أما في سنة 2022 فقد تخلّفت الرواية التونسية عن دخول سباق التنافس على أفضل رواية عربية. في المقابل يفرض الروائي التونسي شكري المبخوت حضوره في رئاسة لجنة تحكيم جائزة بوكر 2022 بعد فوزه بهذه الجائزة سنة 2015.
تعتبر الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» من أهمّ الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي. وتهدف الجائزة إلى «مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى».
مصر وسوريا تستأثران بنصيب الأسد
في مثل هذا الوقت من كل عام، كان الوسط الأدبي التونسي يتمعن في قائمة الروايات العربية المرشحة إلى جائزة البوكر بحثا عن عنوان رواية تونسية تقف على خط المنافسة سيما وقد سبق وأن فازت رواية «الطلياني» لشكري المبخوت ببوكر 2015. إلا أنّ الرواية التونسية غابت عن القائمة الطويلة لترشيحات بوكر 2022 . وقد أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» عن عناوين الروايات المرشحة للقائمة الطويلة حيث تضمنت القائمة 16 رواية تم اختيارها من بين 122 رواية تقدمت للجائزة. التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار.
وأفادت هيئة جائزة البوكر أن هذه الروايات المتنافسة على الجائزة المرموقة «تعالج قضايا متنوعة على غرار صراع الفنانين من أجل البقاء على قيد الحياة وهم يواجهون الحروب والسلطات القمعية، وعلاقة الشرق بالغرب، وقضايا الحرية، والأمومة ومفاهيم الجندر. وتؤكد روايات القائمة الطويلة تنوع المجتمعات العربية الاجتماعي والعرقي والديني، بينما تدين استغلال أزمات المنطقة لتكديس الثروات غير المشروعة. وتمنح الروايات صوتاً للمرأة العربية والأفريقية، إذ تحكي روايتان من ضمن القائمة قصتي امرأتين عاشتا في ظل كاتبين غربيين مشهورين».
وضمت القائمة الطويلة لبوكر 2022 العناوين التالية:» «البحث عن عازار» للسوري نزار أغري و»ماكيت القاهرة» للمصري طارق إمام و»زنقة الطليان» للجزائري بومدين بلكبير و»همس العقرب» للمصري محمد توفيق و»رامبو الحبشي» للإريتري حجي جابر. و»دلشاد» للعمانية بشرى خلفان و»الهنغاري» للجزائري رشدي رضوان و»أين اسمي» للسورية ديمة الشكر و»خادمات المقام» للكويتية منى الشمري و»المئذنة البيضاء» للسوري يعرب العيسى و»حكاية فرح» للمصري عز الدين شكري فشير و»أم ميمي» للمصري بلال فضل و»يوميات روز» للإماراتية ريم الكمالي و»الخط الأبيض من الليل» للكويتي خالد النصر لله و»خبز على طاولة الخال ميلاد» لليبي محمد النعاس و»أسير البرتغاليين» للمغربي محسن الوكيلي.
وأمام غياب تونس عن بوكر 2022 ، تحضر ليبيا برواية واحدة وكذلك المغرب، وتنافس الجائز بروايتين اثنتين في حين تستأثر كل من سوريا ومصر بنصيب الأسد في عدد الروايات المرشحة لنيل الجائزة.
شكري المبخوت يترأس لجنة تحكيم «البوكر»
سبق وأن وصلت روايات تونسية إلى القائمة الطويلة وحتى القصيرة لجائزة البوكر ، لكن وحده الروائي شكري المبخوت من نجح في الفوز بهذه الجائزة بفضل «الطلياني» سنة 2015. وفي سنة 2022 يعود الناقد والأكاديمي شكري المبخوت إلى جائزة البوكر من جديد ليس بصفته مترشحا أو متوجا بل باعتباره رئيسا للجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية « بوكر» التي تضم 4 أعضاء آخرين وهم : إيمان حميدان، كاتبة لبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادي القلم العالمي؛ وبيان ريحانوفا، أستاذة الأدب العربي بجامعة صوفيا، بلغاريا؛ وعاشور الطويبي، طبيب، شاعر، ومترجم من ليبيا؛ وسعدية مفرح، شاعرة وناقدة من الكويت.
وفي تقييمه للروايات رئيس لجنة التحكيم قال شكري المبخوت،: «تميّزت الروايات التي رشّحتها دور النشر العربيّة في هذه الدورة بوفرة الأعمال الجيّدة، جودة تؤكّد، مرّة أخرى، ما تشهده الرواية العربيّة من انتعاش وتطوّر جعلها الجنس الأدبيّ الأقدر على التعبير عن شواغل الشعوب العربيّة اليوم في بيئاتها المحلّيّة المختلفة
ومن المنتظر أن تعلن لجنة التحكيم عن عناوين القائمة القصيرة من بين 16 رواية مرشحة خلال شهر مارس المقبل على أن يكون الإعلان النهائي عن الرواية الفائزة بجائزة البوكر 2022 في شهر ماي المقبل.
بعد وصولها إلى قائمة بوكر 2021:
« نازلة دار الأكابر » لأميرة غنيم في نسخة إنقليزية
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية « بوكر » عن اختيار رواية « نازلة دار الأكابر » لأميرة غنيم لترجمتها وإصدارها باللغة الأنقليزية عن دار أوروبا خلال السنة الحالية.
وقد حظيت رواية «نازلة دار الأكابر» لصاحبتها أميرة غنيم برواج كبير في تونس وبتداول مهم في أوساط القراء. وبعد أن فازت بجائزة لجنة التحكيم في مسابقة «الكومار للرواية» لسنة 2020، نجحت «نازلة دار الأكابر» في بلوغ القائمة القصيرة لجائزة «بوكر»2021
وتتحدث الرواية الصادرة عن «دار مسكلياني» عن «فصول مهمة من تاريخ تونس المعاصر السري من خلال حكاية متخيلة بطلها المصلح الكبير الطاهر الحدّاد. وعلى الرغم من أن المراجع التاريخية لا تذكر شيئا عن علاقة الحدّاد بالنساء عدا دفاعه المستميت عنهن فإن صاحبة الرواية تجزم بقوة الخيال أنه عشق «للاّ زبيدة»، وتمنح النساء الصوت الأعلى لرواية الأحداث، كونهن حافظات الذاكرة الحقيقية وفاضحات الذكورية البائسة».