أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة لـ''المغرب'' "حرب الإبادة التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي قضت على كل مقومات الحياة في قطاع غزة " ''الاحتلال يهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانية وضرب مقومات صمود الشعب الفلسطيني "

أن الوضع الميداني في قطاع غزة كارثي بعد مرور أكثر من 200 يوم على بدء حرب الإبادة التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي . وأضاف أن هناك أكثر من 40 ألف بين شهيد ومفقود في قطاع غزة وهذا العدد يتزايد يوما بعد يوم ،و70 بالمائة من الشهداء هم من النساء والأطفال والشيوخ ، مشيرا إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانيّة وإدامتها فترة طويلة وضرب مقوّمات صمود الشعب الفلسطيني .

لو تقدمون لنا قراء في الوضع الراهن في قطاع غزة بعد مرور أكثر من 200 يوم على الحرب ؟

في ظلّ استمرار عمليات القتل والقصف منذ أكثر من 200 يوم في غزة ، في إطار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على كافة المستويات . اليوم هناك أكثر من 40 ألف بين شهيد ومفقود في قطاع غزة وهذا العدد يتزايد يوما بعد يوم ،قرابة 70 بالمائة من الشهداء هم من النساء والأطفال والشيوخ . وأيضا هناك أكثر 75 ألف جريح الكثير منهم فقد أطراف من جسده وهم يعانون جراء غياب الرعاية الطبية ونقص الأدوية والتدمير الممنهج الذي قامت به سلطات الإحتلال الإسرائيلي للمستشفيات والمؤسسات الطبية مما عرقل عمليات الإغاثة والإحاطة بالجرحى علاوة على النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية . الإحتلال الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى للعدوان اتخذ مجموعة من القيود من بينها وقف إمدادات الدواء والغذاء والكهرباء عن قطاع غزة مما يعني حكما بالإعدام على المرضى والجرحى وأيضا إعمال المجاعة في مختلف مناطق القطاع . عملية النزوح الكبير التي خلفها القصف والتهديدات الإسرائيلية هناك قرابة 2 مليون نازح في ظل الدمار وعملية التدمير الممنهج التي طالت المباني السكنية . اليوم هناك اكتظاظ كبير في مراكز الإيواء التي هي بالأساس مدارس غير مهيأة وغير مجهزة بمعنى أنه لا تتوفر فيها لا المياه ولا باقي الخدمات ، أيضا هناك واقع صحي صعب جدا داخلها وواقع بيئي لا يستجيب لأبسط مقومات الحياة .

الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني ، يهدف إلى ضرب المشروع الوطني الفلسطيني وتعزيز الأزمة الإنسانية وإدامتها فترة طويلة وضرب مقومات صمود الشعب الفلسطيني .

هناك تقارير تقول أن حالة الدمار التي تعانيها غزة هي الأكثر كارثية في العقود الأخيرة ، لو تصفون لنا أوضاع الفلسطينيين اليوم النازحين والهاربين من جحيم الحرب؟ كيف يعيش الفلسطينيون اليوم مع تعثر جهود إيصال المساعدات واستمرار القصف؟

أكثر من 200 يوم نحن في قطاع غزة نعدها باللحظات في ظل هذه الأزمة الإنسانية وهي مأساة وكارثة غير مسبوقة لا فقط على الصعيد الفلسطيني بل على صعيد حجم الكارثة على الصعيد الدولي في ظل الفشل المجتمع الدولي في فرض القانون الدولي ومنظومة حقوق الإنسان ، فالإحتلال الإسرائيلي يضرب عرض الحائط كل المعاهدات والاتفاقيات الدولية وأيضا التدابير التي اتخذتها محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بجريمة الإبادة وقبل ذلك قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة .

هناك موقف مخجل للمجتمع الدولي بعدم الضغط على الإحتلال الإسرائيلي ، وهناك أيضا من يبرر لقتل الأطفال والنساء واقتحام المستشفيات . كل يوم نكتشف هول وكارثة هذه الممارسات الإسرائيلية بعد اكتشاف مؤخرا مقابر جماعية تضم مئات المدنيين الفلسطينيين من مرضى نتحدث هنا عن اكتشاف ثلاث مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس وقبل ذلك في مجمع الشفاء وفي مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة .
هذه المجازر التي ارتكبت هي مؤشر خطير على مايقوم به الإحتلال الإسرائيلي نتحدث عن مرضى وجرحى تم إعدامهم ، هناك أجساد دون رؤوس في مشاهد صادمة هناك قصص مروعة تقف خلف كل انتهاك ينفذه الإحتلال .
حجم الدمار الذي حدث في قطاع غزة عندما نتحدث عن المساكن والبنى التحتية وحسب التقارير الدولية أن هناك 70 أو 80 بالمائة من مساكن قطاع غزة والبنى التحتية لمؤسسات طبية واقتصادية دمرت بشكل كامل.. هناك حالة دمار كبرى .. نحن بحاجة لسنوات من أجل إزالة الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي وهو الهدف منه بشكل أساسي هو تعميق الأزمة الإنسانية وإدامتها لفترات طويلة، ونحن نتحدث عن دمار حدث على امتداد سنوات طويلة من الاعتداءات الصهيونية لكن هذه المرة هذا العدوان غير مسبوق. الإحتلال الإسرائيلي استهدف كل مقومات الحياة في قطاع غزة آبار المياه الصرف الصحي المؤسسات الخدماتية تم استهدافها وقصفها بشكل ممنهج . الإحتلال يسعى أيضا إلى تعزيز اعتمادية سكان قطاع غزة على المساعدات فقط ، هذا مؤشر اليوم جميع سكان المدينة فقدوا مصادر دخلهم وباتوا فقط يعتمدون على المساعدات القليلة التي تدخل إلى القطاع . في أحسن الأحوال تدخل 200 شاحنة من مواد غذائية ومواد صحية ومياه وأيضا أضير هنا كان قبل هذا العدوان يدخل إلى القطاع من 600 إلى 700 شاحنة وكنا في ذلك الوقت نعاني نقصا حادا في الاحتياجات، فما بالك اليوم نحن نعيش كارثة كبيرة جدا مايدخل هو كميات قليلة من المساعدات ضمن القيود التي يفرضها الإحتلال على أصناف المواد فهناك الكثير من المواد التي يمنع دخولها الإحتلال ويمنع وصولها إلى قطاع غزة.
الفلسطينيون يعيشون الأمرين جراء أولا القصف والإبادة وثانيا حرب المجاعة والعطش التي يفرضها الكيان الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني .

القصف الإسرائيلي طال إلى جانب المباني السكنية المساجد والمستشفيات والمدارس وغيرها من المنشٱت الحيوية والحياتية ، برأيكم هل يمكن القول أن الاحتلال قضى على مظاهر الحياة في غزة وسط صمت دولي ؟؟

الاحتلال الإسرائيلي دمر مقومات الحياة والمؤسسات الحيوية في قطاع غزة وهي جميعها مؤسسات يحميها القانون الدولية كالمستشفيات وآبار المياه والخدمات المتعلقة بالصرف الصحي والمدارس ومنظمات المجتمع المدني ، إلا أن الإحتلال قام بتدميرها بشكل كامل لجعل قطاع غزة مكانا غير قابل للعيش بشكل أساسي وتعميق الأزمة الإنسانية المرتبطة بعمل هذه المؤسسات . مثلا قطاع التعليم المدارس والجامعات دُمرت، وكما يعلم الجميع فإن قطاع غزة يرتكز على التعليم وبالتالي فإن التعليم هو أحد مظاهر الحياة وثروة أساسية للشعب الفلسطيني فأن يقوم الإحتلال بتدمير المدارس والجامعات فهذا استهداف للقطاع التعليمي المهم جدا بمعنى أن يبقي هذه الأزمة طويلة جدا وأن يُفقد قطاع غزة كل مظاهر الحياة.
المخجل والمؤسف هو أن يتم كل هذا تحت أنظار المجتمع الدولي ، نحن نؤكد أن هناك الكثير من التقارير الصادرة عن مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التي تتحدث عن هذه الإنتهاكات .
مالمطلوب اليوم من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لوقف الحرب ومنع الاحتلال من تكرار كارثة غزة في رفح ؟؟

المطلوب من المجتمع الدولي والمنظمات الدوليّة تكثيف جهودها من أجل وقف هذا العدوان ، وأيضا العمل باتجاه منع أيّ عملية عسكرية أو عدوان جديد على رفح ، وبلا شكّ هذا العدوان مستمرّ من خلال القصف اليومي والاعتداءات المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني ليلا نهارا على رفح وغيرها من المناطق في قطاع غزة . إنّ إنهاء الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة يتطلّب أوّلا وقف العدوان المستمر والعمل باتجاه إدخال المساعدات ومن ثمة توفير المأوى المناسب والملائم لشعبنا والبدء بعملية إعادة إعمار ما دمره الإحتلال الإسرائيلي . المجتمع الدولي مطالب اليوم بالإجابة على السؤال الأهم هل نحن أمام عالم يسوده قانون الغاب أم قانون يحترم حقوق الإنسان ؟

في ذات الوقف يجب العمل على محاسبة ومسائلة الإحتلال على هذه الجرائم لأن ماحدث هو سابقة خطيرة بمعنى الكلمة من حجم دمار وعدد شهداء وجرحى ومفقودين .

إلى متى ستستمر سلطات الاحتلال في تجاهل القرارات الأممية وعدم تنفيذها ، ماهي برأيكم خطوات الضغط اللازمة لوقف هذه الحرب؟

طالما أن المجتمع الدولي يتعامل بهذه الازدواجية فيما يتعلق بانتهاكات الجانب الإسرائيلي والجرائم المرتكبة سيستمر هذا الوضع، وهو ضوء أخضر للاستمرار في هذه الاعتداءات والمجازر التي ترتكب في حق المدنيين الفلسطينيين .عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة يعني الضرب عرض الحائط كل القوانين والقرارات والمعاهدات الدولية . الأساس اليوم هو أن تتوفر إرادة دولية حقيقية للضغط على الإحتلال بهدف وقف الحرب . المطالب اليوم هي وقف تزويد دولة الإحتلال بالسلاح الذي يستخدم في إبادة الشعب الفلسطيني وتدمير البنى الاقتصادية والصحية والمدارس وغيرها . نحن بحاجة لخطوات جدية وحقيقية وليس فقط بعض الشعارات والمطالب الخجولة في وقت يتواصل القصف والتدمير .