Print this page

في ندوة دولية بالألكسو : السياسات اللغوية المبتكرة وتحديات العصر الرقمي والمعرفي

انتظمت في تونس فعاليات الندوة العلمية الدولية

تحت عنوان "جهود الألكسو في تعزيز السياسات اللغوية المبتكرة: الإطار المرجعي المشترك للغة العربية نموذجًا"، وذلك بتنظيم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وبالتعاون مع جامعة منوبة ومخبر الباحث العربي واللسانيات الحاسوبية. وبمشاركة ممثلي السلك الدبلوماسي في تونس وممثلي الجمعيات والمنظمات الناشطة في المجتمع المدني. وبحث المشاركون الجهود والتحديات القائمة من أجل رسم مستقبل لغوي أكثر شمولا بمشاركة باحثين وأكاديميين من تونس ودول عربية.
وأكد المدير العام للألكسو د . محمد ولد أعمر في كلمته أن هذا النشاط العلمي يندرج ضمن المعاني العميقة التي يحملها الشعار الأممي الخاص بالاحتفال العالمي باللغة العربية لعام 2025 تحت عنوان " مسارات مبتكرة للغة العربية: سياسات وممارسات من أجل مستقبل لغوي أكثر شمولاً."
تشكيل الفكر الانساني
وقال إن هذا الاحتفال السنوي يحمل في طياته رمزية اعتبارية تتجاوز مجرد المناسبة العابرة لتكون فرصة ثابتة ومتجددة عبر التاريخ لترسخ ثلاثة معانٍ أساسية: وهي اعتراف عالمي، بل هو تأكيد دولي على المكانة الرفيعة للغة العربية كلغة رسمية فاعلة في المحافل الأممية، وشهادة على مساهمتها التاريخية الممتدة في تشكيل الفكر الإنساني. وتأصيل وتجذّر لهويتنا العربية، بل هو تجديد للعهد بأن لغتنا هي جوهر الهوية العربية، والركيزة التي يتم عليها بناء المستقبل الثقافي والمعرفي. ودعوة للعمل، للتحول من مجرد الاحتفاء إلى العمل المنهجي المدروس لتمكين اللغة العربية في مواجهة تحديات العصر الرقمي والمعرفي."
تفكير استراتيجي
وقال أن احتفال الأمم المتحدة بهذا العام يحيل إلى التفكير الاستراتيجي حول "مسارات مبتكرة للغة العربية" ويدفع إلى تبني "سياسات وممارسات من أجل مستقبل لغوي أكثر شمولاً." وأشار الى انه تم اتخاذ هذا الشعار خارطة طريق واضحة فكانت الفرصة الثمينة لتقديم المشروع العربي الضخم "الإطار المرجعي المشترك للغة العربية، تعليما وتعلما وتقييما". والذي يتم اعداده بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية.
وأكد ان الألكسو نجحت بفضل استباقها الفكري واستشرافها الهادف لآليات التمكين من أجل الوحدة الفكرية العربية، فرسمت من خلال هذا العمل العربي الضخم الذي يشارك في إنجازه خبراء، خطة عمل عربية تحمل العديد من الضمانات المنهجية لمكانة اللغة العربي.
وأشار الى أن هذا العمل العربي المشترك يؤكّد على الابتكار في المسارات بما من شأنه أن يخرج اللغة العربية من الأطر التقليدية إلى مقاربات مبتكرة تجعلها حاضرة بقوة في الذكاء الاصطناعي، وفي منصّات البرمجة، وفي محركات البحث، وبذلك تكون شريكاً فاعلاً في صناعة المستقبل الرقمي. اضافة الى بلورة سياسة لغوية تساعد على كسب التحدي وتبني ممارسات لغوية وطنية وإقليمية واضحة ومُلزمة، تضمن حضور اللغة العربية في قطاعات التعليم والإدارة والإعلام والاقتصاد. واستشراف مستقبل لغوي شامل لجميع فئات المجتمع، سهل الاستخدام، قادر على استيعاب المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة دون عُزلة أو تعقيد. إضافة الى تعزيز دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم شريكا فاعلا لكسب التحديات المعاصرة.
فالتحدي الذي يتم رفعه من خلال هذا المشروع العربي المعاصر لا يقتصر على الحفاظ على اللغة، بل يتعداه إلى تطويرها وتمكينها. وفق قوله.
صنع المسارات المبتكرة
من جهته أكد نائب رئيس جامعة منوبة، نبيل قريسة، على الدور المحوري للغة العربية في بناء المعرفة وتعزيز الهوية الثقافية، وعلى أهمية دعم البحث العلمي في مجالات اللسانيات والدراسات الدلالية.
كما تخلل الفعالية مداخلات علمية قدّمها أعضاء مخبر المباحث الدلالية واللسانيات الحاسوبية، ممثّلين في رئيس المخبر د. عبد السلام عيساوي، وكلّ من د. وسام العريبي، ود. فاطمة البكوش، وكذلك نخبة من أساتذة جامعة منوبة د. نادية بوشهيوة ود. فتحي بوقارص من جامعة لومون فرنسا، حيث تنوّعت الإسهامات بين التأصيل النظري والانفتاح على رهانات المعالجة الحاسوبية للغة العربية. ومثلت هي الندوة ورشة تفكير يتم خلالها تقديم "الإطار المرجعي المشترك للغة العربية" لإبراز أهمية صنع المسارات المبتكرة التي تقود نحو مستقبل لغوي أكثر شمولاً وتأثيراً.

المشاركة في هذا المقال