هذا شعار عمل الاستاذ والفنان عزالدين المبعوج الذي حوّل حلمه الى حقيقة عبر فضاء ثقافي خاص اسمه «la scène de joie» الذي افتتح ابوابه رسميا في اكتوبر 2023، الهدف من الفضاء نشر ثقافة الفرجة المسرحية وممارستها والدفاع عن الحق في الثقافة للجميع.
يطفئ الفضاء شمعته الاولى في اكتوبر 2024، فضاء ولد كبيرا بأحلام المؤطرين والمشاركين، فجميعهم عاش حالة من المخاض الفني والفكري وجميعهم حلم ليكون فضاء «الركح» مساحة للحرية، للابداع، للمواطنة وللتعبير عن هواجس انسان اليوم دون خوف او تردد.
ازهر الحلم وبدأت الافكار تصبح حقيقة
وضعت اساسات الحلم منذ عام، وها اننا مستمرون في نحت ذواتنا، الفضاء ليس مساحتي الشخصية ولا ملكية خاصة هو مجال للتشاركية كل من يدخل هنا من الطلبة والمتعلمين والاطفال، كل المنخرطين هم ابناء الفضاء وكل منهم له مسؤوليته لننجح جميعنا، فالفضاء مساحتهم الاولى ومنهم تعلمت معنى الصمود وسأستمر في صناعة احلامي ايمانا بدوري تجاههم فذاقتهم تدفقعني لنبدع سوية حسب تعبير عز الدين مبعوج للمغرب.
ويضيف محدثنا الحب اساس النجاح في هذا المكان، مع ابنائي انسى الجانب الاكاديمي التعلّمي، هنا نتعلم ثقافة الحياة وليس تكوين اكاديمي جاف، نتعلم ونقدم بالحب، نتعلم كيف نتواصل ونفكر معا ونحلم معا لذلك يكون النجاح هو حصيلتنا النهائية، انتهى عام التأسيس وستكبر احلامنا وابداعات ابنائي في هذه المساحة ربما صغيرة من حيث الحجم لكنها معنويا اكثر شساعة وامتدادا،
الفضاء «حلمة» بدا تحقيقها ولازالت تتطور، الفضاء مساحة فنية اجتماعية، ذوات بشرية في حاجة لإثبات الذات واكتشافها واكتشاف سر الحياة، اليس المسرح هو فن الحياة، العام الاول كان صعبا للغاية، فانجاز مشروع خاصة ثقافي متعب في ظل ضبابية المشهد الثقافي عامة، لكننا قاومنا وها اننا اكملنا العام الاول وبدأنا في التخطيط لانتصارات عامنا الثاني.
في نهج كلود برنار يستقبل فضاء «ركح البهجة» رواده وزواره، من مدلولات الاسم اخذ الفضاء معانيه، في الداخل مكتبة صغيرة وقاعة للتدريبات والعرض، ولوحات زيتية من اهداء المنخرطين الى بيتهم الثاني الذي يهربوا اليه من صخب الحياة، في فضاء la scene الركح ليس حكر على احد هو ملك لكل المنخرطين ولكل الباحثين عن تكوين مسرحي مختلف ومتنوع ومتعدد، عملنا على تغيير صيغ التكوين المسرحي، عملنا على السيرك المسرحي والرقص، ننوع في التكوين ليكتشف المتكون روحه وجسده، لكل رغبته الخاصة في المسرح ووجد في الفضاء مساحته الاولى ليبدع ويحلم دائما، فالفضاء بمثابة الوطن المصغر وينطبق عليه قول مظفر النواب:
ولكنّها بلادي
لا أبكي من القلب
ولا أضحك من القلب
ولا أموت من القلب إلّا فيها ..
عام اوّل انتهى بانتصاراته وستبدأ التحضيرات للموسم الجديد
يعتبر فضاء la scene مساحة ابداعية للباحثين عن جماليات وطرق تعلّم مختلفة، فتح الفضاء ابوابه للكهول والاطفال ليمارسوا شغف الحياة ويلمسوا جماليات المسرح من منظور مختلف يؤمن بالتعددية ويدافع عن انسانية الانسان وشغفه، وقدم الفضاء لرواده طيلة السنة الفارطة مجموعة من الورشات المسرحية انتهت بتجربة مسرحية «نصف محترفة» تمثلت في مشاريع اخر السنة التي قدمها ابناء الفضاء امام الجمهور.
عن حصيلة العام الابداعي يقول مديره عز الدين المبعوج اشتغلنا على عمل مسرحي بعنوان «هوية» كان نتيجة لنهاية مشاريع الدراسة، قدمنا العرض قبل الاول ف يالمركز الثقافي والشبابي المنزه السادس ومدة العمل كانت أربع ساعات باكملها، في البداية خفت لكن انتباه الجمهور وعدم مغادرة القاعة كان دليلا على نجاح رهان فضاء الركح الابداعي، من يقدمون المشاريع التخرج من ابناء النوادي وكل يريد اثبات ذاته ابراز قدراته التعلمية لذلك كان العمل طويلا من حيث المدة، ثم سنحت لنا الفرصة لنشارك في مهرجان البحر الابيض المتوسط، حينها نزعت قبعة المؤطر لبست قبعة المخرج ووقفنا جميعنا لنقلص من طول العمل وأصبح فقط ساعة و45دقيقة وكان العمل احترافي، فالاحترافية ليست في الوثائق، الاحترافية في الالتزام، في حب المسرح والانضباط الكلي وابنائي كانوا محترفين وامتعوا جمهور المهرجان وسعدوا بصعودهم على الركح فشكرا لهم لصدقهم في التعامل مع المسرح فن الحياة.
في «ركح البهجة» لا نصنع ممثلين كما يقول عز الدين مبعوج، بل نسعى لنصنع انسانية الانسان، الفضاء موجه اساسا لثلاثة انواع من الرواد الاول مغرم بالمسرح وله احلام يصنعها ويريد تحقيقها فنعمل معه على صقل الغرام وتحقيق أهدافه والثاني فريق يبحث عن مساحة للحرية بعد ضغط العمل والحياتي، ونوفر له مساحة للفرحة فيغرم بالمسرح وتصبح له اهداف واحلام يريد تحقيقها، والفريق الثالث يبحث عن ذاته والحصول على الثقة بنفسه ويعيش العديد من الصعوبات يريد معالجتها بالمسرح فيجد ذاته ويصبح له احلامه ايضا، لتكون النتيجة بعد ورشات ولقاءات مساحة من الفرحة والحلم نتشاركها ونسعى لتحقيقها ومنها تحقيق ذواتنا الفنية والابداعية والانسانية.
الفضاء يفتح ابوابه لكل الباحثين عن جماليات اخرى ومن يريدون اكتشاف ذواتهم بالمسرح، نحن نراهن على الحب والانسان، جميعهم ابنائي علّمتهم المسرح وعلّموني ثقلافة الحياة وطرق متعددة للتواصل، الفضاء جانبنا المزهر سنواصل رعاية احلامنا وافكارنا ومشارعنا ليكون منارة مضيئة تدافع عن نشر الوعي باهمية المسرح ثقافة وفرجة وممارسة وفرحة.