وبالتزامن مع ذكرى النكبة ، يشهد مخيم جباليا شمال قطاع عمليات نوعيّة تنفذها كتائب المقاومة ضدّ قوات جيش الإحتلال في تطور هاما اعتبره مراقبون فصلا جديدا من فصول انتصارات المقاومة الفلسطينية حيث نجحت في شنّ كمائن نوعية ضدّ العدو وتكبيده مزيدا من الخسائر الفادحة . وشهدت عمليات المقاومة في حي الزيتون وصلاح الدين ورفح ومختلف محاور قتال في قطاع غزة تطورا ملحوظا يرى متابعون أنه سيؤثر على المشهد الفلسطيني والمفاوضات المجمّدة حاليا ، وسط تساؤلات حول ماذا سيخبّئ الميدان في الأيام المقبل وهل ستكون الساعات القادمة حاسمة في الحرب؟
وأعلنت المقاومة الفلسطينية عن كمائن نوعية قتلت خلالها جنودا إسرائيليين ودمرت آليات في جباليا وشرق رفح بشمال وجنوب قطاع غزة، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 28 عسكريا في المعارك خلال الساعات الماضية.فقد قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة (حماس) إن مقاتليها تمكنوا اليوم في عملية مركبة من استهداف دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105" وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح.وأضافت القسام أن مقاتليها أجهزوا بعدها على 7 جنود إسرائيليين كانوا خلف الآلية المستهدفة من مسافة صفر شرق معسكر جباليا شمالي القطاع.وفي عملية منفصلة وصفتها بالمركّبة أيضا قالت كتائب القسام إنها استهدفت قوة إسرائيلية خاصة تحصنت في منزل بشارع مدارس مخيم جباليا وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.وأضافت أنه فور تقدم قوة إسرائيلية لانتشال القتلى والمصابين استهدف المقاومون دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 وفجّروا أخرى وفق الجزيرة نت .
كما أعلنت كتائب القسام قنص جندي إسرائيلي شرق مدينة جباليا، وفي المحور نفسه استهدف مقاتلوها جرافة عسكرية وقصفوا حشودا لقوات الاحتلال بالقذائف في مواقع عدة.وقد بثت القسام صورا قالت إنها لالتحام مقاتليها مع جنود الاحتلال وآلياته شرق مخيم جباليا.من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها تمكنوا صباح اليوم من قنص جندي إسرائيلي تحصن في أحد المباني، واستهدفوا قوة إسرائيلية متحصنة داخل شقة سكنية بقنابل مضادة للأفراد في مخيم جباليا.وأضافت أن مقاتليها استدرجوا قوة إسرائيلية كبيرة خاصة إلى كمين محكم ومركّب وأجهزوا على أفرادها من نقطة الصفر بالأسلحة المناسبة والعبوات الهندسية شديدة الانفجار وقذائف مضادة للأفراد، كما استهدفوا جرافة عسكرية بعبوة متفجرة في مخيم جباليا أيضا.
في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه وسّع عملياته العسكرية في جباليا ، وإن جنوده من وحدة المظلات يواصلون دهم ما سماها أهدافا إرهابية فوق الأرض وتحتها.وكان جيش الاحتلالالإسرائيلي قد بدأ قبل يومين توغلا جديدا شرق جباليا بعد أن قال إن حركة حماس تعيد ترتيب صفوفها بالمنطقة.
استهداف جنود وآليات
وفي حصيلة لعملياتها أكدت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا 8 دبابات ميركافا و5 آليات عسكرية بين ناقلات جند وجرافات في جباليا شمالا وشرق مدينة رفح وفي محيط معبرها جنوبا.
وبالتوازي مع تصديها وفصائل المقاومة الأخرى للقوات المتوغلة في جباليا أعلنت كتائب القسام تدمير ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح شرق رفح.وقالت القسام إن مروحيات هبطت لإجلاء الجنود القتلى والجرحى في منطقة حي السلام شرق رفح.وكانت كتائب القسام قالت إن مقاتليها فجّروا فتحة نفق فُخخت مسبقا بقوة هندسة إسرائيلية حاولت الدخول إلى فتحة النفق، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح في محيط محطة القدس شرق رفح.وأضافت أن مقاتليها فجّروا أيضا منزلا مفخخا مسبقا في قوة إسرائيلية خاصة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح بالمنطقة نفسها وفق الجزيرة نت .
خسائر الاحتلال
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 28 جنديا في المعارك الدائرة بقطاع غزة خلال الساعات الماضية، بعضهم بجروح خطيرة.وبذلك، يرتفع عدد المصابين الذين أعلن عنهم الجيش الإسرائيلي منذ يوم الجمعة الماضي إلى 95 جنديا أصيبوا في معارك قطاع غزة.
ومع توسيع العدو رقعة العمليات في مخيم جباليا شمال القطاع والأحياء المحيطة به، وبدئه ضغطا هو الأكبر من ثلاثة محاور. أما في حي الزيتون، فقد ضاعف جيش الاحتلال من عمليات هدم المنازل وتسوية مربعات سكنية كاملة بالأرض، وشرع في تقدّم جديد في اتجاه شارع النديم ومنطقة المصلبة وحي صلاح الدين. و على محور مدينة رفح جنوبي القطاع، وسّع العدو عملياته لتشمل محيط مسجد التابعين وابن تيمية، بالإضافة إلى تمركزه المستمر في محور صلاح الدين ومحيط معبر رفح البري، وأنذر مناطق جديدة بالإخلاء وفق تقرير ''الرأي اليوم''.
الإحتلال ينسحب ...
ميدانيا انسحب الجيش الإسرائيلي ، أمس الأربعاء، من حي الزيتون جنوب مدينة غزة بعد ستة أيام من شن عملية عسكرية في المنطقة، بحسب ما أعلنت عنه مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) ، إن دبابات وآليات الجيش الإسرائيلي انسحبت من الحي الذي شهد "معارك ضارية" بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين.وبحسب المصادر وشهود عيان محليون ، فإن الجيش خلف المزيد من القتلى الذين علق غالبيتهم تحت أنقاض منازل ومباني تم استهدافها من الطيران الحربي الإسرائيلي والدبابات في وقت سابق.
وأضاف الشهود أنهم فوجئوا أن عشرات المباني ومناطق بأكملها تم تدميرها فيما وجدوا جثث عشرات القتلى ملقاة في الشوارع والمباني التي تم استهدافها.وذكرت مصادر فلسطينية أن طواقم الدفاع المدني بدأت منذ ساعات الصباح بانتشال جثث فلسطينيين كانت قد بدأت بالتحلل نتيجة لتركها دون دفنها، مشيرة إلى أن عمليات الانتشال "صعبة للغاية" في ظل محدودية الآليات التي تستخدمها طواقم الدفاع المدني ونقص الوقود اللازم لسير السيارات التابعة لها.
ومن جانبها، أعلنت هيئة البث العامة الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي أنهى عمليته العسكرية في حي الزيتون بعد تحقيق هدفه في تحييد مقاتلين حماس هناك الذين اعادوا بناء قوتهم العسكرية والمدنية في المنطقة.وكان الجيش الإسرائيلي أعلن ، يوم الخميس الماضي، بدء عمليته العسكرية البرية في حي الزيتون ، مطالبا السكان المحليين بضرورة إخلاء منازلهم لأنها تقع "في ساحة قتال خطيرة"، مشيرا إلى أن العملية ستكون مركزة ومحدودة.وأوضح الجيش أنه قتل العشرات من مقاتلي حماس ودمر العديد من المباني التي تستخدمها الحركة في العمليات العسكرية وأنفاق الهجوم ومواقع الاستطلاع ومواقع القناصة وغيرها من البنى التحتية الإرهابية.ويأتي الانسحاب من حي الزيتون في الوقت الذي يواصل فيه الجيش عملياته العسكرية في كل من جباليا شمال قطاع غزة ومدينة رفح جنوب القطاع، حيث شن عمليات قصف برية وجوية على المنطقتين.
وقال شهود عيان في مخيم جباليا للاجئين، وهو أكبر مخيم للاجئين في القطاع الساحلي، إن منطقتهم تحولت إلى ساحة حرب.وأوضح الشهود أنهم يسمعون أصوات انفجارات "ضخمة" ناتجة عن الهجمات الإسرائيلية طوال الوقت فيما تتواصل الاشتباكات المسلحة ما بين الجيش والمقاتلين الفلسطينيين.
استهداف مدمرة أمريكية في البحر الأحمر
من جهتها أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن أمس الأربعاء، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مدمرة أمريكية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البحرية وفق ''د ب ا''. .
وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين ، في بيان صحفي أمس، إن "القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية (تابعة للجماعة) نفذت عملية عسكرية استهدفت المدمرة الأمريكية "ميسون" في البحر الأحمر وذلك بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة".وأضاف "كما نفذت القوات البحرية والقوة الصاروخية و سلاح الجو المسير عملية مشتركة استهدفت سفينة (Destiny) في البحر لأحمر وكانت الإصابة دقيقة".وأشار إلى أن " استهداف السفينة جاء بعد انتهاكها قرار حظر مرور السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وذلك بتوجهها إلى ميناء أم الرشراش في 20 افريل الماضي بأسلوب الخداع والتمويه بادعاء توجهها إلى ميناء آخر".
وأوضح المتحدث أن "السفينة كانت تحت الرصد والمتابعة من القوات المسلحة وتم توجيه التحذيرات إليها بعدم دخول موانئ فلسطين المحتلة فأصرت على انتهاك قرار المنع فأصبحت في قائمة السفن المستهدفة والممنوعة من الإبحار في منطقة عمليات قواتهم".وأكد أن قواتهم مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية "نصرة للشعب الفلسطيني ودفاعا عن اليمن، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا برفع الحصار ووقف العدوان عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". ويواصل الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي ، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، وذلك "نصرة للشعب الفلسطيني في غزة".غير أن الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا أن هذه الهجمات تهدد البحر الأحمر بوصفه معبرا مهما للتجارة الدولية، وبدأتا هجمات على مواقع للحوثيين، الذين ردوا باستهداف سفن أمريكية وبريطانية.