الكرة الطائرة: لن يشارك في بطولة افريقيا: الخوف من الهزيمة يجبر الترجي على الغياب.. الخسارة المضاعفة

سيكون الترجي الرياضي أبرز متغيب عن منافسات بطولة افريقيا للأندية البطلة المؤهلة الى مونديال الأندية التي

تقام في مدينة قليبية حاليا وتتواصل منافساتها الى يوم 23 ماي الجاري ويشارك الثنائي مستقبل المرسى ومولديةبوسالم التواجد الى جانب ابرز متراهن على اللقب وهو الزمالك المصري، الترجي الرياضي الذي يضم منتخبا بأكمله ودكة من الاحتياطيين تحجج بوجود بعض الاصابات وانسحب من المسابقة القارية التي تقام في بلادنا في سابقة ستجبره على خسارة مضاعفة شأنه شأن العناصر الدولية التي كان لا بد أن تشارك حتى تكون أمامها فرصة لجاهزية إضافية قبل الاستحقاقات الهامة التي تنتظرها خلال هذه الصائفة أهمها "كان" مصر، والسبب الرئيسي في ذلك يبقى الخوف من هزيمة جديدة في النهائي قد تبعثر أوراقه وتجبر الهيئة المديرة على تغييرات في كل المراكز.
نالت الجامعة تنظيم منافسات البطولة القارية الحالية المؤهلة الى المونديال والآمال كانت كبيرة في أن يكون اللقب من نصيب الكرة الطائرة التونسية وأن تسجل مجددا التواجد في بطولة العالم باعتبار تواجد الترجي الرياضي كممثل أول لها لكن حصل ما لم يكن في الحسبان وفريق باب سويقة انسحب في اللحظات الأخيرة وترك المجال للزمالك المصري لأن يكون في طريق مفتوح نحو تاج قاري جديد بعد ذاك الذي عاد به الأهلي من قليبية بالذات في النسخة الماضية، فريق باب سويقة الذي يعد "الأفضل" في البطولة الوطنية باعتباره الأكثر جاهزية وبما أنه يضم منتخبا في صفوفه بأكمله كان لا بد أن يشارك فغيابه خطوة سلبية وغير محبذة وستكون لها تبعات غير مرغوب فيها مستقبلا على أكثر من مستوى.
حافظ الترجي على الأفضلية محليا وتجاوز كافة الفرق لكن ذلك يبقى غير كاف لفريق في قيمته يضم نجوم الكرة الطائرة التونسية حاليا فالأجدر به هو التواجد في كل مسابقة ممكنة والبحث عن الصدارة وبين أبرز الفرق والا فما الجدوى من كل الجهود المبذولة فيه وفي الميزانية المرصودة له من قبل الهيئة المديرة، في الترجي تبذل جهود كبيرة من أن يكون الفريق دائما في المقدمة لكن يبدو أن ما هو موجود حاليا لم يعد كافيا له للذهاب بعيدا وفي مقارعة أبرز الفرق عربيا وقاريا ولعل تخلفه عن البطولة الافريقية للأندية المؤهلة الى المونديال أبرز دليل على ذلك.
الألقاب المحلية ليست مقياسا للأفضلية
لم يترك الترجي مجالا لفرق البطولة الوطنية لمقارعته على مختلف ألقابها وهذا يعود أساسا الى استحواذه على افضل اللاعبين وضمهم الى صفوفه في كل موسم فالفريق أفرغ منافسيه وتركهم مقتصرين على الوصافة والمركز الثالث وبقية المراتب وهذا ما حصل في المواسم الستة الأخيرة، الترجي استغل كما يجب القوانين البالية الموجودة التي تهم انتقالات اللاعبين وأيضا الظروف المادية الصعبة لمنافسيه التقليديين بدرجة أولى النجم الساحلي والنادي الصفاقسي وانتدب أفضل العناصر منهما التي كانت سببا في ما حققه من القاب محلية ولولا ذلك ما كان هناك حديث حاليا عن الحصيلة التي هي بحوزته اليوم.
لم يستطع النجم و"السي اس س" العودة الى منصة التتويج وهذا كان سببه المباشر عدم القدرة على الحفاظ على الركائز التي غادرت كلها باتجاه الترجي الذي استغل ظروفه المادية الجيدة كما يجب وفاز بتوقيعها والحصيلة كانت بطولة دون منافسة وذات مستوى ضعيفا لا يساعد على خوض أية مسابقة خارجية، الترجي وبسبب سياسته المتبعة تجاه أبرز منافسيه دفع الثمن باهضا بعدم قدرته على خوض البطولة العربية للأندية وخسارة لقبها في ثلاث نسخ متتالية والأمر ذاته بالنسبة لبطولة افريقيا للأندية التي مؤكد سيكون للتخلف عنها مخلفات لن تخدم مصلحة أكثر من طرف داخل الفريق في خطوة تؤكد أن الألقاب المحلية لا تعد مقياسا دائما للأفضلية.
ستكون في انتظار الترجي فترة فراغ لا محالة مثل ما هو موجود اليوم في النجم والنادي الصفاقسي الفريقان اللذان استطاعا رغم ظروفهما المادية الصعبة الوقوف مجددا وتكوين مجموعة جيدة ستقف حاجزا أمام فريق باب سويقة بداية من الموسم المقبل سيما بعد التطور الملحوظ فيها صحبة مستقبل المرسى العائد على مهل الى مكانه الطبيعي.. عجز الترجي عن مقارعة الفرق القطرية والمصرية بدرجة أولى في المسابقتين العربية والقارية يقيم الدليل على ان أفضليته نسبية وان الفريق مازال ينتظره الكثير من العمل الجدي حتى يتجاوز هذه الأندية ويكون على منصة التتويج مجددا.
التغييرات ضرورية
يظهر للوهلة الأولى لكل من يملك فكرة عن نتائج الترجي المحلية ان الأمور تسير فيه كما يجب لكن ذلك لا يمكن التسليم به ففريق يتغيب عن مسابقة قارية مؤهلة الى المونديال تقام على أرضه وأمام جمهوره تبقى سابقة بالنسبة له وتقيم الدليل على أن سياسة التخطيط فيه لا تتمشى مع طموحاته وتطلعات جمهوره وأن الأهداف التي تم رسمها مع بداية الموسم مجانبة للواقع، فريق في قيمة الترجي وبالنظر الى العناصر التي يضمها في صفوفه يستحق أن يراهن على تتويج قاري وعلى بطاقة المونديال وان يتواجد بين أفضل فرق العالم لكن هذا لن يحصل ما لم تكن هناك تغييرات جذرية وقرارات جريئة تهم كل ما هو موجود فيه وليس منصبا دون سواه.
المخاوف كبيرة على المنتخب
ستقام "كان" الأكابر 2023 في مصر وسيتمكن الفائز فيها باللقب من قطع شوط هام نحو أولمبياد باريس 2024 وهذان الرهانان يبدو من الصعب تحقيقهما بالنسبة للمنتخب الوطني بالنظر الى التطور الكبير التي عرفته الكرة الطائرة المصرية في الآونة الأخيرة وفوزها بكافة الألقاب القارية في مختلف المنتخبات وأيضا في ظل التراجع الرهيب الذي يعرفه مستوى البطولة الوطنية بسبب سيطرة الترجي وافراغه لباقي الفرق من ابرز العناصر، مشاركة الترجي في البطولة الافريقية الحالية في قليبية كانت ضرورية وفرصة لتجاوز الزمالك الذي يضم أبرز لاعبي المنتخب المصري بحثا عن أسبقية معنوية ولجاهزية إضافية لعناصرنا الوطنية قبل الراحة المطولة التي ستركن لها مع نهاية الموسم بطولة وكأسا منذ أفريل الماضي.
ينتظر الإطار الفني للمنتخب عمل كبير من أجل اعداد عناصره كما يجب والوصول بهم الى مستوى يخول لهم تجاوز مصر والكاميرون أيضا في "الكان" ثم المراهنة على الأهم بطاقة أولمبياد باريس بعد أن تراجع خطوات كثيرة بسبب الترجي والقوانين البالية للبطولة على حد السواء.
سيدة المسعي

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115