احتضنت تونس عديد الفعاليات والندوات بتنظيم من عديد الهيئات والفعاليات . وتم كذلك إصدار كتاب جماعي تحت اشراف مركز مسارات للدراسات العلمية والانسانيات برئاسة فوزي العلوي، وبمشاركة شخصيات تونسية سياسية وثقافية وإعلامية واكاديمية . ويمثل الكتاب تحية من تونس الى شهيد المقاومة تقديرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها في قلوب ووجدان التونسيين وشعوب المنطقة ككل.
نصر الله ...قائد الكلمة
خلال الندوة الفكرية التي عقدت لتقديم الكتاب الجماعي شدّد المشاركون على ضرورة استلهام مبادئ السيد الشهيد الذي ترك وراءه ارثا ومدرسة في النضال والمقاومة ضد المستعمر والمحتل . ومن بين المشاركين في الكتاب الجماعي الإعلامي مراد علالة الذي كتب عنه :" قائد الكلمة.. وصفه البعض بقائد المقاومة، وهو أهل لها، والبعض الآخر اعتبره قائد الأمّة، بل وقائدا إنسانيا، ونرى من جانبنا أنه "قائد الكلمة" بامتياز...
إن عدد الأشخاص الذين يتابعون خطابات حسن نصر الله على مستوى العالم.. ليس بسبب اللّغة العربية التي كانت في الغالب عربيّة فصحى مطعّمة باللّهجة اللّبنانية فقط، أو نتيجة البعد الدّيني والقيمي أو حتى بفضل الماكينة الإعلامية لحزب الله ومايُعرف بمحور المقاومة، بل للقيمة المضافة والخصال المعرفية والمهارات الشخصيّة وحتى الأبعاد الجمالية، فالشهيد كان وسيما ولم تكن العباءة والعمامة عائقا أمام تقبل الجمهور لصورته.. ".
الكاتب والإعلامي خالد كرونة على هامش الندوة الفكرية ، اكد لـ" المغرب " بأن الشهيد كان يتقن الحرب النفسية وكان يقدم أفضل الدروس بطريقة مبسطة وبابتسامته التي تدخل قلوب الملايين."
صلاح المصري عضو الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع اكد في كلمته خلال الندوة الفكرية حول الشهيد :" نحن اليوم في احياء السنوية الأولى لاستشهاد القائد السيد نصر الله ونحن في ثقافتنا وفي ايماننا ان الشهادة دخول الى الحياة الأبدية وليس انعداما . السيد هذا المجاهد كان يجب ان يختم حياته بالشهادة لا يجوز لمن قضى أكثر من أربعين عاما وهو يقاتل الصهاينة ان يموت على الفراش. لقد أكرمه الله بأن جعل شهادته في أقدس المعارك وأكرمه بان جعل شهادته في قمة المواجهة وفي قمة ثباته على مبدأ لن نترك غزة وحيدة . نحن بين يدي مجاهد حمل في قلبه الرحمة العظيمة ". وعند الساعة 06:21 بتوقيت بيروت اختتمت الوقفة بقراءة الفاتحة واضاءة الشموع لروح السيد وذلك بالتزامن مع الوقفة الشعبية في بيروت فداء لذكرى الشهيد ."
من جانبه شدد الباحث في الجيوسياسية رافع الطبيب في كلمته على ضرورة مواصلة نهج الشهيد حينها يكون السيد لم يمت ولم تقتله إسرائيل." وأضاف :" 30 سنة والسيد يعطينا أقوى الدروس لذلك يجب أن نتعلم اليوم أن نتحول لمواصلة دروس السيد وهذا ما يسمى افتكاك المفاعيل يعني عندما يعتدي العدو عليك يجب ان تكون لك القدرة على استيعاب هذه الضربة وتحويلها لقوة . حينها يكون العدو قد خسر المعركة ".
عام على الرحيل
ومن المشاركين في الكتاب الجماعي زهير حمدي أمين عام التيار الشعبي وقال في ذكرى عام على الرحيل:" رحل الشهيد حسن نصر الله بعد مسيرة كفاحية خالدة جعلت منه احد اهم الزعماء الكبار في التاريخ تجاوز تأثيره الوطن العربي والعالم الإسلامي الى العالم بأسره فتحول الى أيقونة أممية تضاهي في حضورها قيادات حركات التحرر الانسانية الكبرى في التاريخ المعاصر".
وقال ان الشهيد حسن نصرالله ارتقى في معركة مقدسة وهي معركة تحرير فلسطين، بعد أن حقق انتصارات خالدة على أعداء وطنه وأمته والانسانية، وقارع لعقود طويلة قوى البغي والطغيان والفاشية في العالم على رأسها الكيان الصهيوني النازي والولايات المتحدة الامريكية كأكبر قوة استعمارية في التاريخ وكل أدواتهما الرجعية أنظمة ومجاميع إرهابية تكفيرية."
وأكد إن الأمة العربية فقدت بطلا كانت في أمس الحاجة إليه في مرحلة من اخطر مراحل تاريخها وهي اليوم تحتاجه نهجا مقاوما وثائرا حالما أخذ على عاتقه مقاومة الظلم والاستعمار بشجاعة ومبدئية دون تردد او مخاتلة."