السلطة وتصفية لحسابات شخصية بين الشقين العسكريين عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية ونائبه محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» وهو قائد ميليشيا الدعم السريع شبه العسكرية . وأشارت الى أن السودان منذ الاستقلال يعاني من التدخلات الخارجية من الدول الغربية وبعض دول الجوار والتي أسهمت سلباً في عدم استقرار هذا البلد الذي ظل يعاني من الحروب المدمرة في غربه وفي جنوبه والتي أدت لتفتته وفصل جنوبه عنهم وذلك نسبةً لموقعه الجغرافي وموارده وثرواته.
• ما الذي يحدث في السودان اليوم ؟ وما هي أسباب الصراع ؟
أبسط ما يقال عن الأحداث بالسودان إنَّهُ اقتتال من أجل السلطة وتصفية لحسابات شخصية بين الشقين العسكريين عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية ونائبه محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي وهو قائد ميليشيا الدعم السريع شبه العسكرية . فمنذ انقلاب أكتوبر 2021 على الحكومة الانتقالية برئاسة الدكتورعبدالله حمدوك بدأت الخلافات بين الشركاء العسكريين في عدة محاور منها مقترحات الانتقال إلى حكم مدني حتى آخر مقترح لحل الأزمة السودانية وهو الاتفاق الإطاري بين الحرية والتغيير والشق العسكري الحاكم الذي وافق عليه قائد قوات الدعم السريع وتهرب من الإمضاء عليه قائد الجيش.
كذلك الخلاف حول خطة ضم الدعم السريع في الجيش الوطني.
بدأت قوات الدعم السريع بنشر قواتها بالعاصمة الخرطوم وبمدينة مروي شمال السودان بغرض السيطرة على قاعدتها العسكرية ومطارها الدولي. الجيش السوداني كذلك بدأ ينشر قواته وأصدر بياناً يعلن فيه أن الدعم السريع قوة متمردة وهي القوات التي تشاركت معها فض الاعتصام إبان ثورة ديسمبر 2018 والذي أسفر عن مقتل المئات من الثوار وهي ذات القوات التي استعان بها الجيش في حربه على دارفور أيام الرئيس المخلوع عمر البشير ، فتح لها مناجم الذهب بغرب السودان حتي كبُرت وتمددت.
إلى أين تسير الأوضاع في السودان ؟
بدأت الاشتباكات العسكرية وكل طرف يرشق الآخر بالاتهامات واللوم أنه من بدا العنف . المناشدات والنداءات الدولية مستمرة كذلك المبادرات لدعوة الطرفين للتهدئة والحوار ، لكن الجيش يصرح بأنه لا يريد حواراً ، الوضع ينذر بكارثة ، الحرب وتداعياتها ، قتلى وجرحى من المدنيين من الجانبين ،البلاد تسير لوضع خطير وما من خاسر سوى الشعب السوداني .
وكيف ترين الأدوار الداخلية والخارجية في صراع الجنرالات ؟
منذ الاستقلال والسودان يعاني من التدخلات الخارجية من الدول الغربية وبعض دول الجوار والتي أسهمت سلباً في عدم استقرار هذا البلد الذي ظل يعاني من الحروب المدمرة في غربه وجنوبه والتي أدت لتفتته وفصل جنوبه ، وذلك نسبةً لموقعه الجغرافي وموارده وثرواته .
داخلياً حلفاء النظام السابق يعملون جاهدين للعودة مرة أخرى لحكم السودان وذلك بما يسمى ( بالدولة العميقة) هم الآن ذراع الجيش التي تُحرك هذه الحرب ، ربما يكون بالجيش بعضٌ من الشرفاء الذين يرفضون الحرب وقد يكون لهم فعل قادم للتغيير.
ما مدى خطورة الوضع وتأثيره على حقوق الإنسان والمدنيين ؟
ليس من عاقل يلجأ لخيار الحرب والدمار ، الآن القتال داخل العاصمة وبعض المدن السودانية المأهولة بالسكان ، عدد القتلى المدنيين الأبرياء في تزايد مستمر ، نحو 400 قتيل والف جريح وما يزيد الأسف نسمع بان هناك جثث ملقاة على الطرقات مما يدل ان هذه الأرقام اكثر من ذلك . كما فرضت هذه المواجهات المسلحة علي المواطنين المغلوبين علي امرهم البقاء في منازلهم وقهراً تعطلت حياتهم . الخوف والرعب وحيث الخروج للشارع لشراء الإحتياجات الأساسية يعد مخاطرة بالحياة ، الموت يهدد حياة ملايين السودانيين ،
الوضع الإنساني في إنهيار متزايد وهناك أخبار بأعمال سلب ونهب وضغط كبير على المستشفيات ونقص في الأدوية والمحاليل الوريدية ، ازمة مياه وانقطاع للكهرباء بأغلب الأحياء ،كذلك شُح المواد الغذائية .