إن زيت الزيتون التونسي لديه إمكانات كبيرة غير مستغلة قد تزيد من قيمته المضافة والتي يمكن أن يؤدي استغلالها إلى ارتفاع الصادرات وتعزيز النقد الأجنبي .
ساهم ارتفاع عائدات زيت الزيتون في تعزيز عائدات التصدير ب6.3 % ولفت التقرير انه تم في 2023 شحن الصادرات التونسية بمعدل 19 الف دينار للطن مقابل 11.7 الف دينار تونسي للطن في 2022 و 8.6 الف دينار في 2021.
مشيرا إلى أن هبوط الإنتاج في الاتحاد الاوروبي في الموسم 2022/2023 كان المحرك الرئيسي لارتفاع عائدات الصادرات التونسية فقد تأثر الإنتاج في الاتحاد الاوروبي بالظروف المناخية في اسبانيا بالإضافة الى تقلص وفرة زيوت الطبخ في العالم التي عززت نمو الصادرات التونسية حيث تراجع إجمالي صادرات زيوت الطبخ في العالم بنسبة 6.5%. بعد انخفاض الإنتاج العالمي وتأثير الحرب الروسية الأوكرانية.
يتوقع التقرير ان تتعرض الصادرات التونسية من زيت الزيتون الى رياح معاكسة في 2025 بسبب تواصل تراجع اسعار زيوت الطبخ
والعامل الثاني هو ان تتأثر الصادرات التونسية في الثلاثي الأخير من العام الحالي حين يبلغ موسم الجني ذروته في الاتحاد الأوروبي وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية الإنتاج الاوروبي ب 1.83 مليون طن في الموسم 2024/2025 إذا ما كانت الظروف المناخية جيدة.
مازالت الصادرات التونسية في مستوى قوي الى حدود منتصف ماي 2024. فقد أشار التقرير الى انه تم بين جانفي وفيفري 2024 تصدير 48.3 الف طن من زيت الزيتون التونسي بمعل 27.4 الف دينار للطن مقابل 25.7 الف دينار للطن في ديسمبر 2023 . وبحساب اكثر الفترات التي تشهد طفرة تصدير اعلى من بقية الفترات طيلة السنة كشف التقرير انه في المواسم الخمس الماضية صدرت تونس 31% من إجمالي صادراتها السنوية من زيت الزيتون خلال الثلاثي الأول ونحو 60% خلال النصف الأول
وتحدث التقرير عن تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية لانتاج زيت الزيتون التونسي المقدرة ب 200 الف طن في الموسم 2023/2024 فيما تشير التوقعات للموسم 2024/2025 الى بلوغ المحصول حجم 180 ألف طن وان حصة تونس من الصادرات العالمية ستنخفض الى 18% في 2023/2024 الى 13.3% في 2024/2025 تأثرا بالأسعار التنافسية في الأسواق العالمية. ويتراوح الاستهلاك المحلي بين 25 و30 الف طن .
واثار التقرير عاملا اخر معاكسا وهو عدم وضوح تاريخ انتهاء الحظر على زيت الزيتون التركي الذي تم فرضه في اوت 2023 حيث تعد تركيا ثاني منتج لزيت الزيتون بعد تونس خارج الاتحاد الاوروبي.
ووفق التقرير، يتمتع قطاع زيت الزيتون التونسي بإمكانات كبيرة لم يتم استغلالها بعد للترفيع في القيمة المضافة للقطاع، فقد تحدث تقرير لرويترز ان معدل 90% من الصادرات التونسية من زيت الزيتون يتم شحنها سائبة وليست معبأة وهو ما يفوت على القطاع في تونس ارباح اضافية حيث يتم تعبئته في اسبانيا وايطاليا وبيعه تحت علامات تجارية محلية
بلغت قيمة صادرات زيت الزيتون التونسي في 2023 رقما قياسيا ب 3.8 مليار دينار مقابل 2.5 مليار دينار في 2022 وبمعدل 2 مليار دينار بين 2018 و2022. وقد ساهمت عدم عوامل في ارتفاع الصادرات بما في ذلك انخفاض الانتاج في الاتحاد الاروبي واستمرار القيود على زيوت الطبخ في العالم. يؤكد التقرير أن الصادرات التونسية تهيمن عليها الشحنات السائبة إلى كل من اسبانيا وايطاليا حيث يتم تكريره ويعاد استغلاله كزيت محلي وإعادة تصديره فقدرات التعبئة مازالت مقيدة بسبب ضعف الاستثمارات.
وتتوقع فيتش ان تحتفظ الصادرات التونسية بالعوامل المواتية حتى نهاية 2024 الا انه يتوقع عودة الانتاج في الاتحاد الاوروبي وانخفاض اسعار زيوت الطبخ مما يقلص عائدات الصادرات التونسية من زيت الزيتون في العام المقبل.