التي تجعل الإحباط يصاحبك و يعيش فيك ومعك. قليلة مع الأسف المناسبات التي تهديك نقيض ذلك و تدفعك إلى الوقوف صامدا أمام الانكسارات وذلك لانك كانسان أودع فيه الله سبحانه أثمن الهدايا و الصفات...
بالأمس يوم الاثنين كان موعدا مع هذه اللحظات الاستثنائية فعلا . رواية من هذه الأيام التي اختلط فيها الحابل بالنابل و يشبه حزنها حزن القلوب و ألوان الانتظارات. رواية تصرخ حبا و أملا. ، تجعلك في لمح البصر تدنو من العلو في الهمة و في الأمل. بالأمس في منطقة
منفلوري على أبواب المدينة العتيقة تلخصت الشهامة و البطولة –نعم كل ذلك- في شخص عون امن بالمرور قام بما لا يستطيعه إلا من هم مشبعون بالإنسانية و معاني الإيثار على النفس و المعنى النبيل من ان الحب عطاء..
عون امن لمح «نشال» و هو يختطف بكل عنف وهمجية من فتاة الحاسوب الذي كانت تحمله قبل ان يلوذ بالفرار. لم يفكر كثير و لم يتردد وانطلق وراءه يلاحقه ويتقصى أثاره. في طريق المستشفي العسكري تمكن من اللحاق به و من إيقافه... الرائع في هذه الواقعة الاستثنائية فعلا هو ان هذا « الفارس» تولى على اثر ذلك الرجوع أدراجه اين توجد الفتاة الملتاعة وسط من كان موجودا بالمكان. بكل هدوء و بابتسامة محتشمة ارجع الحاسوب إليها و قفل راجعا .. إلا أن الحضور في اندفاع جميل تحلقوا حوله و بعفوية رائعة عبر له عمّا يمكن أن نتصوره من إعجاب و شكر.
لحظة مميزة خصوصا وانه اتضح حسب الرواية المستقاة أن بالحاسوب رسالة الماجستير للفتاة ... ربما بل من المؤكد هي الصدفة لكن صدفة رائعة جمعت في ومضة بطولة كل معاني الأمل والاحترام أيضا. الأمل في أن شباب مثل هذا» الفارس» يشرفون السلك الذي ينتمون إليه ويجلبون الاحترام لمن عرف ان يعبر عن الواجب بهذا الشكل.