غدا الذكرى الخامسة عشرة لـ 17 ديسمبر 2010: تحركات متعددة بين الاحتفال وتجديد المطالب في مختلف الجهات

تحلّ غدا الأربعاء الذكرى الخامسة عشرة لاندلاع ثورة

17 ديسمبر 2021، ومن المنتظر أن تشهد عدة جهات تحركات ومسيرات متزامنة للاحتفال بهذه الذكرى، في سياق يتسم بتعدد المبادرات واختلاف العناوين، بين مطالب اجتماعية وتنموية وبيئية، ودعوات ذات بعد وطني وسيادي، وسط تأكيد من المنظمين على أن هذه الذكرى تمثل محطة احتجاج وتقييم ولتجديد المطالب التي لم تتحقق بعد لا مناسبة احتفال رمزي، هذا وتتصاعد التحركات الميدانية لأنصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد في مختلف أنحاء البلاد، تحت عنوان ما يعرف بـ"الهبة الشعبية لهبة 17 ديسمبر" عبر حملات الحشد والتعبئة في الشوارع والأحياء، بهدف تنظيم حضور جماهيري قوي في مسيرة الغد بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
تحتفل ولاية سيدي بوزيد بالذكرى الخامسة عشرة لثورة 17 ديسمبر 2010 عبر برنامج متنوع يشمل فعاليات ثقافية ورياضية وفنية للأطفال والشباب وكبار السن. وينظم المهرجان الدولي 17 ديسمبر تحت شعار "17 ديسمبر... صوت الحرية" ويضم حفلات موسيقية ندوات فكرية واقتصادية ودورات رياضية إضافة إلى أنشطة في المدارس والمركبات الثقافية ومعارض للخط العربي والفنون التشكيلية. وتهدف هذه التظاهرات إلى إحياء ذاكرة الثورة وتعزيز الثقافة والفنون والتنمية المجتمعية في الجهة.
تحرك وطني للمعطلين عن العمل
تستعد سيدي بوزيد أيضا لاحتضان تحرك وطني دعت إليه منظمات المعطلين عن العمل، وعلى رأسها اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل والجمعية الوطنية لخريجي الجامعات المعطلين عن العمل من طالت بطالتهم. وينطلق التحرك بداية من الساعة التاسعة صباحًا بساحة محمد البوعزيزي، في ذكرى اندلاع الاحتجاجات التي غيرت مسار البلاد. ويركز المحتجون على مطالب تتعلق بالانتداب الفوري والمباشر لأصحاب الشهادات، واعتبار الحق في التشغيل استحقاقًا وطنيا غير قابل للمساومة، إضافة إلى رفع التعطيل عن المشاريع التنموية في مختلف المعتمديات. كما عبّر المنظمون عن رفضهم لقانون المالية، معتبرين أنه يفتقر إلى رؤية اقتصادية واجتماعية قادرة على معالجة ملفات البطالة والتنمية، إلى جانب المطالبة بحماية الحريات ووقف التضييق على النشطاء الاجتماعيين.
عشرات المشاريع معلقة
من جهتها، أكدت جمعية 17 ديسمبر 2010 في بيان لها أن مرور خمسة عشر عاما على اندلاع الثورة لم ينه أسئلتها الجوهرية، معتبرة أن سيدي بوزيد، رغم رمزيتها التاريخية، لم تحظَ بنصيبها العادل من التنمية. وأشارت الجمعية إلى بقاء عشرات المشاريع معلقة وبطء نسق الإنجاز وتواصل ضعف الخدمات الأساسية في قطاعات الصحة والتشغيل والتعليم والبنية التحتية. وشددت الجمعية على أن الوضع الحالي في الجهة لا يعكس حجم التضحيات التي قدمها أبناؤها، ولا يتماشى مع المكانة التاريخية لسيدي بوزيد في مسار الثورة.
مسيرة شعبية في قابس
أما في ولاية قابس، دعت حملة "أوقفوا التلوث " إلى تنظيم مسيرة شعبية تنطلق من ساحة عين سلام في اتجاه مقر الولاية، على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، للمطالبة بتفكيك الوحدات الملوثة التابعة للمجمع الكيميائي. وأكد منظمو التحرك أن هذه المسيرة تأتي في إطار نضال بيئي متواصل منذ سنوات، احتجاجًا على تداعيات التلوث الصناعي على صحة المواطنين وعلى النشاط الاقتصادي المحلي، رافعين شعار: «قابس تنتصر بإرادة ولحمة أبنائها… ما لا يُفتك بالنضال يُفتك بمزيد من النضال».
"الهبة الشعبية" لأنصار الرئيس وسط العاصمة
مع اقتراب موعد 17 ديسمبر كثف أنصار الرئيس قيس سعيّد من تحركاتهم بين الاجتماعات والدعوات عبر الصفحات للحشد والتعبئة للنزول إلى شارع الحبيب بورقيبة يوم الذكرى والذي يحمل رمزية خاصة تتجاوز الطابع الاحتفالي إلى ما يعتبرونه "تجديدا للعهد مع الدولة ومع خيارات الشعب". وقد سبق وأن أعلن عدد من نواب مجلس نواب الشعب على غرار سيرين مرابط وزينة جيب الله في تدوينات عن مشاركتهم في التحركات المعلنة. وقد اعتبر النواب أن مشاركتهم تأتي في إطار "دعم الاستقرار السياسي والوقوف مع خيارات القيادة الوطنية»، مع التشديد على رفض ما وصفوه بـ"محاولات التأثير الخارجي على القرار الوطني"، وقد جاء في التدوينات التي حملت نفس الخطاب والكلمات " ابتداء العد التنازلي ..موعدنا 17 ديسمبر دعما للقيادة وتنديدا بالتدخل الأجنبي، سنكون في الموعد لأجل وطننا الغالي". وسبق لرئيس الجمهورية قيس سعيّد وأن أصدر أمر رئاسي في سبتمبر 2021 يقضي باعتبار 17 ديسمبر من كل سنة، يوم عيد للثورة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115