في سهرة رمضانية رائقة وراقية، أضيئت أنوار المسرح البلدي بالعاصمة مساء الجمعة 9 جوان الجاري لاحتضان عرض الفنان زياد غرسة ضمن سهرات الدورة 35 من «مهرجان المدينة».
إبداع... واستمتاع
كما تخلى عن ارتداء «الجبّة التونسية» مستبدلا إياها بالبدلة العصرية، فقد فارق الفنان زياد غرسة عوده ليجلس إلى آلة «الأورغ» التي تماهى معها في مناجاة شجية في عزف عذب على امتداد ساعتين من الزمن في حفل «مهرجان المدينة» بالمسرح البلدي. وإن يغيّر الفنان زياد غرسة في تفاصيل زيّه وآلات عرضه من حفل إلى الآخر، فإن الأصل واحد وثابت وزياد غرسة لا يتغير...وهو الفنان الذي بقي وفيّا لمشروعه الفني والعالم من حوله يتبدل ويتحوّل في مجاراة رياح العولمة ومنطق السوق.
في أجواء أندلسية يفوح منها عبق الأصالة والتراث، استهل «سيّد المالوف» زياد غرسة العرض بموشحات غنائية ووصلات من المالوف الأندلسي على غرار «شوشانة»... ولم يتوانى الفنان الموهوب الخامات والمساحات الصوتية عن تغيير المقامات والإيقاعات، فانتقل إلى دغدغة إحساس الجمهور من خلال أداء أغنيات انتزعت الإعجاب وأنعشت الأجواء على غرار «الكون إلى جمالكم مشتاق» ...فتقاسم الفنان مع عشاق فنّه لحظة الانتشاء بالموسيقى والاستمتاع بالفن الأصيل الأصيل. ولم يكتف زياد غرسة بالشدو بنوبات المالوف ووصلات الموّشحات بل سعى إلى إمتاع جمهوره بإبداعاته القديمة وأيضا أغانيه الجديدة وآخر انتاجاته الفنية التي لم تشذ عن القاعدة ولم تخرج عن سياق قالب ابن الطاهر غرسة وشخصيته الموسيقية... كما تفاعل أحباء هذا الفنان التونسي الأصيل مع أغاني الأسماء التونسية الخالدة بصوت فنانهم المحبوب زياد غرسة.
حفل تونسي الهوى والهوية
وعلى ركح المسرح، «تسلطن» زياد غرسة في دعوة لجمهوره الغفير بالسفر وراء حدود المكان والزمان في سماء الطرب والفن الأصيل، فلبّى الحضور النداء وهم المتعطشون للحن العذب والنغم الشجي والمشتاقون للفظ الجميل والصوت الذهبي ...
لقد غصّت مدارج المسرح البلدي بفسيفساء من الجمهور الذي ضمّ في صفوفه النساء والأطفال، الشباب والكهول... وفي تحيّة من هذا الجمهور لفنانه الأصيل، علا التصفيق وارتفعت الأصوات تدندن مع كلمات الأغاني التي جمعت بين روعة الكلمات والألحان والأداء... فكان الحفل تونسي الهوى والهوية وأصيل الشكل والروح أكد بالدليل القاطع أن الجمهور التونسي يعشق فنه وتراثه وهويته الموسيقية وأن الفنان التونسي صاحب المشروع الفني قادر على ملء مدارج أكبر مهرجاناتنا ومسارحنا ...
في حفل زياد غرسة ضمن فعاليات مهرجان المدينة تبخرت الأغنية التونسية في كبرياء وخيلاء لتقول بأنها باقية وخالدة طالما أنها تستمد جودتها من ماضيها التليد وجذورها الراسخة في قلب التاريخ وكبد سماء الفن، كما اهتز ركح المسرح البلدي طربا وكأنه يعتذر لجمهوره من «إثم» ألوان موسيقيّة هجينة وقبيحة مرّت من هناك ذات يوم...
زياد غرسة لـ«المغرب»
سأكون حاضرا في مهرجاني سوسة والحمامات
قبل انطلاق عرضه بلحظات، التقت «المغرب» بالفنان زياد غرسة فكشف أنه سيكون حاضرا هذه الصائفة في مهرجان الحمامات الدولي وأيضا في مهرجان سوسة الدولي في انتظار التأكد رسميا من إمكانية تأثيث سهرات أخرى في بقية المهرجانات الصيفية. وإلى جانب حضوره المعتاد في المهرجانات التونسية، أضاف زياد غرسة أنه سيحيي ثلاث حفلات موسيقية خارج حدود الوطن.
وعن جديده، قال زياد غرسة:» دائما أستعد لملاقاة جمهوري بالجديد على غرار أغنية «رحال» من كلمات الشاعر التونسي عماد الورغي والحان الجزائري نوبلي فاضل وتوزيع محسن الماطري...ولكني لا أستطيع تقديم جميع انتاجاتي الفنية في حفل واحد لهذا أحاول أن أوفق بين الإعداد المسبق والارتجال المسبق حسب رغبة الجمهور وخصوصية العرض...».
في المدرسة السليمانية
تقديم كتاب «نشأة الرشيدية : المعلن والمخفي»
تنظم جمعية السماع للموسيقى والنهوض بالفنون التي يراسهاعبد الكريم بناني لقاء فكريا بمناسبة شهر رمضان حيث سيتولى مختار المستيسر تقديم كتابه (نشأة الرشيدية : المعلن والمخفي ) وذلك يوم غد الاثنين بداية من العاشرة ليلا بمقر المدرسة السليمانية وتتخلل هذا التقديم لكتاب وصلات موسيقية ( من المألوف خاصة) وتتولى التنشيط وإدارة النقاش الدكتورة السيدة العرعاري.