بهذه الخطورة، فلماذا تُباح أرض الفنّ وتُداس قدسيّته وتُنتهك حرمته من طرف من سوّلت لهم أنفسهم أن يصبحوا بين عشية وضحاها «فنانين مشهورين»؟
إن التجرؤ على اقتحام محراب الفن يقتضي عبادة خاشغة وإيمانا صادقا لا مجرد الالتحاف المتزلف برداء الفنّ لهثا وراء أضواء الشهرة الخادعة لا تلك الخالدة. وفي المدة الأخيرة تكاثرت «فقاقيع الهواء» المدعيّة لصفة الفنان والمُتجنية ظلما وبهتانا على مهنة وموهبة الفن. فعربدت الرداءة وترنحت البذاءة على أعتاب بيوتنا في تحرش بالأذواق ومحاولة تحويل وجهة الجمهور نحو ذاك النوع الهابط والرخيص ...
اليوم، انقلبت الصورة رأسا على عقب في شتّى الفنون لتبتعد شيئا فشيئا عن السياق الإبداعي والثقافي مقابل الانحدار نحو أنفاق الرداءة ومستنقعات الانحطاط !
وفي خضم هذا «الخبط العشوائي»، تضررت الأغنية التونسية كثيرا فصار الإبداع في عرف البعض يقاس بحجم العُري وشكل الفساتين والكلمات الهابطة والعزف الفج على