طبعا هو أن يتابع المحبون فريقهم خصوصا في غياب جمهور الفريق المنافس( مثلما هو الحال عندنا) و ان لا يترتب عن ذلك أي ضرر و لا تهريج و لا وقائع عنف . الاستثناء أن يقع كل ذلك و أن تصاحبه تجاوزات تجاوز في كل مرة الحد المحتمل. انقلبت هذه القاعدة تحديدا فيما يتعلق ببعض المباريات «الهامة» و أصبحنا علي يقين من أمرنا عندما نتكهن بما سوف يقع من شغب و عنف و أضرار تستهدف المكتسبات. ..
غريب كل ذلك لأنه كما اشرنا من المفروض أن لا نصل إلى هذا الحد لغياب أي مبرر لذلك أو منطق من شانه أن يفسر ما يحدث. «الأحباء « هم من نفس الفريق فلماذا إذن التجاوزات ؟ البعض يرى في ذلك تطوٍرًا داخل الجماهير نفسها التي أصبحت تنقسم إلى مجموعات ثانوية مختلفة الألوان و الميولات و «الطباع» و السلوك طبعا. البعض الأخر يرى أن ما يحدث هو إفراز للوضع العام في البلاد و تداعياته الواضحة الملامح. ربما ذلك له بعض أوجه من الصحة لكن لا يمكنه إطلاقا أن يبرر آو يفسر ما حدث و يحدث في ملاعبنا من جراء فعل «الجمهور الواحد» و «العائلة الواحدة» ..
أحداث يندى لها الجبين و تقشعر منها الآبدان أحيانا من فرط ما يقع تسجيله من سلوك همجي و شذوذ في التعبير عن حالتي الغضب و الفرح و تناقض في التصرف . لا يقف الأمر في كل مرة عند بذيء الكلام و التجاهر بما ينافي الحياء بل يتعداه إلى العنف الصارخ و الضرب المبرح و حالات التهشيم و التكسير لمعدات الملاعب و مكاسبها. أصبحت مألوفة لدينا المشاهد التي تعرضها علينا الشاشات التلفزية من صور الكر و الفر بين الأمن و جماهير «الأحباء».. مؤسف كل ذلك و دليل أخر على أن العديد من الأمور ليست علي ما يرام..
في كل مناسبة كروية هنالك تطبيقات نظرية لما يفوق عن النصف من الجنح و الجرائم المنصوص عليها بالمجلة الجزائية. حالات كثيرة من وضعيات «اللاقانون» و التي نكون كلنا عاجزين عن استيعاب و فهم ما يحدث و كيف وصلت عندنا الأمور إلي هذا المستوى من التسيب و الاستهتار بكل شيء.
لا بد من أن يقف هذا التيار الجارف و ان يجد كل من موقعه الحل للمساهمة في ايجاد مخرج من هذه الوضعية المخنقة فعلا.
نحن نعاين اليوم هذا الانزلاق الخطير و الذي هو من فعل «الأحبة» و «الأحباء».