في وقت تتصاعد فيه التوترات في قطاع غزة مع مرور الأشهر حيث تدخل الحرب يومها الـ253 دون التوصل إلى حلّ ينهي حرب الإبادة الجماعية التي تشنها اسرائيل هناك منذ أكتوبر المنقضي، مما يضع الأمم المتحدة والجهات الدولية في موقف صعب للعمل على وقف الصراع المستمر وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وقد أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الخميس، تراكم أكثر من 330 ألف طن من النفايات في مناطق مأهولة بالسكان بجميع أنحاء قطاع غزة، محذرة من مخاطر بيئية وصحية "كارثية".
وقالت "أونروا" على منصة "إكس" إن هناك "أكثر من 330 ألف طن من النفايات متراكمة في مناطق مأهولة بالسكان بجميع أنحاء قطاع غزة، ما يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية".
وأوضحت أن "الأطفال يبحثون في القمامة يوميا". وشددت المنظمة على أن "وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ووقف إطلاق النار أمر بالغ الأهمية لاستعادة الظروف المعيشية الإنسانية" في القطاع.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
جهود دبلوماسية
وفي خطوة تمثل بصيصًا من الأمل، أعرب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، عن دعم إسرائيل لاقتراح وقف إطلاق النار ، والذي يهدف إلى تضييق الفجوة مع حماس والتوصل إلى اتفاق قريب إلاّ أن التصريحات الإسرائيلية يعتبرها مراقبون غير جديرة بالثقة خصوصا وأن سلطات الإحتلال لم تلتزم منذ بدء الحرب بأية قرار صادر عن المنظمات الدولية لوقف الحرب. ولئن تأتي تصريحات سوليفان في إطار جهود دبلوماسية مستمرة منذ شهور لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، ورغم قبول إسرائيل المقترح بشكل عام، فإن حماس تبدي تحفظات على بعض التعديلات، مما يجعل المسار نحو السلام أكثر تعقيدا إذ تتمثل التحديات الرئيسية في تعقيدات المفاوضات بين الأطراف المتصارعة، حيث تطالب حماس بتحقيق مطالبها، مثل إطلاق سراح الأسرى وإعادة إعمار غزة ورفع الحصار ووقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب الاسرائيلي كليا من القطا، بينما تصر إسرائيل على الانسحاب فقط من المناطق المأهولة ووقف مؤقت لإطلاق النار . وفي هذا السياق، تعمل الوساطة الدولية على تقريب وجهات النظر وسد الفجوات لتحقيق اتفاق مقبول من الطرفين.
وفي خطوة جديدة تعكس تطلعاتها نحو التوصل إلى حل دائم للصراع في قطاع غزة، طالبت حركة حماس الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وفي بيان صدر فجر أمس الخميس، أكدت حماس على ضرورة التدخل الفعّال لضمان تطبيق اتفاقات وقف النار بشكل دائم.
وفي سياق تصاعد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للصراع الطويل في غزة، أعربت حماس عن استعدادها للتعاون بناء على المقترحات المطروحة، بشروط أساسية من بينها وقف دائم للعدوان الإسرائيلي وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع وعودة النازحين وإعادة الإعمار الشامل وصفقة جادة لتبادل الأسرى.
وتأتي هذه المطالب في ظل استمرار الصراع المستمر منذ أشهر، الذي خلف آلاف الضحايا وتسبب في دمار هائل في البنية التحتية والمنازل في القطاع. ورغم التحديات التي تواجه عملية التفاوض، فإن حماس تظل ملتزمة بالبحث عن حلول سلمية ومستدامة لتأمين المستقبل الأفضل للفلسطينيين.
ومع استمرار التوترات والضغوط الدولية المتزايدة، يبقى السؤال عن مدى قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق شامل ومستدام قبل عيد الأضحى، والذي يمثل فرصة ذهبية لوقف العنف واستئناف الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.ووفق مراقبين يتعين على الأطراف المتصارعة والوسطاء الدوليين بذل المزيد من الجهود والتنسيق لتجاوز العقبات والتوصل إلى تفاهمات تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والعدالة والسلام.
أما على صعيد الوضع الإنساني في غزة فهو يتفاقم مع استمرار الصراع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الموارد والخدمات الأساسية، مما يضعف قدرتهم على التعامل مع الأزمة. وتطالب المنظمات الإنسانية بضرورة فتح المعابر وتسهيل حركة السكان والبضائع لتلبية احتياجاتهم الضرورية.بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية والوساطة لإيجاد حل للصراع، فإن الأمل يبقى معلقًا على نجاح المفاوضات وتوصل الأطراف إلى تسوية سلمية تنهي معاناة الشعب الفلسطيني وتعيد الاستقرار إلى المنطقة.
قال قيادي كبير من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفق وكالة رويترز -أمس الخميس- إن التعديلات التي طلبت الحركة إجراءها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة "ليست كبيرة" وتشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.ونقلت ''رويترز'' عن القيادي الذي لم تذكر اسمه، أن الحركة تطالب باختيار قائمة تضم 100 فلسطيني من المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة ليطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.
وأوضح أن حماس "تحفظت على استثناء الورقة الإسرائيلية لمائة أسير من الأسرى الفلسطينيين، من ذوي الأحكام العالية، تقوم هي بتحديدهم فضلا عن تقييدها المدة الزمنية للإفراج عن ذوي الأحكام العالية بألا تزيد المدة المتبقية من محكوميتهم عن 15 عاما".وتابع "الخلاصة: ليس هناك تعديلات كبيرة تستوجب الاعتراض عليها وفقا لرأي قيادة حماس".
انتقادات لبلينكن
وقالت حماس إنها أبدت الإيجابية المطلوبة للوصول لاتفاق شامل ومُرض يقوم على مطالب الشعب الفلسطيني العادلة، موجهة انتقادات حادة للإدارة الأميركية ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وأكدت حماس في بيان أنه بينما يواصل وزير الخارجية الأمريكي الحديث عن موافقة إسرائيل على مقترح الرئيس جو بايدن، لم يُسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث عن هذه الموافقة.وأشارت إلى أن العالم لم يسمع أي ترحيب أو موافقة من قبل إسرائيل على قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار.
ولفتت حماس إلى أن مواقف بلينكن التي "تحاول تبرئة الاحتلال هي استمرار للسياسة الأميركية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية" ودعت الوزير الأميركي وإدارة بايدن للضغط على حكومة الاحتلال "المصرة على استكمال مهمة القتل والإبادة".وكان بلينكن قال إن حماس اقترحت عدة تغييرات، بعضها غير قابل للتنفيذ، على الاقتراح المدعوم من الولايات المتحدة، لكن الوسطاء عازمون على سد الفجوات.وامتنع بلينكن عن الخوض في تفاصيل المقترح، لكنه أكد أنه شبيه إلى حد كبير بالمقترح الذي وافقت عليه حماس في السادس من ماي الماضي، ولا يرى سببا يحول دون قبولها له الآن.
'' أي هجوم على لبنان سيمثل خطرا على المنطقة''
من جهته حذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس الخميس، من تداعيات شن أي هجوم على جنوب لبنان، مؤكدا أن توسيع الحرب يمثل خطرا على "المنطقة كلها".هذا التحذير أطلقه حسين في مؤتمر صحفي ببغداد مع نظيره الإيراني بالوكالة علي باقر كني، وفق ما تابعته "الأناضول"وقال حسين إن "الوضع الأمني في المنطقة خطر".وتابع: "لذا نحتاج لمشاورات مستمرة، ونشكر (الوزير الإيراني) على الزيارة وإتاحة فرص للتشاور والوقوف على السياسية الإيرانية في هذا الاتجاه".
وأضاف أن مباحثاتهما تطرقت إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبرالماضي، وشدد على "أهمية أن يكون وقف إطلاق النار بغزة دائما وليس مرحليا".
وتُصر إسرائيل على وقف إطلاق نار يخضع لتفاوض في كل مرحلة، بينما تتمسك حماس وبقية الفصائل الفلسطينية بإقرار وقف دائم، ضمن مفاوضات حالية بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
إشارات خطيرة
وبشأن الأوضاع في لبنان، قال حسين: "تطرقنا في المباحثات أيضا إلى الإشارات الخطيرة التي نتلقاها من احتمال الهجوم على جنوب لبنان وتوسيع رقعة الحرب".
وفي 4 جوان الجاري، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من "حزب الله"، عن مصادر لم تسمها، إن بريطانيا حذرت مسؤولين لبنانيين من "ضربة إسرائيلية محتملة منتصف يونيو".ومنذ 8 أكتوبر الماضي تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.حسين أضاف: "لا سمح الله إذا حدث هجوم على جنوب لبنان، فإن هذا سيؤثر على عموم المنطقة، وتوسيع الحرب ليس خطرا على لبنان ولكن المنطقة كلها". والخميس وصل كني في أول زيارة إلى العراق، منذ توليه منصبه نهاية ماي الماضي.وتأتي الزيارة غداة شن "حزب الله" أكبر وأوسع هجوم بالصواريخ والمسيرّات على شمالي إسرائيل منذ بدء المواجهات الراهنة؛ وذلك ردا على اغتيال تل أبيب قيادي بارز في الحزب جنوب لبنان مساء الثلاثاء.
إسرائيل تجمد تصاريح 80 ألف عامل فلسطيني
من جهة أخرى شرعت إسرائيل،أمس الخميس، في تجميد تصاريح العمل لنحو 80 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، وفق مصدر رسمي.
وقالت هيئة البث العبرية: "بدأت الإدارة المدنية الإسرائيلية (التابعة لوزارة الدفاع)، تجميد حوالي 80 ألف تصريح لعمال فلسطينيين من الضفة الغربية".ومنذ بداية حرب تل أبيب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، تمنع إسرائيل العمال من الضفة الغربية من الوصول إلى السوق الإسرائيلي للعمل.
وسبق أن ادعت هيئة البث قبل أيام أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتجديد تصاريح العمل لعشرات آلاف العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية.وأوضحت أنه في نهاية ماي الماضي قرر رئيس الإدارة المدنية هشام إبراهيم دراسة تجميد التجديد التلقائي لتصاريح العمل للفلسطينيين في الضفة الغربية، الذين كانوا يستحقونها قبل اندلاع الحرب، وذلك لحين اتخاذ قرار على المستوى السياسي بالسماح لهم بالعمل.
وقبل الحرب، كان أكثر من 170 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيل ويشكلون مصدر دخل مهم للاقتصاد الفلسطيني.ولا تسمح إسرائيل للعمال الفلسطينيين بالمرور من الحواجز الإسرائيلية إلا بعد الحصول على تصاريح من الجيش الإسرائيلي.وتشير تقديرات سابقة صادرة عن وزارة المالية الإسرائيلية إلى أن غياب العمال الفلسطينيين في قطاعات البناء والزراعة والصناعة، يكلف الإنتاج خسارة بثلاثة مليارات شيكل (840 مليون دولار) شهريا.وإلى جانب التضييق على العمال الفلسطينيين، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة، بما فيها القدس المحتلة، وكثف المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
الإحتلال يواصل توغله في رفح
ميدانيا واصل الجيش الإسرائيلي ، توغله في رفح ووسط قطاع غزة مع استمرار جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أرسل نسخة منه للأناضول، الخميس: "تواصل قوات الفرقة 162 العمل في منطقة رفح حيث واصلت القوات على مدار الساعات الـ24 الأخيرة عمليات المداهمة وعثرت على وسائل قتالية وقضت على مسلحين في اشتباكات وجها لوجه".
وأضاف: "قصفت طائرات حربية يوم أمس في منطقة رفح موقع إطلاق احتوى على قذائف صاروخية جاهزة للإطلاق نحو منطقة غلاف غزة".كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن "قوات الفرقة 99 تواصل العمل في وسط القطاع وقضت في الساعات الأخيرة على أكثر من عشرة مسلحين".
ويواصل الوسطاء في مصر وقطر الاتصالات مع إسرائيل و"حماس" في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى إسرائيليين بأسرى في السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار في غزة.وتزعم إسرائيل إن "حماس" ترفض الاتفاق الذي عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن وتم التأكيد عليه بقرار في مجلس الأمن وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية التي تؤكد أنها تتعامل بإيجابية مع المبادئ التي تم الإعلان عنها للاتفاق.
330 ألف طن نفايات متراكمة
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الخميس، تراكم أكثر من 330 ألف طن من النفايات في مناطق مأهولة بالسكان بجميع أنحاء قطاع غزة، محذرة من مخاطر بيئية وصحية "كارثية".
وقالت "أونروا" على منصة "إكس" إن هناك "أكثر من 330 ألف طن من النفايات متراكمة في مناطق مأهولة بالسكان بجميع أنحاء قطاع غزة، ما يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية".وأوضحت أن "الأطفال يبحثون في القمامة يوميا".
وشددت المنظمة على أن "وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ووقف إطلاق النار أمر بالغ الأهمية لاستعادة الظروف المعيشية الإنسانية" في القطاع.
هذا وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد النازحين بلغ 120 مليون على مستوى العالم حتى ماي 2024.
جاء ذلك في تقرير للمفوضية عن حركة النزوح لعام 2024، الأربعاء، أشارت فيه إلى أن أرقام العام الماضي وصلت إلى مستويات تاريخية جديدة في جميع أنحاء العالم.وأكدت المفوضية على أن الصراعات المستمرة في السودان وقطاع غزة وميانمار أدت إلى عمليات نزوح جديدة وأنه ينبغي إيجاد حل "عاجل" لها.
ولفتت إلى أن عدد النازحين يعادل عدد سكان اليابان التي تحتل المرتبة 12 من حيث الكثافة السكانية في العالم.وذكرت أن الصراعات المستمرة في السودان أسهمت في زيادة أرقام النزوح كثيرا.
وأوضحت أن أكثر من 7.1 ملايين سوداني نزحوا داخل البلاد منذ افريل 2023، وأن 1.9 مليون سوداني هاجروا إلى دول مجاورة.وشددت على أن سوريا ما زالت تمثل "أكبر أزمة نزوح" في العالم، إذ نزح 13.8 مليون شخص داخل سوريا وخارجها.
وأشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أن ما يقرب من 1.7 مليون شخص في غزة (75 بالمائة من السكان) نزحوا بسبب الحرب في القطاع بحلول نهاية عام 2023.من جانبه قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: "إن مآسي إنسانية لا تعد ولاتحصى تكمن وراء هذه الأرقام الكبيرة المتزايدة".وأضاف: "يجب أن تحث هذه المآسي المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة الأسباب الجذرية لمشكلة النزوح".