قمة المنامة .. ملفات حاسمة أمام القادة العرب وحرب غزة حاضرة

تشدّ الزيارة المرتقبة للرئيس الأسد من أجل حضور القمة العربية

التي تعقد لأول مرة في العاصمة "المنامة" الأنظار باعتبارها الحدث الأهم ، لذلك فإن هذه المشاركة قد تكون حافزاً كبيراً لرفع مستوى الحضور العام للدفع بزخم إضافي لحدث سيكون استثنائيا بالنسبة إلى المنطقة والعالم العربي على السواء.

المتجول في البحرين هذه الأيام يشاهد بكل وضوح الاستعدادات والجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة لاستقبال الزعماء العرب ، والمتأمل في علاقات سورية بالبحرين يدرك إن البحرين هي دوماً الأقرب إلى سوريا، وانطلاقا من ذلك يستمر الشعب البحريني على موقفهم المبدئي من علاقة بلادهم مع شقيقتهم سورية، بما تمثله سورية من ثقل في محيطها العربي والإسلامي وبوابة الوجود العربي والقومي في المنطقة ، فضلاً عن مواقفها المميزة تجاه القضايا القومية في معركتها ضد مؤامرة الشرق الأوسط الكبير.
تأتي القمة في وقتها المناسب وذلك لأنها تأتي وسط تحديات كبيرة وظروف معقدة تشهدها المنطقة منها، الحرب الإسرائيلية الدموية على غزة، فضلاً عن الوضع العالمي المضطرب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة والغذاء، وحالة تمدد الصراع التي تشهدها عدد من الدول العربية مثل السودان وليبيا واليمن.
إن مشاركة الرئيس الأسد في القمة تؤكد على مكانة وأهمية ودور سوريا على الصعيد العربي، بمعنى أن الموقف العربي سيكون قوياً وموحداً لأن تواجد دمشق في أي محفل عربي يعطي قوة لجميع الشعوب العربية للخروج بموقف موحد ومشترك لمواجهة التحديات التي يواجهها العرب في ظل المخاطر والحروب التي تنشب في عدد من المناطق.
اليوم إن الآمال معلقة على هذه القمة في التعامل مع عـدة ملفات وفي طليعتها، المصالحة العربية من حيث عودة جميع العرب إلى سوريا، ولم شمل العرب كما كان سابقاً والتوجـــه نحـــو رؤيـــة جديدة، يكـــون أهمها إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فسورية اليوم تتعافى من الحرب التي فرضت عليها، وتتخطى الظروف المعقدة.
حيث نتمنى من قادة القمة والحكومات العربية توحيد الصفوف والكلمة والموقف والخروج ببيان موحد ومشترك يدعو العالم أجمع لوقف الحرب على غزة، والعمل بكل الطرق لتحريك وتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية، ووقف الإبادة الجماعية لشعب غزة، ومن ثم وقف خطة التهجير التي يعمل عليها الاحتلال من خلال أدواته الخشنة بإرهاب المدنيين، ودخول المساعدات للقطاع وإعادة الإعمار، والتمهيد لحل سياسي شامل وعادل يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود 1967، ونتمنى من الدول العربية القيام بواجبها تجاه الغطرسة الصهيونية وتجاه دور الولايات المتحدة الأميركية ومخططاتها الجديدة، كما نتمنى من هذه القمة أن تقف مع سوريا وأن ترفض كل أشكال العقوبات المفروضة والجائرة على سوريا والتوحد حول المشروع الكفيل بمجابهة الهجمة على بلدنا وشعبنا وبناء المستقبل الزاهر، بالإضافة إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش لمواجهة دعاوى التطرف والفرقة في المنطقة. وبالتالي إن لم يتحرك قادة القمة في هذه الملفات فلن تخرج القمة المنتظرة عن حال القمم العربية السابقة التي بات المواطن العربي لا يعول عليها وينظر إليها نظرة استخفاف.
هنا يمكن القول إن نجاح القمة العربية مرهون بإرادة القادة العرب في القدرة على اتخاذ مواقف موحدة نحو وحدة الصف العربي إذ لا بد أن يلتقي الزعماء العرب بنفوس صافية وإخلاص بالنوايا لأن هذه المصالحة هي البداية لحل القضايا العربية ومواجهة العالم خاصة أنه لا يوجد خلاف عربي في القضايا الأساسية، فلا توجد دولة عربية ترفض قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف إذن علينا أن نتفق تجاه القضايا المصيرية وأن نترك القضايا الخلافية، بالتالي أن الوئام العربي سوف ينعكس إيجابيا على المنطقة العربية بأكملها.
مجملاً... إن قمة البحرين، هي قمة تاريخية مهمة، كما أنني أتفاءل بنتائج القمة وقراراتها في ظل تزايد الحاجة اليوم إلى وحدة الرؤى والمواقف لتحقيق التطلعات المستقبلية ومواجهة التحديات والمشكلات القائمة في المنطقة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115