ربما يكون الشخص متناقضا في جوهره، في الجسر بين الجسد والروح – نحن كبشر نحتوي الوجود الملموس، الأرضي، ونحتوي ما يتجاوز كل هذه المواد الملموسة، ويتجاوز الحدود الأرضية. الفن، والفن الجليل بالتحديد، يتمكن بطريقته الرائعة من الجمع بين الفريد والخاص في جانب والعالمي في جانب آخر. " هكذا كتب المؤلف المسرحي النرويجي "يون فوسه" في رسالة اليوم العالمي للمسرح 2024 تحت عنوان "الفن هو السلام". واحتفالا باليوم العالمي للمسرح وبـ"الفن الجليل" على حد عبارة " يون فوسه " تنظم مؤسسة المسرح الوطني التونسي الدورة الثانية من تظاهرة "تونس مسارح العالم".
من أجل مزيد دعم إشعاع تونس والمسرح التونسي دوليا بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح الموافق ليوم 27 مارس من كل سنة، تستضيف تظاهرة "تونس مسارح العالم" من 27 مارس الجاري وإلى غاية 02 أفريل 2024 أحدث الانتاجات المسرحية في تونس وفي العالم .
"مترو غزّة" لأول مرة في تونس
لأول مرّة في تونس، تفتتح مسرحية "مترو غزّة" للمخرج هيرفي لواشمول وإنتاج مسرح الحرية بجنين في فلسطين تظاهرة "تونس مسارح العالم" في دورتها الثانية، وذلك يوم الأربعاء 27 مارس 2024 بقاعة الفن الرابع، شارع باريس على الساعة التاسعة والنصف ليلا. ووفقا للمدير العام للمسرح الوطني معز المرابط فإنّ هذا الاختيار يكرس "التضامن مع غزة والانتصار لصمود أهلها ضد مجازر الكيان الصهيوني ومساعي تهجيرهم وإبادتهم"...ويفتتح مهرجان "تونس مسارح العالم " عروضه بالعرض المسرحي الفلسطيني "مترو غزة" والذي سيصافح الجمهور في موعد ثان في مدينة الكاف في سعي من المسرح الوطني التونسي إلى تكريس انفتاح هذا الموعد المسرحي الدولي على الجمهور في كافة ربوع الجمهورية.
في اقتباس من عمل للفنان الفلسطيني محمد أبوسل، تروي مسرحية "مترو غزة" حكاية شابة فلسطينية، تتواصل مع أحد سكان غزّة عبر أحد المواقع الإلكترونية. وبعد أن فقدت أثره، قرّرت البحث عنه في غزّة. هناك، تلتقي بمخترع مترو تم تشغيله مؤخرا، وتواجه لقاءات غريبة وتجد نفسها منجذبة إلى مواقف اعتقدت أنها عفا عليها الزمن. المترو الذي تصوّره محمد أبوسل يسمح للجميع بالسفر، لكنه يواجه باستمرار واقع الحرب...
تتوّزع عروض "تونس مسارح العالم" على ثلاثة فضاءات، وهي قاعة الفن الرابع بالعاصمة العاصمة وقصر المسرح بالحلفاوين ومركز الفنون الدرامية و الركحية بالكاف في احتفاء بأحدث العروض التونسية والأجنبية ضمن باقة العناوين التالية: "مترو غزة" و" صمت" لبسام سليمان (الكويت) و" حادثة على الطريق " لديمتري يوماشيف (روسيا) و" الباتروس " للشاذلي العرفاوي (تونس) و" بلا عنوان " لمروة مناعي (تونس) و"حاجة أخرى" لمحمد كواص (تونس) و« رقصة سماء » للطاهر عيسى بن العربي (تونس) و« حلمت بيك البارح » للبنى المليكي وإبراهيم جمعة (تونس) و« بيرد » (عرض كوريغرافي) لسفيان ويسي (تونس) و« قرط » لمحمد البوسعيدي (تونس).