الفنانة أمينة الصرارفي وزيرة للشؤون الثقافية : هل تكون سيّدة المهام الصعبة؟

من تأسيس فرقة "العازفات" إلى كرسي وزارة الشؤون الثقافية، ارتبط اسم الفنانة أمينة الصرارفي بالقيادة،

قيادة أول فرقة موسيقية في العالم العربي في الوقت الذي كان يحتكر فيه الرجال موقع ولقب "المايسترو". وهي التي تعدّد في حواراتها الصحفية صفات القائد الناجح أو القائدة الناجحة، فتقول إنّ "صاحب القيادة لا بد أن يكون ذكيا ومتمكنا ومحبا لعمله ويسعى للإضافة..."هل ستنجح قائدة فرقة "العازفات" في قيادة وزارة الشؤون الثقافية وتعديل أوتارها وتخليصها من الكساد و"النشاز"؟

انتظم صباح أمس الاثنين 26 أوت 2024 بمقر وزارة الشؤون الثقافية موكب تسليم وتسلّم المهام بين الوزير المكلف بتسيير الوزارة منصف بوكثير والوزيرة الجديدة للشؤون الثقافية أمينة الصرارفي.

أول قائدة لفرقة موسيقية في الوطن العربي

منذ أكثر من ثلاثين عاما، صنعت الفنانة أمينة الصرارفي الاستثناء بتأسيس فرقة "العازفات" سنة 1992 لتكون أول فرقة موسيقية نسائية في تونس وفي العالم العربي. تختص هذه الفرقة في أداء الموشحات الأندلسية والموسيقى الكلاسيكية العربية.
وهي الوريثة الفنية لوالدها الموسيقار الكبير قدّور الصرارفي، ولدت عازفة الكمان أمينة الصررافي عام 1958 بمدينة تونس.
تحصلت على شهادة في الموسيقى العربية عام 1979. وحازت على شهادة الدراسات الجامعية العامة في علم الموسيقى. أنشأت، عام 1988، أول مدرسة خاصة للموسيقى في تونس التي منحتها اسم والدها، معهد قدور الصرارفي للموسيقى والرقص. نالت وسام الاستحقاق الثقافي لمرتين في عام 1993 وفي عام 2001. وفي العيد الوطني للمرأة التونسية في 13 أوت 2001 نالت وسام الجمهورية. تم توسيمها في اليوم الوطني للثقافة لعام 2008 بالصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي.

ملفات بالجملة على طاولة الوزيرة الجديدة

 يأتي تعيين عازفة الكمان أمينة الصرارفي بعد حوالي 5 أشهر من شغور حقيبة وزراة الشؤون الثقافية على إثر إقالة الوزيرة السابقة حياة قطاط القرمازي وتكليف وزير التعليم العالي منصف بوكثير بتسيير الوزارة بالنيابة.

تبدو المهمة صعبة وشاقة أمام الوزيرة الجديدة وهي التي تتسلم كرسي الوزارة مباشرة بعد موسم المهرجانات الصيفية التي تحتاج إلى مراجعة وإعادة تحديد الخارطة الجيو- ثقافية حتى لا تضيع أموال الدعم هباء !
وفي الوقت الذي تعاني فيه عديد المعالم والمواقع من الإهمال وخطر الانهيار، يحتاج قطاع التراث إلى ثورة جذرية ومنها تحيين القوانين والتشريعات وعلى رأسها مجلة حماية التراث الصادرة في أوائل تسعينات القرن الماضي.
ومن الملفات الآنية وذات الأولوية على طاولة الوزيرة الجديدة في قطاع السينما "مشروع قانون الصناعة السينمائية" بين ردهات مجلس النواب الذي أثار الجدل والاعتراض والانقسام مما يتطلب اتفاق جميع الأطراف حتى "تكون الصناعة السينمائية صناعة ربحية وقاطرة نماء وخلق لمواطن شغل جديدة.
وفي قطاعات المسرح والفن التشكيلي والرقص ... يقف الفنانون في حالة انتظار وتمني لسوق فن حقيقية تنتشلهم من موسمية النشاط ومحدودية الانتشار. ويبقى صدور قانون الفنان والمهن الفنية المشروع الكبير المعطل والحلم المعطل منذ سنوات بعيدة !
ولا يخلو قطاع الموسيقى من أزمات وإشكالات ... لا شك أن الوزيرة المختصة في الموسيقى أمينة الصرارفي أدرى بها والأقرب إلى حلّها، الآن وهنا .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115