في ظلّ "مرونة" حماس و"تعنّت" الاحتلال أمريكا تعدّل من جديد مقترح الهدنة ... فرصة أخيرة أم نهاية المفاوضات؟

في اليوم الـ333 من الحرب على غزة، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها على الصعيد الدبلوماسي لتسريع عملية التفاوض في المنطقة.

ومن المتوقع أن تقدم واشنطن مقترحا نهائيا للتسوية في الأسابيع المقبلة وفق مانشرته وسائل إعلام، وهو ما يعكس تسارعا في الجهود الدولية لوقف حرب الإبادة التي تشنها سلطات الإحتلال الإسرائيلية ضد قطاع غزة منذ شهر أكتوبر 2023. وتعتبر الإدارة الأمريكية أنّ التوصّل إلى اتفاق شامل سيسهم في تهدئة الأوضاع وتخفيف التوترات الإقليمية ، وذلك رغم فشل الجهود المبذولة منذ أشهر للتوصل إلى هدنة.

ورغم المفاوضات المستمرة، فإنّ موقف رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يرفض حالياً إبرام صفقة تبادل الأسرى، يثير الكثير من التساؤلات. ويعتقد البعض أنّ نتنياهو يعارض الصفقة بسبب المخاوف من تداعياتها الأمنية والسياسية، فضلا عن الانتقادات الداخلية التي قد تواجهها الحكومة إذا ما تمت الموافقة على تبادل الأسرى.
وفي تصريحاته الأخيرة كشف خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن تفاصيل جديدة تتعلق بمفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى مع إسرائيل، حيث ألقى الضوء على ''عدم جدية المفاوضات، وتعمق الأزمة الإنسانية والسياسية في غزة ''. التصريحات التي جاءت في خضم الإضراب العام في إسرائيل، تعكس تحديات معقدة في العملية التفاوضية وتكشف عن أبعاد أعمق في الصراع الدائر.
ووفقا للحية، لا توجد مفاوضات حقيقية بل مجرد "مراوغة وقطع للوقت"، مما يشير إلى أزمة ثقة بين الأطراف المعنية. هذا التصور يتماشى مع اتهامات جدية لنتنياهو بأنه ليس لديه النية الحقيقية لإبرام صفقة تبادل، بل يسعى لاستمرار الحرب، التي توفر له بحسب رأيه، فرصة لتقديم نفسه كمدافع قوي عن أمن إسرائيل.
الانتقادات التي وجهتها حماس إلى نتنياهو تشمل أيضا اتهامات تتعلق بأن رئيس الحكومة الإسرائيلي يسعى لتفادي الثمن السياسي والأمني الذي قد ينجم عن إبرام صفقة تبادل أسرى. هذا الموقف، بحسب الحركة، يساهم في إطالة أمد النزاع ويزيد من معاناة المدنيين في غزة.
أحد النقاط البارزة في تصريحات الحية هو التأكيد على شرط الانسحاب الكامل من غزة كشرط رئيسي لإبرام أي اتفاق. إذ أشار الحية إلى أنّ نتنياهو وضع شروطا غير واقعية، مثل عدم الانسحاب من منطقة نتساريم وفيلادلفيا، وهو ما يعكس عزما على الحفاظ على السيطرة العسكرية في مناطق حساسة. هذا الموقف يعقد جهود التوصّل إلى اتفاق شامل ويظهر تعارضا جذريا بين أهداف الطرفين.
مرونة حماس وتعنت حكومة الإحتلال
وفي تصريحات صادرة عن حماس لاحظ مراقبون وجود مرونة في التفاوض، حيث خفضت الحركة من شروطها الأوليّة بشكل كبير، في محاولة للوصول إلى اتفاق. هذا الانفتاح من قبل حماس يعكس رغبتها الجادة في التوصّل إلى حلّ، بينما يشير الموقف الإسرائيلي إلى عكس ذلك. حماس قدّمت تنازلات ملموسة، لكن هذه المرونة لم تلقَ استجابة من الطرف الآخر، مما يضاعف من تعقيد الوضع.
وتشدد حماس على عدم جدية إسرائيل في التفاوض وتلقي باللوم على الحكومة الإسرائيلية والوساطة الأمريكية في تعطل العملية. وبينما تسعى الولايات المتحدة لتقديم مقترحات جديدة، تظل العقبات الرئيسية تتعلق بشروط نتنياهو وحالة الانسداد السياسي.
فرصة أخيرة أم نهاية المفاوضات؟
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن واشنطن دخلت في محادثات مكثفة مع كل من مصر وقطر لتحديد ملامح صفقة سلام نهائية تتعلق بالنزاع المستمر في غزة. من المتوقع أن تُقدّم هذه الصفقة للأطراف المعنية في الأسابيع القليلة المقبلة، في محاولة أخيرة للتوصل إلى تسوية دائمة.وقالت الصحيفة أنه في حال فشلت الأطراف في قبول المقترح، فإن ذلك قد يمثل نهاية المفاوضات والعودة إلى التصعيد.
التقرير جاء فيه أن الصفقة النهائية التي تعمل عليها واشنطن تشمل عناصر متعددة، منها وقف إطلاق النار الشامل، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى تحسين الوضع الإنساني في المنطقة. هذه العناصر تمثل جزءا من محاولات لتجاوز العقبات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي في السابق.
الصفقة تتضمن أيضًا شروطًا قد تكون حساسة، مثل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، وهو ما يعتبر نقطة خلاف كبيرة خاصة المتعلق بمحور فيلاديلفيا. من جهة أخرى، فإن تقديم المساعدات الإنسانية وتخفيف الحصار عن غزة يمثل مطلبًا أساسيًا لحركة حماس.

إمكانية فشل المفاوضات

يشير التقرير ايضا إلى أن الصفقة النهائية قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب نهاية المفاوضات، ما يسلط الضوء على الضغوط التي تواجهها الأطراف لتقديم تنازلات. إذا فشلت الأطراف في قبول الشروط المطروحة، فقد يؤدي ذلك إلى فشل المفاوضات بشكل كامل، مما يعني العودة إلى التصعيد العسكري وزيادة معاناة المدنيين.
هذه الحالة تعكس نقطة تحول حاسمة في الصراع. فالأطراف المتنازعة تواجه ضغوطًا دولية وإقليمية قوية لتجنب التصعيد، لكن أيضًا هناك مخاوف من أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة إذا لم يتم التوصل إلى توافق.
ووفق مراقبين فانه يتعين إسرائيل وحركة حماس، بالإضافة إلى الدول الوسيطة، يتعين عليهم تقييم العرض الأمريكي بشكل دقيق. إذا أبدت الأطراف استعدادًا لقبول الصفقة، فإن ذلك قد يمثل تقدمًا كبيرًا نحو تحقيق السلام. لكن في حال عدم التوصل إلى توافق، فإن ذلك قد يعكس استمرار الفجوة الكبيرة بين الأطراف، مما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد والنزاع.في هذا السياق، تظل الأسابيع المقبلة حاسمة لتحديد مستقبل عملية السلام والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
'' إسرائيل سبب عدم إبرام اتفاق ''
من جهة أخرى حمَّل مصدر مصري،أمس الاثنين، الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عدم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى، وجدد رفض بلاده لأي تواجد إسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي مع مصر.
وبوساطة مصر وقطر ورعاية الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحركة "حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، في وقت تواصل فيه تل أبيب الحرب على غزة للشهر الحادي عشر.ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر مصري رفيع المستوى لم تسمه إن "الحكومة الإسرائيلية (برئاسة بنيامين نتنياهو) هي المسؤولة عن عدم الوصول إلى اتفاق هدنة، وتسعى لفرض واقع جديد على الأرض للتغطية على أزمتها الداخلية".وأكد أن "استمرار الحرب الحالية (على غزة) واحتمالية توسعها إقليميا أمر في غاية الخطورة، وينذر بعواقب وخيمة على المستويات كافة".
المصدر جدد "تأكيد مصر على ثوابت ومحددات أي اتفاق للسلام، وفي مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بشكل قاطع".
ويتمسك نتنياهو بضمان إمكانية استئناف الحرب، واستمرار تواجد الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح وممر نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب قطاع غزة.
بينما تصر "حماس" على إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى.

ضغط على حكومة الاحتلال
هذا ودخلت إسرائيل مرحلة جديدة من الاحتجاجات والتوترات السياسية، حيث أعلن عدد كبير من الإسرائيليين بدء إضراب عام تضامنا مع عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، وذلك احتجاجا على رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إبرام صفقة تبادل الأسرى. يأتي هذا الإضراب في وقت حرج يتزامن مع تحضيرات أمريكية لتقديم مقترح اتفاق نهائي للأطراف المعنية خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد فشل المقترح الأخير الذي قدمته إدارة بايدن خلال اجتماعات القاهرة.
تشير التقارير إلى أن الإضراب العام قد شمل مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك المدارس، والمستشفيات، ووسائل النقل، حيث قام المتظاهرون بتعليق أنشطتهم اليومية كوسيلة للضغط على الحكومة. وقد تجمع المحتجون في تظاهرات حاشدة في المدن الكبرى ، رافعين شعارات تطالب بحل أزمة الأسرى والضغط على الحكومة لإيجاد حل مناسب.
في سياق الإضراب، أكد قادة الاحتجاجات أن الهدف من هذه الخطوة هو تسليط الضوء على معاناة عائلات الأسرى، والضغط على الحكومة للتفاوض بشأن صفقة تبادل أسرى قد تنهي الأزمة الحالية.
من جانبها قررت محكمة العمل الإسرائيلية في تل أبيب، أمس الاثنين، وقف الإضراب الذي أعلن عنه اتحاد نقابات العمال "الهستدروت"، لدفع الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو للقبول بصفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس".
وقالت صحيفة "هآرتس": "أصدرت محكمة تل أبيب حكما بإنهاء الإضراب العام عند الساعة 2:30 بعد الظهر والذي بدأ في إسرائيل الاثنين، وذلك عقب التماس قدم ضد الإضراب".وكان من المقرر أن يستمر الإضراب حتى صباح اليوم الثلاثاء.ويأتي قرار المحكمة الإسرائيلية بوقف الإضراب استجابة لدعوى رفعتها الحكومة بداعي أن الإضراب يجري لأسباب سياسية.
وعمّ الإضراب العام أنحاء إسرائيل، الاثنين، استجابة لدعوة "الهستدروت"، وانضم إليه العديد من الشركات الكبرى وشبكات التسوق؛ في وقت لجأت الحكومة إلى المحكمة من أجل إلغاء الإضراب.
ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع "حماس"؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه، ويطالبون باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.
ويهدد وزراء اليمين المتطرف، بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينص على انسحاب كامل للجيش أو إنهاء الحرب على غزة.
الردود على الإضراب جاءت متباينة، حيث أيد بعض المراقبين المحليين الخطوة باعتبارها وسيلة فعالة للضغط على الحكومة، بينما اعتبر آخرون أن الإضراب قد يفاقم الأوضاع.من جانبها، أعربت بعض المنظمات الدولية عن قلقها من تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة، ودعت إلى استئناف المفاوضات بشكل عاجل لضمان تحقيق السلام وحماية المدنيين ووقف حرب الإبادة التي تمارسها اسرئيل ضدّ الفلسطينيين.
الخارجية الفلسطينية :نتنياهو يعرقل اتفاق الهدنة
من جهة أخرى أفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية امس الاثنين بأن "رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخترع العقبات أمام اتفاق الهدنة، بهدف إطالة حرب الإبادة والتهجير".
قالت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا )، إن "عجز المجتمع الدولي عن تحقيق وفرض الوقف الفوري لإطلاق النار، يعطي نتنياهو وائتلافه اليمني الحاكم الفرصة لكسب المزيد من الوقت، لإطالة أمد الحرب، وأمد بقائه في الحكم".
وأشارت إلى أنه "بات واضحا أن نتنياهو يواصل فرض وقائع جديدة على الأرض في قطاع غزة، وقام بتعيين مسؤولين عسكريين لإدارة شؤونه المدنية، ويكرس احتلال القطاع، والسيطرة على حدوده، بحجج وذرائع واهية، ويقوم بتعطيل وتخريب مفاوضات الهدنة، وتستنجد حكومته بدوامة العنف، وإشعال الحرائق في ساحة الصراع، وتسعى إلى توسيع دوائرها لتشمل الضفة الغربية المحتلة والإقليم لتحقيق الأهداف ذاتها".
وأكدت أن "الشروط التي يروج لها نتنياهو لليوم التالي للحرب ورفضه لعودة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية تندرج في إطار سياسته القائمة على استمرار الفصل بين الضفة والقطاع، لضرب فرصة تجسيد دولة الشعب الفلسطيني".وحذّرت الوزارة من "مخاطر تعايش المجتمع الدولي مع هذه السياسة الاستعمارية التوسعية"، وطالبت بـ "فضحها واتخاذ ما يلزم من إجراءاتها العملية لرفضها، ولتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار كمناخ أكثر إيجابية لاستمرار المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة والتبادل، بما يحمي شعبنا من ويلات حرب الإبادة والتهجير المتصاعدة، ويؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وأرض دولة فلسطين، باعتبار ذلك المدخل الصحيح، لتحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة، ودولها وشعوبها".
الإحتلال يهاجم صحفيين بالرصاص
ميدانيا أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي،امس الاثنين، الرصاص على طواقم صحفية بمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة ولاحقهم بجرافات، ضمن عمليته المستمرة لليوم السادس في المدينة ومخيمها.
ورصد طاقم الأناضول في جنين ملاحقة آليات عسكرية وجرافات إسرائيلية لأفراد الطواقم الصحفية، وإطلاق الرصاص الحي تجاههم.وأفادت الأناضول بأن الاستهداف جرى أثناء تجريف آليات عسكرية شوارع وميادين وسط جنين.والأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي أوسع عملية عسكرية في الضفة منذ 22 عاما، وشملت جنين وطولكرم وطوباس، قبل أن ينسحب من المحافظتين الأخيرتين، بينما يواصل اقتحام مدينة جنين ومخيمها.
وبموازاة حربه على غزة منذ 7 أكتوبر، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصّعد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة؛ بما فيها القدس المحتلة؛ ما أسفر بالإضافة إلى القتلى والجرحى عن اعتقال أكثر من 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 40 ألفا و786
ميدانيا أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى "40 ألفا و786 شهيدا و94 ألفا و224 جريحا" منذ 7 أكتوبر الماضي.وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جراء الحرب الإسرائيلية: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40786 شهيدا و94224 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وأكدت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 48 شهيدا و70 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية (دون تحديد المناطق)".وأوضحت أن "عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115