الرئيسان الروسي والصيني يجريان محادثات جديدة في موسكو: هل ستنجح مبادرة الصين في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ؟

يواصل الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارته لموسكو التي تتواصل على مدى ثلاثة أيام وتختتم اليوم . وذلك في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اوكرانيا.

 

ويطرح الرئيس الصيني في زيارته مبادرة للوساطة بين كييف وموسكو لإنهاء بين روسيا وأوكرانيا الحرب المحتدمة وتحقيق السلام . وقد اعطى نجاح بكين في الوساطة مؤخرا بين الرياض وطهران زخما لهذه الزيارة الاستثنائية لموسكو والتي تأمل من خلالها بكين بأن تنجح في ما تعثرت فيه المبادرات الأخرى التي سبقت مبادرتها .
ملفات شائكة
تناولت المباحثات خلال اليومين الأول والثاني قضية السلام في أوكرانيا إضافة الى التعاون بين البلدين وترسيخ علاقاتهما الاقتصادية مع ترقب توقيع اتفاقات ثنائية. ولعل اعلان الرئيس الروسي بوتين امس بانه مستعد للنقاش بشأن مقترح بكين للسلام في أوكرانيا يعد للبعض مؤشرا إيجابيا وخطوة أولى على طريق طي صفحة هذه الحرب العبثية التي دمرت أوكرانيا ووصلت انعكاساتها للعالم أجمع وضربت الاقتصاديات الأقل هشاشة .
وعقد بوتين وشي خلوة الإثنين استمرت أربع ساعات ونصف في أول لقاء غير رسمي بينهما في الكرملين.
ووصف بوتين شي بـ"صديقي العزيز" في بداية اللقاء "أعرف أن ... لديكم موقفا عادلا ومتوازنا في المسائل الدولية الأكثر إلحاحا".
وقال إنه يدرس "باحترام" المبادرة التي طرحتها بكين من أجل السلام في أوكرانيا مؤكدا أن روسيا والصين لديهما "الكثير من الأهداف" المشتركة.
من جهته، أكد شي خلال اللقاء أن بلاده "ستواصل لعب دور بناء" بحثا عن تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة "الصين الجديدة" للأنباء.
علاوة على ذلك يرى البعض بان زيارة الرئيس الصيني لموسكو تعطي فرصة للرئيس الروسي للخروج من العزلة الدولية خاصة بعد مذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية في مسألة جرائم حرب.
دور اليابان
وتزامنت زيارة الرئيس الصيني لموسكو مع توجه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى كييف في زيارة مفاجئة يلتقي خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كيشيدا هو الوحيد من بين قادة الدول السبع الذي لم يزر أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على هذا البلد في فيفري 2022. وسيكون أول رئيس حكومة ياباني يزور منطقة نزاع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويربط البعض بين زيارة الرئيس الصيني لموسكو وزيارة نظيره الياباني لكييف في اطار التموقع الصيني الياباني الجديد .
وأفادت وزارة الخارجية اليابانية في بيان لها أن كيشيدا "سينقل إلى الرئيس زيلينسكي احترامه لشجاعة ومثابرة الشعب الأوكراني الذي يدافع عن وطنه بقيادته، كما سيعبّر عن التضامن والدعم المستمرّين لأوكرانيا من جانب اليابان ومجموعة الدول السبع" التي تستضيف اليابان اجتماعاتها لهذا العام.
وانضمت طوكيو إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وأعلنت في فيفري عن مساعدة جديدة بقيمة 5,5 مليار دولار لأوكرانيا. غير أن اليابان لم تقدم لكييف مساعدة عسكرية إذ أن ذلك محظور بموجب دستور البلاد السلمي.

الموقف الغربي
وتشكك الدول الغربية في مبادرة الصين التي كانت قد كشفت في الشهر الماضي في وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى "وقف الأعمال العدائية" واحترام وحدة وسلامة أراضي جميع الدول وتحث موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام.
فالغرب يرى في بكين حليفا لموسكو وبالتالي يعتبر انه لا يمكنها لعب دور الوساطة . وكانت هناك تخوفات من ان يكون الهجوم الروسي على أوكرانيا عاملا محفزّا للصين للانقضاض على تايوان . واتهمت واشنطن مؤخرا السلطات الصينية بأنها تدرس تسليم أسلحة إلى روسيا، وهو ما نفته الصين بحزم.
ويرى القادة الغربيون أن الصين قد تتخذ الهجوم الروسي على أوكرانيا نموذجا لشن هجوم على تايوان. وشكك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بمقترحات بكين "للسلام" في أوكرانيا وقال "على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، بتجميد الحرب بشروطها".
ولفت إلى أن "شي" توجه إلى روسيا بعد ثلاثة أيام فقط بعد صدور مذكرة التوقيف بحق بوتين، معتبرا أن ذلك يثبت أنه لا يود "تحميل الرئيس (الروسي) مسؤولية الفظاعات التي ارتكبها في أوكرانيا".
ورأى بلينكن أن هذه الزيارة "توفر غطاءً دبلوماسياً لروسيا حتى تواصل ارتكاب جرائم كبرى".
ودعت وزارة الخارجية الصينية المحكمة الجنائية الدولية إلى تفادي "التسييس" واحترام حصانة رؤساء الدول.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115