في الوقت الذي أعلنت فيه "اسرائيل" عن القبول بمعظم الخطوط العريضة لمقترح صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن. كما أعلنت حركة حماس أنها ستتعامل معه بإيجابية. ومن الواضح أنّ الرئيس بايدن يسعى إلى إنجاح مبادرته وذلك قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لزيادة حظوظه بالفوز في الاستحقاق الرئاسي في ظلّ منافسة شرسة مع ترامب . فهو يسعى من خلال وقف الحرب لنيل أصوات الناخبين العرب والمسلمين ودعم شباب الجامعات الذين يقودون حراكا طلابيا ضد الاحتلال. كما يسعى أّن يرمّم مصداقية الولايات المتحدة التي سقطت في امتحان الإبادة الصهيونية وباتت توصف كشريك لإسرائيل في جرائمها.
ويتضمن المقترح إطلاق سراح النساء والمدنيين "الإسرائيليين" أولا ثم الجنود، وبعد إطلاق الأسرى الأحياء، يتم تسليم جثامين الأسرى القتلى..
كما وافقت إسرائيل، حسب الهيئة، على تمديد الهدنة لأكثر من 6 أسابيع، "حتى يتم الاتفاق على هدوء مستدام".
ووفق هيئة البث، ستتم في المرحلة الثانية من الصفقة مناقشة أسماء الأسرى الفلسطينيين "الأمنيين" الذين ستفرج عنهم إسرائيل. كل هذه المؤشرات تؤكد ان الحرب ستنتهي قريبا ولكن اسرائيل فشلت في تحقيق اهدافها المعلنة وهي القضاء على حماس وفصائل المقاومة التي ظلّت تقاتل وتصمد حتى آخر اللحظة . كما أظهر استطلاع للرأي نشرته هيئة بث الاحتلال العبرية ، أن 40 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة إنهاء الحرب في غزة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة.
ويصرّ نتنياهو على وقف "مؤقت" لإطلاق النار، دون إنهاء تام للحرب أو الانسحاب كليًا من قطاع غزة.وأكد مساعد لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل قبلت اتفاقا إطاريا لإنهاء الحرب في غزة تدريجيا والذي يدفع به الرئيس الأمريكي جو بايدن حاليا، لكنه وصف الاتفاق بأنه معيب وبحاجة إلى مزيد من العمل. وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية، قال أوفير فولك كبير مستشاري نتنياهو للسياسة الخارجية، إن اقتراح بايدن هو "صفقة وافقنا عليها - إنها ليست اتفاقا جيدا لكننا نريد بشدة إطلاق سراح الرهائن، جميعهم".
وكانت نقطة الخلاف الأساسية هي إصرار إسرائيل على مناقشة وقف مؤقت للقتال فقط حتى يتم القضاء على حماس. وتقول حماس، إنها لن تطلق سراح الرهائن إلا في إطار خطوات تؤدي إلى نهاية دائمة للحرب.
والمعلوم ان مصير نتنياهو بات مرتبطا بمسار الحرب على غزة فهو يتعرض لضغوط في سبيل الحفاظ على حكومته الائتلافية، بعد ان لوح شريكان من تيار اليمين المتطرّف بالانسحاب احتجاجا على أي اتفاق يعتبر أن أنه ينقذ حماس. كما يرغب شريك من تيار الوسط، هو الجنرال السابق بيني غانتس، دراسة الصفقة.
وكشفت وزارة الصحة في غزة، في التقرير الإحصائي اليومي اليوم الاثنين، أن عدد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ241 على قطاع غزة ارتفع إلى نحو 120 ألف قتيل وجريح.وأوضحت الوزارة في تقريرها أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت "4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و150 مصابا" خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقالت إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 36479 قتيلا و82777 جريحا منذ السابع من أكتوبر الماضي.ولفتت إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
المعركة ضد الأونروا
في سياق آخر ، وفي ظل تواصل حرب الابادة الصهيونية ، وسياسة تجويع وحصار النازحين ، تسعى اسرائيل الى تصنيف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "منظمة إرهابية".
"بشدة إجراءات إسرائيل غير القانونية لتقويض مكانة ودور "الأونروا" من خلال محاولات تصنيفها "منظمة إرهابية"، وتجريدها من الحصانات والامتيازات الممنوحة لموظفيها".
وأضافت أن هذا يأتي "بالتزامن مع تصاعد الهجمات المباشرة على منشآت الوكالة (في قطاع غزة)؛ ما أدى إلى استشهاد 192 من موظفيها".ويتعاظم احتياج الفلسطينيين لخدمات "الأونروا" في ظل حرب تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وخلفت أكثر من 118 ألف بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.
وشددت على أن ذلك "يشكل امتدادا للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية امتيازات الأمم المتحدة وحصانتها، واتفاقية جنيف الرابعة، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
المنظمة (مقرها بجدة) جددت "التأكيد على الولاية الممنوحة لوكالة الأونروا من الأمم المتحدة، وضرورة استمرار دورها ومسؤولياتها التي تمثل أولوية قصوى من الناحية السياسية والإنسانية والإغاثية".
وتابعت أن مسؤولياتها "تشكل عنصر استقرار في المنطقة، وشاهدا على الالتزام الدولي الجماعي تجاه حقوق لاجئي فلسطين وإبقاء قضيتهم حيّة في الذاكرة الجماعية وعلى أجندة المجتمع الدولي".
ودعت المجتمع الدولي إلى "زيادة الدعم المقدم للأونروا لضمان قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة والخانقة في قطاع غزة".
ومقابل تمسك الأمم المتحدة باستمرار "الأونروا"، دعت إسرائيل في الأشهر الماضية إلى أن تحل مؤسسات أخرى محلها، وأقنعت دولا، في مقدمتها الولايات المتحدة، بوقف تمويل الوكالة؛ ما أصابها بعجز مالي شديد.
استهداف ممنهج
كذلك أدانت الخارجية القطرية، في بيان، "محاولة سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصنيف "الأونروا" منظمة إرهابية"، وتجريدها من حصانتها الدبلوماسية وتجريم أنشطتها".
واعتبرت هذا التحرك "امتدادا لحملة الاستهداف الممنهجة الهادفة إلى تفكيك الوكالة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى خدماتها الإنسانية، جراء التداعيات الكارثية للحرب المستمرة في قطاع غزة".
وجددت الدعوة إلى "وقوف المجتمع الدولي بحزم في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفية الوكالة وحرمان ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان من خدماتها الضرورية".
وأكدت دعم قطر لـ"الأونروا، انطلاقا من موقفها (الدوحة) الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
مليونا نازح
كما أدانت الخارجية العمانية، عبر بيان "محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لإقصاء الأونروا من خلال محاولة تصنيفها منظمة "إرهابية".
وحذرت الوزارة من "توابع محاولات تقويض الأونروا"، وأكدت أهمية "دورها في رعاية أكثر من مليوني (نازح) فلسطيني ضاقت بهم سبل الحياة".
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
وقالت سلطنة عمان إنها "تثمن الجهود المبذولة من قبل الوكالة في سبيل إغاثة الشعب الفلسطيني، وتجدد المطالبة بتطبيق القرارات الأممية الداعية لإدخال المساعدات الإنسانية الملحة إلى قطاع غزة دون أي عراقيل".وفي 30 ماي الماضي، طلبت إسرائيل من "الأونروا"، إخلاء مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية خلال شهر بداعي "استخدام الأرض دون موافقة دائرة أراضي إسرائيل".
وتتهم إسرائيل "الأونروا" بدعم حركة "حماس" وما تعتبره "إرهابا وكراهية"، وهو ما نفت الوكالة صحته، وأكدت أنها تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين.
وفي 1949، أُسست "الأونروا" بقرار من الأمم المتحدة، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين بمناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل لحل عادل لقضيتهم. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الاثنين إن التهجير القسري دفع أكثر من مليون شخص للفرار من مدينة رفح في قطاع غزة.
وذكرت منظمات إغاثة أن نحو مليون فلسطيني كانوا يعيشون في المدينة الصغيرة الواقعة على الطرف الجنوبي لغزة بعد أن فروا من الهجمات الإسرائيلية في أجزاء أخرى من القطاع.
المالديف تمنع الإسرائيليين من دخول أراضيها
أوصت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية الإسرائيليين بعدم السفر إلى جزر المالديف بعد أن منعت حكومتها دخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية إن التوصية تشمل الإسرائيليين ذوي الجنسية المزدوجة.
وأضافت في بيان "بالنسبة للإسرائيليين الموجودين بالفعل في المالديف، يوصى بالتفكير في المغادرة، لأنهم إذا وجدوا أنفسهم في محنة لأي سبب من الأسباب، فسيكون من الصعب علينا تقديم المساعدة".
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس جزر المالديف الدكتور محمد مويزو أن الرئيس اتخذ القرار بعد توصية من مجلس الوزراء.
وأضاف البيان "قرار مجلس الوزراء يتضمن تعديل القوانين اللازمة لمنع حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخول جزر المالديف، وتشكيل لجنة فرعية وزارية للإشراف على هذه الجهود".
ووفقا لبيانات حكومة المالديف، زار ما مجموعه 528 إسرائيليا جزر المالديف في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بانخفاض من 4644 خلال نفس الفترة من عام 2023.
طلاب جامعة هلسنكي يتظاهرون رغم تعليقها التعاون مع إسرائيل
في الأثناء، يواصل طلاب جامعة هلسنكي الفنلندية التظاهر دعما لفلسطين رغم تعليق اتفاقيات التبادل الطلابي مع الجامعات الإسرائيلية.
وفي الكلمة التي ألقتها الطالبة فيليا هيرمانسون، أكدت على أنّ التعاون مع الجامعات الإسرائيلية يلحق الضرر بسمعة جامعة هلسنكي.
ويواصل الطلاب مظاهراتهم للشهر الثاني بنصب خيامهم أمام مبنى الجامعة.
والأربعاء الماضي، أعلنت جامعة هلسنكي، تعليق اتفاقيات التبادل الطلابي مع الجامعات الإسرائيلية، لكنها أبقت على "التعاون البحثي" معها.
وقالت الجامعة، في بيان: "تم تعليق اتفاقيات التبادل الطلابي مع الجامعات في إسرائيل بسبب سقوط ضحايا من المدنيين وتفاقم الوضع الإنساني في غزة".وفي 18 افريل 2024، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها من شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل الشرطة واعتقال عشرات المحتجين توسعت الاحتجاجات إلى جامعات أخرى، وامتدت إلى دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها الأمريكية، ومطالبات بوقف حرب غزة ومقاطعة شركات تزود إسرائيل بالأسلحة.
وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرارا أمميا يطالبها بوقفها فورا، وأوامر من محكمة العدل لاتخاذ تدابير لمنع وقوع "إبادة جماعية" و"تحسين الوضع الإنساني"،وتتجاهل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت.
غالانت لبلينكن: لا بد من إنهاء حكم حماس
هذا وذكر مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، في بيان أمس الاثنين، أن الوزير يوآف غالانت أكد في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إصرار الحكومة الإسرائيلية على تفكيك حكم حركة حماس ووجودها كسلطة عسكرية في إطار أي اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.وأضاف بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية أن غالانت ناقش، في الاتصال الهاتفي مع بلينكن، قضية تحديد البديل الفلسطيني المحتمل لسلطة حماس وتمكينه.وكان بلينكن ناقش هاتفيا، مع وزيرَين إسرائيليَّين، في مقترح وقف إطلاق النار في غزّة الذي كان الرئيس جو بايدن أعلن عنه، وفق ما أفادت وزارة الخارجيّة الأميركيّة.
وتحدّث بلينكن مع كلّ من الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، بحسب ما قالت الخارجيّة الأميركيّة في بيانَين منفصلين.وفي كلا الاتّصالين، "أشاد" بلينكن بإسرائيل لتقديمها هذا المقترح الذي أكّد أنّ مسؤوليّة الموافقة عليه تقع الآن على عاتق حركة حماس.