في دورتها الخامسة التي ستطرح موضوع «تدريس العربيّة وتربية المستقبل» وذلك يومي 21 و 22 مارس 2018.
تندرج هذه الدورة الخامسة وكما جاء في الورقة التأطيرية لهذه الندوة العلمية ،في نطاق سياقين متكاملين سياقٍ عامّ وسياق خاصّ، أمّا السياق العامّ فهو الإسهام في التفكير في الإصلاح التربويّ المرتقب، وأمّا السياق الخاصّ فهو التفكير المتواصل في تطوير درس العربيّة من حيث غاياته وأهدافه ومحتوياتُه ومقارباتُه. وقد ارتأى منظّمو هذه الدورة أن يبحثوا فيها موضوع «تدريس العربيّة وتربية المستقبل». وجليّ أنّ الموضوع، من عنوانه ومحتواه، متّصل وثيق الاتّصال باستشراف مستقبل التربية في تونس عامّة ومستقبل درس العربيّة على وجه التخصيص.
إنّ مفهوم «تربية المستقبل» مفهوم حديث ظهر أواخر القرن العشرين في نطاق التفكير في تربية تُعدّ الأجيال القادمة لبناء مستقبل لها، مستقبلٍ يتنزّل فيه الإنسان الفردُ في حلقات ثلاث متراكبة هي الذات والمجتمع والعالم. وينهضُ هذا المفهوم على أسس هي «معرفة المعرفة» و»وعي الوضع البشريّ المتحوّل» و»تنزيل التعليم في أبعاد الذات البشريّة المعقّدة المتماسكة» و»مواجهة لا يقينيّة المعرفة البشريّة» و»طبيعة المستقبل المتحوّلة». ثمّ تطوّر المفهوم ليشمل مفاهيم مجاورة ناشئة صُلب رؤية مستقبليّة للتربية. فصارت ضمن «تربية المستقبل» مفاهيم «التربية على المواطنة» و»كفايات القرن 21» و»مهارات الحياة» إلخ. وقد اقترح المنظّرون التربويّون في هذا الصدد مداخل إلى تلك التربية. منها المرور بمرحلة انتقاليّة يُستفاد فيها من الموادّ التعليميّة القائمة والمقاربات الحاليّة أي من تقييمها ونقدها. ولذلك فإنّ التحوّل من التربية الراهنة إلى تربية المستقبل ينطلق من تشخيص الواقع وتقييمه قبل بناء التصوّرات الاستشرافيّة. ومن التفكير في الفعلين المترابطين فعل التقييم وفعل الاستشراف تنشأ أسئلة منها: ألا يُحقّق التعليم الراهن، ولو جزئيّا، الأهداف المعلَنة لتربية المستقبل؟ هل إنّ الاتّجاه إلى
التفكير في تربية المستقبل راجع حقّا إلى استنفاد التربية الحاليّة لإمكاناتها في بناء ذات المتعلّم وإعداده لصنع مستقبله؟ ألا يمكن أن نعثر على مؤشّرات تربية المستقبل في تربية اليوم؟ ...هذا من المنظور العامّ الذي يشمل المسألة التربويّة. غير أنّ للموضوع منظورا خاصّا بدرس العربيّة. وضمنه تنشأ أسئلة جوهريّة منها: ما «تربية المستقبل» في درس العربيّة؟ أيّة صلة بين تدريس العربيّة وتربية المستقبل؟ وإذا انطلقنا من الحلقات الثلاث التي يقوم عليها هذا المفهوم (الذات والمجتمع والعالم) ألا يكون من المشروع القول إنّ تعليم العربيّة لغةً أمّ هو المدخل الأساسيّ لتربية المستقبل؟ ثمّ هل يحتاج درس العربيّة حقّا تحيينا ليلائم تربية المستقبل؟ ألا يوفّر هذا الدرس اليوم تلك التربية؟ فما مؤشّرات تربية المستقبل في درس العربيّة الراهن؟ ما الداعي اليوم إلى التفكير في تربية المستقبل ضمن درس العربيّة؟ ثمّ هل يمكن تحيين تعليم العربيّة دون تطوير التشريعات والسياسات التربويّة واللغويّة والثقافيّة والإعلاميّة؟ وإذا ما استقرّ أنّ من مبادئ تربية المستقبل «وحدة الموادّ التعليميّة»، فهل يكون من الوجيه أن يُصبح هناك «درسٌ للعربيّة» لا فروع فيه منفصلا بعضها عن البعض الآخر؟ بل أيّة عربيّة ندرّس
ولأيّ مستقبل؟ ما ملامح ذاك المستقبل؟ وكيف نعرفها ونضبطها؟ وأيّة طرائق نعتمد في درس العربيّة لتحقيق صورة المستقبل الذي نريد في المدرسة والمجتمع؟ هل يكون ذلك بطريقة «المحتويات» أم بطريقة «المنهاج»؟.. تتناول الندوة المحاورالآتية مفهوم تربية المستقبل والمفاهيم المجاورة له ( تربية المستقبل والتربية على المواطنة ،تربية المستقبل وكفايات القرن 21 ، تربية المستقبل ومهارات الحياة )، كذلك تربية المستقبل في درس العربيّة (المحتويات والمقاربات راهن تربية المستقبل في درس العربيّة، تربية المستقبل في درس العربيّة والسياسة اللغويّة، الكفاءة اللغويّة في اللغة الأمّ وتربية المستقبل «في العربيّة وغيرها - عرض تجارب عالميّة في أمم أخرى...»، تدريس العربيّة بين الخصوصيّة والكونيّة، تدريس العربيّة والتدريس بها في سياق تربية المستقبل، تربية المستقبل في درس العربيّة والمقاربات» المقاربة الإبداعيّة ،المقاربة الثقافيّة، بين البرنامج والمنهاج « وتجارب تجديديّة لتربية المستقبل في درس العربيّة ومستقبل تدريس العربيّة)..وفيما يتعلق بضـوابط المشاركة يُلتزَم بالكتابة في أحد محاور الندوة و تُلتزَم شروط البحث العلميّ من منهج وإحالة وتوثيق ،كما تُختم البحوث بتوصيات عمليّة، هذا ويُرسَل ملخّص تُضبط فيه إشكاليّة البحث المزمع تقديمه وأهمّ محاوره مع تعريف موجز بصاحبه في أجل أقصاه يوم 5 فيفري 2018 إلى العنوان الآتي:
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.