معضلة الفراغ الرئاسي تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية: لبنان في مهب المحاور الإقليمية والدولية

منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون نهاية أكتوبر الماضي، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب خلف له وذلك جراء

الانقسامات السياسية العميقة. وتتولى حكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة إدارة البلد منذ ماي من العام الماضي وسط ازمة خانقة تضرب البلاد . ولئن كان اسم سلمان فرنجية الوزير السابق الاوفر حظا للفوز برئاسة الجمهورية الا ان التعقيدات الداخلية والخارجية تحول حتى اليوم دون إتمام الانتخابات وتوفير الظروف الملائمة لها .

وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله قد صرّح بأنه يريد من أي رئيس يتم اختياره أن يكون "غير خاضع للولايات المتحدة" و"مطمئنا للمقاومة"، في حين كان نوابه يصوتون بأوراق بيضاء خلال جلسات انتخاب الرئيس.
وشهدت العاصمة اللبنانية حراكا دبلوماسيا مكثفا في اطار البحث عن تفاهمات جديدة لإتمام العملية الانتخابية . وقد توقع عديد المراقبين بان ينجر عن الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية انفراج في الأزمة اللبنانية . وقد عقد ممثلو خمس دول معنية بالشأن اللبناني من بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية اجتماعاً في باريس في فيفري الماضي من أجل مناقشة الوضع في لبنان، دون تحقيق أي تقدّم. وامس حثت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان إن "الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان للتحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته".

ويرى الباحث اللبناني قاسم قصير لـ" المغرب " ان ملف الانتخابات الرئاسية يراوح مكانه في ظل استمرار الأطراف اللبنانية على مواقفها ذلك ان قسما من المعارضة يتبنى دعم ميشال معوض وقسم آخر يدعو لاعتماد خيار آخر في حين ان التيار الوطني الحر يرفض فرنجية وجوزيف عون ويدعو لخيار ثالث .
واما حزب الله وحركة أمل ومعهما قوى أخرى فيؤيدون فرنجية لكنهم لا يستطيعون انتخابه بسبب المعارضة المسيحية وعدم صدور موقف سعودي مؤيد . ويضيف محدثنا :" بعد زيارة وزير الخارجية الايراني تعززت الدعوة الى التسوية والتوافق الوطني الا انهم لم يحصل اي تطور وهناك محاولة من نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب لفتح كوة في الجدار كذلك البطريركية المارونية" وعن تأثيرات عودة سوريا الى الحضن العربي او عودة العرب الى سوريا على الملف اللبناني فقال :" ما حصل خطوة مهمة تنعكس ايجابا على الوضع في سوريا ولبنان ولكن من غير الواضح ما اذا كانت ستساهم في حلحلة الملف الرئاسي وعلينا انتظار الاجتماعات المشتركة والقمة العربية في الرياض".
وفي ما يتعلق بمعضلة النازحين السوريين والجدل بشأن عودتهم الى بلادهم أجاب :" واقع النازحين السوريين في لبنان صعب ولا احد يعرف ما هو مصيرهم في ظل صعوبة العودة حاليا وانعكاس وجودهم السلبي في لبنان والاهم الحوار مع الحكومة السورية والمؤسسات الدولية والدول الغربية لمعالجة الموضوع". وفق قوله .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115