من خلال الأعمال المسرحية يطرح الاستاذ المشرف العديد من المواضيع التي تمس فئة الاطفال واليافعين وفي المدرسة الاعدادية الحي الزيتوني مدنين عمل الاستاذ كريم خرشفي على موضوع الساعة، موضوع مزعج وحارق وهو تصاعد وتيرة العنف في المؤسسات التربوية وقدم التلاميذ نصا ناقدا ومشاكسا ينقد المنظومة وشاكس الافكار المتحجرة علها تنصت لاحلام التلاميذ وافكارهم في مسرحية "الجدار".
وهي من تمثيل اياد عطوي واروى كريم وفاطمة كمالي ورنيم كمال (توجت بجائزة افضل ممثلة) واريج الخضراوي وبيرم سعداوي وعمر مشهور وقاسم بوعبيدي ومحمد عزيز المحضاوي واسلام شف الدين ووجدان الحمروني واسراء جويد.
في ثورة التلاميذ طرح جديد للعلاقة بين التلميذ والمؤسسة
"تلميذ يهجم على استاذه من الخلف بينما كان يكتب على السبورة في ولاية القيروان"، "تلميذة تعتدي على استاذها بشفرة حلاقة في صفاقس"، "في المدينة الجديدة تلميذ مرسم بالسنة الاولى ثانوي يعتدي على تلميذ سابعة اساسي ويتسبب في قتله"، "الوردانين تلامذة يعتدون عل سيارة مدر مدرسة اعدادة الموقوف بدوره على ذمة التحقيق في شبهة تحرش" اخبار تكاد تكون يومية في وسائل الاعلام وجميعها تهم المؤسسة التربوية، اخبار مزعجة يتفاعل معها كل المهتمين بالتربية والمجتمع المدني والمثقفين المدافعين عن المدرسة العمومية وحقوق الطفل.
ارتفع منسوب العنف في المؤسسات التربوية في الاعوام الاخيرة، اختلفت الطرق لكن النتيجة واحدة اعتداءات على المربين وتطاول على التلاميذ وجرائم ضد المؤسسات التربوية بمختلف مسمياتها، دماء وعنف وشغب، ايقافات وسجن وتبادل للعنف وتوصيفات موجعة اهتزت لها تونس وتردد كثيرا سؤال "ما سبب هذا العنف في المؤسسة التربوية وأين الخلل؟" ولمحاولة الاجابة عن هذا السؤال كتب كريم خرشوفي نص مسرحية "الجدار" التي مثلت المدرسة الاعداية الحي الزيتوني في الملتقى الجهوي للمسرح المدرسي وترشحت الى الوطني، والعمل يشاكس المنظومة ويضع مشاكلها عل طاولة التشريح المسرحي.
"الجدار" نص داخل النص ومسرحية تولد من رحم مسرحية اخرى ، نقطة انطلاق العمل ثورة التلاميذ ضد المؤسسة التربوية، صراخ وتقاذف بالحجارة ورغبة حقيقية في التمرد والسبب "منظومة تعليمية مهترئة، تعليم رجعي اكل عليه الدهر وشرب، فئران تجارب، نحن فأران تجارب، لا شيء يعجبنا، منظومات ظالمة لا مساواة فيها ولا انصاف، التلاميذ غاضبون والحلقة الاضعف في السلسلة، نحن غاضبون مستعدون للمواجهة، ثابتون على الموقف والمبدأ، مستنكرون غاضبون منظومات مهترئة" هكذا يرفع التلاميذ الممثلين شعاراتهم، جراة في الإلقاء والتقديم وتماهى بين الممثل وشخصيته يكشف مدى صدق التلاميذ في تقديم ادوار تعبر عن مشاغلهم اليومية وتاثرهم بالعنف المنتشر في المؤسسات التربوية.
"الجدار" مسرحة من تقديم أبناء نادي المسرح باعدادية الحي الزيتوني وفضاء المسرح الصغير، عمل يفكك العلاقة بن التلميذ واستاذه منظومة تربوية ظالمة اعتمدت طيلة اجيال على التلقين والكثير من المواد دون الانتباه لحاجة الطفل التلميذ للترفيه وممارسة الانشطة الثقافية والفنية والرياضية مع انتشار العنف الاسري ومنظومة اقتصادية ومجتمعية مهتزة جمعها شكلت اجيال هشة قابلة للاشتعال والعنف.
انشروا الفنون فهي العلاج
حاول كريم خرشوفي بنص المسرحية كسر "الجدار" المبني بين التلميذ واستاذه والتلميذ ومؤسسته من خلال مشهد سؤال المدير للتلاميذ الثائرين ودعوتهم الى الانضباط والعودة الى مقاعد الدراسة فتكون الاجابة "لا نريد، بيننا جدار"، هذا الجدار الصلب يعيق التواصل ين المنظومة وضحاياها المربي وتلميذه كلاهما ضحية لمنظومة تربوية وتعليمية ""مهترئة" كما يصفها نص المسرحية، فالمدرسة باتت كما السجن العالي الاسوار يخنق زواره "اصبحنا كأننا في ثكنة عسكرية، لقد تجرعنا كل انواع الظلم، المعاملة سيئة، ذقنا الذل والمهانة، المدرسة اصبحت عبارة عن سجن" كما صرخت الاصوات المتمردة.
"الجدار" مسرحية تضمنت العديد من الرسائل، جمعت الكوميديا والتراجيديا واعتمد الاستاذ كريم خرشوفي على مهارات ابنائه التمثيلية ليصدحوا بمشاغلهم، مع الكوستيم بعض الملابس من الرسوم المتحركة للاشارة الى حاجة الاطفال للعب اولا كذلك حضرت بعض القطع التراثية التونسية لربط الصلة بين التلميذ ومكونات هوته فالمسرح مليء الرموز والمرح مساحة للتجريب ولتقريب الصلة بين طفل اليوم وتاريخه وحكايات من سبقه لتشييد قوانين وملامح هذا الوطن.
تتواصل ثورة التلاميذ على الركح، يحاول مدير المؤسسة التهدئة الانصات لمشاغلهم لكسر الجدار فيجيبون "نريد العدل المساواة، نريد الحب، ل يوجد نوادي لترفيه، لا حدائق لا ازهار، لا نوادي للانشطة الرياضية والمسرحية، نريد مسرحا لنكون احياء"، يطب منهم انجاز عمل مسرحي فيقدمون "ليلى والذئب" بلغة العصر، نفس الشخصيات مع تغيير في طريقة اللعب وتوظيف للانترنت ومسمياتها وكل ما يشغل جيل اليوم من وسائل تواصل وتكنولويجا، ويؤكد التلاميذ ان الفنون هي الوسيلة الانسب لكسر كل لجدران بين التلميذ ومؤسسته.
تنتهي لمسرحية بكسر الجدار واستجابة المدير لمطالب تلاميذه والدعوة لتاسيس واد ثقافية وراضية تشبع خيال الطفل وتلبي رغباته للعب والحلم، على الركح تحطم الجدار ورقص الاطفال رقصة النصر والفرحة، فمتى يكر الجدار على ارض الواقع وكيف ستعالج مسالة العنف المستشري في المدارس؟ وهل ستكون الفنون هي سبيل للعلاج؟.
طرحت مسرحية الجدار موضوعا حارقا وراهنا وشار العل الى همية الفنون في تأطير الطفل وتعليمه ملكة الخيل والدفع عن حققه، كف لعمل ان اغلب الاطفال يحتاجون للفن والرياضة واللعب قبل الكم المتعب من المعلومات، مرحية نقدن المنظومة التعليمية ودعت الى الانصات لاحلام الطفل وافكاره المتغيرة حسب الزمن والاجيال، لكن الثابت هو قدرة المسرح على بناء انسان سويّ وطفل قادر على التمييز بين السيئ والحقيقة.