حلحلة عديد الأزمات والملفات الساخنة في المنطقة والمرتبطة أساسا بالصراع المتعدد الأوجه الذي طغى كثيرا على المنطقة بين الجانبين السعودي والايراني .
وقد جرى نقاش في مجلس الأمن حول ما يمكن أن يحمله التقارب بين السعودية وإيران خاصة بعد الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل رسمي . ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن هانس غروندبورغ أطراف النزاع الى "اغتنام الفرصة" التي أوجدها هذا الاختراق الدبلوماسي في الخليج.وأكد غروندبورغ خلال إحاطة قدّمها لمجلس الأمن على وجود "جهود دبلوماسية حثيثة تبذل على مختلف المستويات لإنهاء النزاع في اليمن".
تحركات دبلوماسية حثيثة
وقد شهد اليمن خلال اليومين الماضيين تحركات دبلوماسية حثيثة منها زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الى الرياض وسلطنة عمان وفق وزارة الخارجية الأمريكية.
وتأمل قطاعات يمنية واسعة بان يسهم هذا التقارب التاريخي بين الرياض وطهران في طيّ صفحة الحرب والنزاع الدامي الذي انطلق منذ عام 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين. والذي أودى بعشرات آلاف اليمنيين وتسبب بأزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم مع نزوح ملايين الأشخاص.
وقال المحلل السياسي اليمني فهد العميري لـ" المغرب " بأن التهدئة في اليمن بدأت مع اعلان وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيّز التنفيذ في افريل 2022، مؤكدا بأنه أدى عمليا إلى خفض العمليات القتالية بشكل كبير. وأضاف بانه بالرغم من انتهاء مدّة الهدنة في أكتوبر الماضي الا انها ما تزال صامدة الى حد اليوم رغم بعض الاختراقات التي تحصل من حين لآخر . وأضاف بالقول :" ما يحدث في اليمن فرصة تاريخية قد تساعد في بداية انطلاق مسار سياسي نحو السلام ". وتابع بالقول :" هذا الاتفاق قفزة نوعية مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ويمثّل مقدمة أو مدخلا لحلحة الأزمات التي تعانيها دول المنطقة مثل الأزمات اللبنانية والعراقية والسورية وتابع بالقول :" ". هذا الاتفاق يعتبر مهما لإنهاء الخلاف القائم بين الطرفين . كما انه سيحدّ من التوغلات الإسرائيلية في المنطقة كما سيحدّ من النفوذ الأمريكي لصالح النفوذ الصيني .خاصة وان الولايات المتحدة قد استغلت كل الخلافات وغذّتها من أجل ابتزاز الدول النفطية ومن أجل الحصول على عديد المكاسب الاقتصادية والسياسية في المنطقة العربية ".
حكومة وحدة وطنية؟
وأضاف العميري:" لا شك انه سيكون للاتفاق تأثير كبير على الحرب اليمنية على المدى القريب ولا على المدى البعيد فقط . وسيؤدي الى تهدئة الصراع الدائر في اليمن ولكنه لن يعمل على حسم الأمور بشكل نهائي لان قانون الغلبة هو المسيطر اليوم لدى أطراف النزاع" . وتابع محدثنا :"الاتفاق سوف يمر بالعديد من المطبات والعقبات والاشكاليات والتوترات ". وقال :" من أهم نتائج الاتفاق استمرار الهدنة اليمنية وتحولها لاتفاقية سلام تعمل على تأمين الحدود السعودية من أي هجمات وسيؤدي الى تشكيل حكومة يمنية من مختلف الأطراف . كما اعتقد انه سيخفف القيود المفروضة على اليمنيين فيما يتعلق بعملية الانتقال بين المحافظات خاصة ان هناك منطقة مغلقة ويضطر المواطنون لقضاء ساعات طويلة للوصول الى أماكن سكنهم والتي لا يتعدى في الظروف العادية الوصول اليها عشرين دقيقة او اكثر بقليل ". وأعرب عن أمله بأن يتم تشكيل حكومة وحدة من كل الأطراف مشيرا الى أن مسألة السلاح لدى الميليشيات ستكون مشكلة كبيرة ويجب التعامل مع هذا الأمر من أجل ضمان الوصول الى استقرار وسلام حقيقي.