Print this page

اختتام مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى: "روضة العشاق" تهدي معز العاشوري جائزة أفضل مخرج

لم يكتف المسرح التونسي في مهرجان القاهرة الدولى

للمسرح التجريبى بالحضور بل خطف الأضواء واستحق التتويج. على منصة التتويج في مصر، أثبت المسرح التونسي بفضل مسرحية "روضة العشاق" لمعز العاشوري أنه مازال قادرا على الإبداع والإقناع والإبهار. لقد أثبت فوز هذه المسرحية بجائزة أفضل إخراج أنّ الركح في تونس لم يفقد بريقه، ولم يتوقف عن البحث والتجديد والتجريب...

بعد أسبوع من العروض والورشات والنقاشات، أسدل ستار الاختتام ، مساء الاثنين 8 سبتمبر الجاري، على فعاليات الدورة 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في حفل فني أقيم على خشبة مسرح الجمهورية بدار الأوبرا المصرية، تحت إشراف وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، ووسط حضور مهم لشخصيات بارزة من رموز المسرح والثقافة من مختلف القارات.

ترشح لأربع جوائز منها جائزة أفضل عرض

في القاهرة، دوى اسم تونس عاليا وتكرّر لأربع مرات عند الإعلان عن ترشيح مسرحية "روضة العشاق" لمعز العاشوري لأربع جوائز، لتنال في نهاية المطاف جائزة أفضل إخراج في منافسة شرسة مع المخرج العراقي الكبير "جواد الأسدي" والمخرجة الإيطالية "كاترينا موتشي". وقد شاركت تونس في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي بمسرحيتين هما: "روضة العشاق" لمعز العاشوري و"عطيل وبعد" لحمادي الوهايبي.
في تنافس على جائزة أفضل سينوغرافيا وقيمتها «مائة ألف جنيه» تم ترشيح عرض «هاشتاج نوتيل» رومانيا وعرض «كوبليا» إيطاليا وعرض «روضة العشاق» تونس. وقد ذهبت الجائزة إلي عرض «كوبليا» – إيطاليا.
أما جائزة أفضل نص وقيمتها «مائة ألف جنيه»، فقد ترشح لها كل من بوكثير دومة عن نص «عطيل وبعد» تونس – جواد الأسدي عن نص «سيرك» العراق – معز العاشوري عن نص «روضة العشاق» تونس وقد ذهبت الجائزة إلي جواد الأسدي عن نص «سيرك».
وإلى جائزة أفضل مخرج وقيمتها «مائة ألف جنيه» فقد رشح لها كل من: معز العاشوري عن عرض «روضة العشاق» تونس – كاترينا موتشي عن عرض «كوبليا» إيطاليا – جواد الأسدي عن عرض «سيرك» العراق، ذهبت الجائزة إلي معز العاشوري .
وفي صنف جائزة أفضل عرض وقيمتها «خمسمائة ألف جنيه» فقد رشح: عرض «روضة العشاق » تونس – «كوبليا» إيطاليا – «هاشتاج نوتيل» رومانيا، وذهبت الجائزة إلي عرض: «هاشتاج نوتيل» رومانيا.
وقد ضمّت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان : المخرج والكاتب سالفاتوري بيتونتي (إيطاليا) (رئيس لجنة التحكيم)، المخرج أحمد العطار (مصر)، المخرج ناصر عبد المنعم (مصر)، د. سامي الجمعان (السعودية)، د. جبار جودي (العراق)، د. إيريني مونتراكي (اليونان)، الناقد أندريا بوركيدو (إيطاليا)، فيما تولى المخرج أدهم سيد (مصر) مهمة مقرّر اللجنة.

المسرح التونسي يسرق الأضواء

حطت "روضة العشاق" الرحال بمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي لتزهر على ركحه عشقا صوفيا و متعة مدهشة في تأكيد على أن ّ المسرح التونسي ما يزال يُلهم ويُمتع، ويفتح أبواب الجمالية والجرأة، ويحوّل الهواجس اليومية إلى لحظات فرجة عميقة.

أبدا لم تكن رحلة "روضة العشاق " في هذا المهرجان سهلة أمام منافسة شديدة ضمت 18 عرضا عربيا وأجنبيا، وجمعت أسماء وازنة في عالم الإخراج المسرحي. وبفضل طرافة موضوعها واختلاف طرحها، تفوقت "روضة العشاق" في الترشح لأربع جوائز: جائزة أفضل عرض وجائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل نص وجائزة أفضل سينوغرافيا. وقد اقتنصت هذه المسرحية التونسية جائزة أفضل مخرج بعد شهور طويلة من التعب والتجريب.
في غمرة الفرح والاحتفال بالفوز في القاهرة، تواصلت "المغرب" مع مخرج "روضة العشاق" معز العاشوري الذي قال بتأثر واضح: " هذا التتويج ليس لروضة العشاق وحدها، بل للمسرح التونسي ولكل من آمن بأن المسرح لا يزال قادرا على التغيير والتأثير. عرضنا لم يكن سهلا بل كان مغامرة حقيقية على مستوى الفكرة والتجسيد من خلال مقاربة مجددة جمعت بين المسرح الطقوسي والطرق الصوفية. وقد انبهر الجمهور كثيرا بالعرض وكذلك أعضاء اللجنة خاصة من الأجانب. وأمام الصدى الواسع والطيب لمسرحية "روضة العشاق" في مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي، توقع الكثيرون بأن يحظى العرض بالتتويج بإحدى جوائز المهرجان."
وتوجه المخرج معز العاشوري بالشكر إلى وزارة الشؤون الثقافية لدعمها المشاركة في مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى وإلى كل المسرحيين التونسيين الذين هنئوه بالفوز.
يتحدث عرض "روضة العشاق" عن مجموعة من المريدين يمارسون تمارين روحانية يقودهم شخص يلقب بالمريد الصادق. يتم القبض عليهم من طرف الأمن العام ويقتادهم المعتقل لغاية التحقيق معهم بتهمة إثارة الفتنة في المجتمع ومحاولة تغيير نمط عيشه. ينتشر خبر اعتقال المريدين و يتسبب في غليان الشارع و تتطوع محامية للدفاع عنهم مما يجعل المنظومة الأمنية في موقف محرج فتحاول الخروج منه بأخف الأضرار.
في رؤية مختلفة وطريفة، يقترح عرض روضة العشاق مقاربة بين تقنيات التصوف (الذكر و السماع...) والتقنيات المسرحية.

 

المشاركة في هذا المقال