هكذا خاطبت نجلاء التونسية ركح المسرح البلدي قبيل انطلاق العرض الذي ضمّ خيرة الموسيقيين والعازفين والراقصين، عرض فرجوي عنوانه "الزردة" احترم جماليات المشهدية وقدمت من خلاله نجلاء حلمها ومشروعها الخاص محتفية بالتراث التونسي في الاغنية والرقصات والحضور الشعري.
"الزردة" عرض لنجلاء التونسية، حلم اعوام تجسّد على المسرح، عرض يمزج كل الفنون الاستعراضية، نجحت من خلاله نجلاء في تجميع فنانين متميزين لكل منهم نجاحاته وهم نصر الدين الشبلي وخيرة عبيد الله وسهام بلخوجة ولطيفة القفصي.
وتحقق حلم نجلاء في "الزردة"
نجلاء الفنانة المهتمة بالاستعراض نجحت امام جمهور المسرح البلدي، رقصت وقدمت اغاني العرض بتلقائية وطريقتها المميزة في الاستعراض، لكل مشهدية ملابسها وجميعها تتماهى مع فكرة العرض ومستلهمة من التراث التونسي، فاللباس جزء من الهوية التونسية التي دافعت عنها نجلاء في عرضها "الزردة"، الفنانة كانت تلقائية على الركح انتشت مع اغانيها والمشهديات الراقصة وقدمت عرضها الحلم الذي انتظرته لاعوام في اختتام شهر التواث الموافق ليوم18ماي من كل عام، ليكون "الزردة" ميلاد اخر لفنانة استعراضية جمعت على الركح كل اليات النجاح ليكون "الزردة" عرض يحترم الموسيقى التونسية والهوية التقليدية في لموسيقى والرقص واللباس والاحتفال بالحياة.
في الزردة حلّق بايقاعاته في سماء الابداع ، هو المحب لموسيقاه والمجدد في ابحاثه الايقاعية، الدكتور نصر الدين الشبلي المغرم بالآلات الايقاعية اللاعب الماهر على كل الالات تميز في عرض "الزردة"، نصر الدين الشبلي الفنان المتكامل والباحث الشغوف في مجال الايقاعات البدوية والشعبية التونسية من نقاط قوة العرض، فموسيقاه بحر من الجمال، وطريقته في توزيع الايقاعات والانسجام مع العازفين يصنع مشهدية مميزة.
"نصرو" فنان وباحث اختار الايقاع اختصاصا وكلما عزف ابدع وكلما صنع عرضا موسيقيا وفرجويا كان متمكنا من جماليات الصوت ودقة التناسق بين كل العازفين، فهو مايسترو ماهر وعارف بخبايا الفنون وقادر على بعث الحياة في كل الايقاعات.
نصر الدين الشبلي ساحر عرض "الزردة" واضع اللمسلات الايقاعية وموزع الموسيقى، فنان متعدد تألق وانسجم مع الته وطبله الذي يرافق رحلته الابداعية منذ بداياته الفنية، فنان متكامل جمع بين البحث الاكاديمي والممارسة الفنية ليكون اسم نصر الدين الشبلي علامة من علامات التجديد في الموسيقى الايقاعية في تونس.
"الزردة" عرض فرجوي تراثي احتفت من خلاله نجلاء التونسية بالموروث الموسيقي التونسي اغنية ومشهدية وصورة، "الزردة" اجتمعت فيه مقومات الاستعراض والفرجة من الديكور الى لباس العازفين والمشاهد الراقصة و"الكسكسي" و الحصائر واللونين الاخضر والاحمر المميزان لاعمدة الزوايا، فالزردة في الموروث الشعبي التونسي هي احتفالية يجتمع فيها المريدين في مقام ما، يرقصون، يعددون محاسن صاحب المقام وطبعا تنتهي الزيارة بزردة "الكسكسي" المرافق لكل احتفالية شعبية تونسية، ومن هذه الصورة تجلّت مشهديات عرض الزردة، وكانت كل عناصر الفرجة والاحتفال تحوم حول شخصية نجلاء التونسية التي نجحت في انجاز عرض فرجوي تراثي يحترم ذائقة المتفرج وذاكرته البصرية.
الرقص اصدق اللغات وأمتعها
"الزردة" عرض احتفالي، بالوان تبعث البهجة في المكان ورقصات ومشهديات تلخص جزء من الموروث الراقص لتونس انتشت نجلاء التونسية مع عرضها واستطاعة صناعة عالمها الخاص فمزجت بين الاستعراض والمسرح، وجمعت في عرضها تلوينات مختلفة من الفرجة وكانت "الزردة" احتفال بثقافة الفن وخاصة الرقص والاستعراض الذي تدافع عنه نجلاء في اغلب المنابر الاعلامية وكذلك اغانيها واعمالها، لنجلاء جمهورها جمهور توافد لى المسرح البلدي لمشاركتها الزيارة، مريدين احتفوا معها بثقافة الحياة والرقص ومن تلك الرقصات والمشاهد المختلفة حاكت نجلاء لنفسها رداء تميّز واختلاف تجلّت به امام جمهورها ومريديها في المسرح البلدي.
يصنع الرقص احتفاليته الخاصة، يعبر الجسد بحركاته الثائرة والمقبلة على الحب، للرقص سحره والرقص لغة العاشقين والمحبين للتجديد، الرقص لغة لا تحتاج شيفرات لفهمها فهو يخترق القلب ويتربع على عرش الفرحة، من هنا كان عرض "الزردةّ" وفيا لأهمية الحركة وقدم بالي سهام بلخوجة كل اللوحات المرافقة للعمل، لكل لوحة حكايتها وكل لوحة مساراتها الفرجوية، كما ان نجلاء التونسية تلميذة نجيبة التزمت بتعاليم المعلمة الصارمة خيرة عبيد الله.
خيرة عبيد الله بهيبتها ووقارها وشغفها بلغة الجسد صعدت على الركح ورقصت كطفلة تلاعب النجوم، خيرة الخبيرة بالخطوة التونسية والعارفة بجمالية الرقص التونسي اثثت عرض "الزردة" بلباس احمر جميل يشبه "حولي العرائس" مع "حزامها الابيض" تجلّت، رقصت وانتشت مع كل خطوة، خيرة كلما رقصت ازهر الركح وشاركتها في المشهدية الاحتفالية علامة اخرى للفن في تونس هي لطيفة القفصي، على الركح اجتمعت عاشقة الرقص والشغوفة بالحركة والمسرح وقدمتا لوحة مميزة امحت امامها كل السنون وأزهرت عوضها تعابير الفرحة والحب، فالرقص لغة المحبين وفي "الزردة" كانت الخطوة احدى اهمّ تعاليم الحب.