كلنا على علم الآن بما تم ترديده على مسامعنا و في العديد من المواقع بخصوص تولي بعض الكهول ( حتى لا نقول الأولياء و الآباء) سقي أبنائهم مشروبات كحولية بمختلف أنواعها . منذ مدة قصيرة لا تتجاوز الشهرين اكتسحت صور عن هذه «السلوك» مواقع الاتصال الاجتماعي ووسائل الإعلام.
صور تظهر كهلا و هو يضع طفلا لا يتجاوز بضع السنوات من عمره على ركبتيه يشرب كأسا بها خمر أو جعة. تأتي التعاليق متزامنة لتؤكد أن هذا الكهل هو والد القاصر و أن الصورة المعروضة في هذه الوضعية للذكرى و «للعبرة».
لأول وهلة و على اثر عرض مثل هذه الصور توالت التنديدات و نادى الجميع بضرورة تطبيق القانون و معاقبة الجاني ، ذلك «الأب» الذي تحدى الجميع بمثل هذا السلوك المشين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. تحركت كل الجهات المعنية بما في ذلك النيابة العمومية ومؤسسة مندوب الطفولة ووقع إحالة الجاني على المحاكمة أمام قاضي الناحية و تم إصدار حكم في المسالة. لو وقفت الأمور عند هذا الحد لطويت صفحة هذه المأساة و لانتهت التعاليق و الآراء بخصوصها و بالتالي ما استحقت عنوان الظاهرة..
لكن تداولت الأيام بعكس ذلك و أصبحنا عرضة بشكل بالكاد يومي لعرض أنواع مثل هذه الصور و هذه الأخبار. بان جليا أننا بصدد نية مبيتة لجعل الحادثة تبرز و كأنها صفة مميزة لمجتمعنا و أن الحالات المماثلة كثيرة و كثيرة جدا لدرجة أنها تنضوي تحت طائلة ظاهرة اجتماعية منتشرة العلامات و الحالات.
«أب يسقي ابنه خمرا..» ذلك هو عنوان هذه الظاهرة باعتبار انه و خلال المدة الفارطة أصبحت وسائل الوسائط الاجتماعي تعج بالإعلانات المتعلقة بمثل هذه السلوك كما يقع نشر من حين إلى آخر لصور تظهر كهلا مع طفل في مثل هذه الوضعية أو أطفال و هم يتناولون الجعة آو الخمر. صور تحمل في طياتها التحدي الموجه للمجتمع من أن مثل هذا التصرف من طرف الأولياء عادي في بعض الأوساط الشعبية منها تحديدا.
تطورت الأمور بعد ذلك و كأنها تؤكد على فكرة استفحال الظاهرة المذكورة إلى حد نشر مثل ما عرض علينا مؤخرا من أن مستشفى الأطفال البشير حمزة بباب سعدون استقبل حالة طفل لا يتجاوز السنتين .... و هو في حالة سكر. أمر لا يطاق تكفلت مواقع الاتصال الاجتماعي بنشره و الإعلام به..
لكن المفاجأة حدثت أنه عند الاتصال بالمسؤولين بالمستشفى المذكور اتضح أن الأمر كذب و إشاعة...