ظاهرة فريدة للكفاءات التدريبية التونسية: رغم بعض الانتكاسات ...المدرب التونسي يفرض نفسه في بطولات دول شمال افريقيا

يتمتع المدرب التونسي بسمعة طيبة في الملاعب العربية اهلته للامساك بزمام المقاليد الفنية في اكثر من بطولة عربية وترك بصمته وانجازاته

اينما حل ،ولابد أن نشير الى ان الحظوة الكبيرة التي تتمتع بها الكفاءات التدريبية التونسية يعود الفضل فيها الى عدة أسماء صنعت ربيع المدرب التونسي، ابرزها دون شك عبد المجيد الشتالي ، خاصة بعد أن قاد منتخب تونس إلى تحقيق النجاح في في كأس العالم 1978 واقتحام التاريخ كأول منتخب عربي حقق الفوز في المونديال على المكسيك بثلاثية مقابل هدف،ومنذ ذلك الحين انطلق غزو المدرب التونسي للمنتخبات والفرق على حد السواء ...
ويكفي ان نذكر ان5 مدربين تونسيين اشرفوا على تدريب منتخبات عربية اولهم المنصف المليتي الذي قاد المنتخب العماني في بداية الثمانينات و تحديدا بين 1980 و1982 وقاده سنة 1984 في كأس الخليج السابعة. اما نور الدين الغرسلي فقد اشرف على تدريب جيبوتي ل5 سنوات كاملة.واشرف نبيل معلول المدرب السابق للمنتخب التونسي على حظوظ المنتخب الكويتي بين 2014 و2017 ثم المنتخب السوري في 2020.ودرب فوزي البنزرتي المنتخب الليبي في مناسبتين الأولى من 2007 إلى 2009، ثم عاد في نوفمبر 2019 في تجربة استمرت الى حدود ماي 2020 .كما لا ننسى تعيين مكرم دبوب مدربا للمنتخب الفلسطيني في افريل 2021.
في الموسم الحالي وحتى الموسم المنقضي ،هناك ما يصح تسميته بظاهرة فريدة جديرة بالملاحظة والدرس وتتمثل في أن المدرب التونسي يتصدر المشهد في بطولات شمال افريقيا على غرار ليبيا والجزائر والمغرب وبدرجة اقل مصر،اذ باتت الاسماء التونسية مطلوبة بشدة في هذه الدول سواء بالنسبة الى الفرق التي تراهن على لعب الادوار الاولى في السباق او تلك التي تتطلع الى الخروج من عنق الزجاجة واستعادة الاستقرار ...ورغم بعض العثرات التي عصفت بمصير بعض الاسماء وآخرهم المهدي النفطي بعد اقالته من تدريب الوداد المغربي فإن المدرب التونسي لا يزال صامدا كخيار مثالي لاندية شمال افريقيا وربما يمكن القول إنه في غياب صفقات مدوية على مستوى اللاعبين فقد استحوذ ميركاتو المدربين التونسيين في البطولات العربية عامة وبطولات شمال افريقيا على وجه الخصوص على اهتمام المتابعين....
الكبير ثابت في المغرب
قبل فترة وجيزة كان يمسك بزمام المقاليد الفنية للفريقين الابرز في الكرة المغربية مدربان تونسيان ونعني بذلك المنذر الكبير مع الرجاء البيضاوي والمهدي النفطي مع الوداد ،وفي الوقت الذي تمكن فيه الاول من الثبات وتحقيق نتائج باهرة ابرزها التأهل الى ربع نهائي رابطة الابطال الافريقية نسخة 2022-2023 قبل جولتين من نهاية دور المجموعات رغم العثرات في السباق المحلي،فإن تراجع نتائج الوداد حتم القطيعة مع النفطي رغم أن الهيئة منحته اكثر من فرصة للتدارك...
وفي المغرب ايضا نجد المدرب لسعد الشابي جردة يشرف على تدريب الدفاع الحسني الجديدي غير ان مصيره يبدو على المحك بسبب تذبذب نتائج الفريق...
الكوكي والجويلي والدزيري في الجزائر
على غرار المغرب فإن المدرب التونسي حاضر في المشهد الكروي الجزائري من خلال نبيل الكوكي مدرب شباب بلوزداد الذي ينافس الترجي في المجموعة الرابعة ضمن دور مجموعات رابطة الابطال الافريقية ويتطلع الى ضمان مقعد في ربع نهائي المسابقة القارية.
وقبل 3 اسابيع تقريبا ،اتفق اهل القرار في وفاق سطيف مع المدرب التونسي بلال الدزيريوهولاعب سابق بالنجم الساحلي،للاشراف على تدريب الفريق بعد القطيعة مع مواطنه شهاب الليلي.
وكان فوزي البنزرتي يشرف على تدريب مولودية الجزائر على خلفية قضية ابعاد الحارس فريد شعال بسبب صلاة الجمعة،واشرف المدرب التونسي رضوان الفالحي بصفة مؤقتة على تدريب الفريق قبل التعاقد مع المدرب الفرنسي باتريس بوميل.
كما لا ننسى سمير الجويلي الي يشرف على حظوظ شباب مقرة وقد قاده منذ ايام للتأهل الى ثمن نهائي كأس الجزائر.
الشعباني في تجربة مصرية ثانية
مقارنة ببقية البطولات ،لا يزال حضور الكفاءات التدريبية التونسية في البطولة المصرية نادرا ويقتصر الامر على مدرب وحيد ونعني بذلك المدرب معين الشعباني الذي يشرف على حظوظ سيراميكا كليوباترا بعد تجربة اولى في بلد الفراعنة كانت مع فريق المصري البورسعيدي غير ان اختلاف وجهات النظر مع الادارة على مستوى الصفقات المطلوبة لدعم الرصيد البشري او كذلك تأخر مستحقات اللاعبين ادت الى القطيعة.
وللمدربين التونسيين سابقة غير مشجعة في الدوري المصري عبر نصرالدين نابي الذي درب فريق الإسماعيلي لفترة قصيرة، خاض خلالها أربعة مباريات خسر في ثلاث وتعادل في واحدة قبل إقالته لسوء النتائج ...
النصيب الاوفر للدوري الليبي
يحظى الدور الليبي بالعدد الاكبر من المدربين التونسيين ويشرف عدد منهم على اندية الصف الاول هناك على غرار لسعد الدريدي الذي يدرب اهلي بنغازي الليبي وقد كان قريبا من العودة للبطولة التونسية بعد مفاوضات مع النجم الساحلي غير ان ادارة الفريق الليبي ابدت تمسكها بخدماته ورفضت التفريط فيه.
الى جانب الدريدي نجد طارق جراية المدرب السابق للاولمبي الباجي والذي حط الرحال بالبطولة الليبية من بوابة اهلي طرابلس خلفا لمواطنه فتحي جبال.
ويضم الدوري الليبي ايضا طارق ثابت مدرب الصداقة وشكري الخطوي الذي يشرف على فريق أبو سليم وقيس اليعقوبي مع السويحلي الليبي دون ان ننسى انيس الباز اخر الوافدين على ليبيا وسيشرف على تدريب التعاون.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115