قيمة الصادرات الإجمالية للمنتجات الغذائية قد بلغت 6.5 مليار دينار مسجلة زيادة بنسبة 31.5 بالمائة و يمثل زيت زيتون العمود الفقري للصادرات الغذائية حيث يمثل أكثر من 60 بالمائة مع العلم ان النمو المسجل في العائدات يعود بالاساس الى صعود سعر الكلغ بأكثر من 60 بالمائة مقارنة بأسعار العام المنقضي في السوق العالمية ،فيما لم تشهد الكميات المصدرة نموا مهما بين الفترتين.
وفي مايتعلق بالواردات فقد تراجعت بنسبة 12.5 بالمائة وهو تراجع ناجم بالأساس عن تراجع واردات السكر و انخفاض أسعار الحبوب في السوق العالمية .
لم يعرف الميزان التجاري الغذائي بين 2013 و 2023 فائضا، وقد كانت أفضل حصيلة في سنة 2015 بعجز في الميزان بقيمة 91 مليون دينار ، حيث عرف الميزان الغذائي سلسلة من العجز المستمر وقد تباين أداء المنتجات الفلاحية الغذائية من سنة إلى أخرى لكن تبقى مجموعة الحبوب وزيت الزيتون المواد الأساسية التي تتحكم بإتجاه الميزان التجاري الغذائي إما العجز أو فائض.
وقد مثلت صادرات زيت الزيتون عنصرا فاعلا في الميزان التجاري خلال الأشهر المنقضية من العام الحالي وواصل زيت الزيتون كأبرز عنصر فاعل في الميزان الغذائي بإعتباره المنتج الأول فلاحيا في قائمة المنتوجات الموجهة إلى التصدير كما واصلت الحبوب ريادتها في المواد الموردة.
جدير بالذكر الى ان صابة زيت الزيتون للموسم 2023/2024 قد بلغت 1.05مليون طن وهو ما يعادل ما بين 210 ألف طن من الزيت وتعتبر تقديرات الإنتاج في المستوى ذاته مقارنة بالموسم الفارط ب210 ألف طن والمستوى ذاته من مستوى المعدل العام للإنتاج ب210 ألف طن من الزيت وتشير التقديرات للموسم المقبل الى تحقيق زيادة بنسبة 55 بالمائة في انتاج زيت الزيتون ،حيث من المنتظر ان يصل الانتاج الى 340 الف طن من زيت الزيتون الامر الذي من شانه ان يعطي زخما للمبادلات التجارية و للميزان التجاري الغذائي .