Print this page

الفنان زياد الزواري لـ "المغرب": "أنا شعبك" أوبيرات وطنية هدية لتونس في عيد الجمهورية

في كلّ عيد جمهورية، تحتفل تونس بإرساء نظامها الجمهوري

وفي هذه السنة، لن يُرفع فقط العلم التونسي بل سترتفع الأصوات لتغنّي بصوت جماعي ووجداني ووطني: "أنا شعبك". من تأليف الموسيقي التونسي زياد الزواري تقدّم أوبيرات "أنا شعبك" هدية فنية لتونس في عيدها، مُعنونة بالوفاء ومُوّقعة بالصدق. هي نعومة الحناجر حين تترنّم باسم تونس وهي عذوبة الأنامل تعزف لتونس أجمل النوتات... لتبقى هذه الأوبيرات وصيّة للأجيال وقلادة ثمينة تزيّن عنق الوطن مهما طال الزمن.

احتفالا بعيد الجمهورية يوم 25 جويلية 2025، تطرق أوبيرات "أنا شعبك" الآذان وأبواب البيوت لتحدّث التونسيين عن وطن ينبض في قلوب أبنائه ويلمع في عيونهم كتاج ملكي .

100 فنان... وتونس واحدة

هي تونس كل ولاياتها ولهجاتها ومعالمها مدنها، حكاياتها وأساطيرها... هي تونس الفريدة من نوعها بضحكات أطفالها في أزقتها، ، بحديث مقاهيها وضجيج شوارعها، وبحنين لا يفسّر... هي تونس التي سيغني ويعزف لها 100 فنان أوبيرات "أنا شعبك" في عيدها وهي تُحيي الذكرى 68 لإعلان الجمهورية.
على ركح واحد من أجل راية واحدة يجتمع 100 فنان من شمال تونس إلى جنوبها من مختلف الولايات ومن مختلف الأجيال. تنساب أصوات الطفولة الشجية والعذبة في أوبيرات "أنا شعبك" بمشاركة كورال الأطفال "سيدي سامي". كما تحضر بصمة الأوركستر السمفوني بالشراكة مع مسرح أوبرا تونس.
يؤدي كلمات أوبيرات "أنا شعبك" 14 فنانا وفنانة من مختلف الأجيال والتيارات الغنائية، وهم : نجاة عطية و أسماء بن أحمد ورحاب الصغير ومحمد الجبالي وليليا بن شيخة وأحمد الرباعي ومعتصم أمير وصابر الرضواني ومحمد علي شبيل وحمدي الشلغمي وسامية الحامي ومنجية الصفاقسي وسفيان الزايدي وزبيدة بن محمود.

التسجيل في الإذاعة الوطنية والتصوير في موقع أوذنة

في عيد الجمهورية لا يهدي زياد الزواري إلى تونس خطابا أو بيانا بل يهديها من شغاف القلب أوبيرات تُغني وتُسمع، وتعيش وتُعاش... لتكون رسالة أمل وتعزيز الشعور بالانتماء وبروح الوطنية. وعن تفاصيل تسجيل أوبيرات "أنا شعبك"، تحدّث زياد الزواري لـ"المغرب" فقال:" "أنا شعبك" هي أوبيرات مائة بالمائة تونسية تعكس التنوع الثقافي والحضاري والموسيقي، وتصوّر تونس الجبال والبحار ، الربوع والبراري ، الواحات والصحاري ... لقد أردنا من وراء هذا العمل أن نقول بأنّ تونس هي مهد الحضارات وبلد الحوار والاختلاف والتسامح وبأن أبنائها لُحمة واحدة في الدفاع عن العلم المفدّى. ولقد ولدت الفكرة حين أرسل لي ابن دوز، الشاعر أيوب محمد لسود قصيدة شعرية مؤثرة جدا ورائعة في كلماتها وصورها ورمزيتها، وظل هذا النص الشعري يلّح علي بضرورة تلحينه وتحويله إلى أوبيرات تتغنّى بتونس وتغنّي لها ... وتساءلت: "لماذا لا يكون لتونس أوبيرات في حجم أوبيرات "الحلم العربي" ونحن لا تنقصنا التقنيات ولا الأصوات ولا الرؤية الفنية. فشرعنا في العمل حتى نحقق الحلم في إهداء تونس أوبيرات "أنا شعبك". وبهذه المناسبة أشكر المؤسسات الي دعمت أوبيرات "أنا شعبك" وخاصة مؤسسة التلفزة الوطنية والإذاعة الوطنية ومسرح أوبرا تونس.. كلمة حق وقد تم التسجيل في أستوديو 8 بالإذاعة الوطنية في تعاون حرفي مع الفنان عبد الباسط بالقايد رئيس مصلحة الموسيقى بالإذاعة ومع الفنان محسن الماطري مهندس الصوت".
ومن المنتظر أن يتم تصوير أوبيرات "أنا شعبك" في شكل فيديو كليب بالموقع الأثري بأوذنة لتحدث عن ذاكرة تونس العميقة والعريقة حيث يلتقي الحجر القديم بالصوت المعاصر من أجل الغناء لتونس وكأننا بالتاريخ يصفّق لتونس الحضارة والثقافة والشعب الأبيّ.

زياد الزواري كمان تونس

وراء تسجيل وتصوير أوبيرات "أنا شعبك" يقف الموسيقي التونسي العالمي زياد الزواري، الذي لا يحتاج إلى تعريف وهو ابن الكمان وابن تونس الذي حمل الوطن في حقيبته وهو يعزف في مسارح العالم. زياد لم يؤلف موسيقيا "أنا شعبك" كملحن وعازف فقط بل كمواطن تونسي الهوى والهوية لتأتي أوبيرات "أنا شعبك" تونسية مائة بالمائة.
في أسلوب موسيقي فريد، يؤلف زياد الزواري دون نشاز وبمنتهى الروعة بين الموسيقى العربية والإفريقية، التركية والهندية، الجاز والموسيقى الكلاسيكية في نوتات ومقامات معاصرة منفتحة على العالم وغير متنكرة لجذورها ... إنّ زياد الزواري لا يعزف فقط، بل يُشيّد جسرا بين الأجيال والثقافات، بين الأصالة والتجريب، بين الوجدان والسلم الموسيقي.
بعد أن أثار الإعجاب وموجة عالية من التصفيق في حفل اختتام المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون إثر مشاركته في عرض "الخيل والليل.. والبيداء تعرفني" من تأليف وتوزيع الفنان كريم الثليبي، يحتفي الفنان زياد الزواري هذه الأيام بصدور ألبومه الجديد والذي يحمل عنوان" صنع في إفريقيا" والذي يطرح سؤال الهوية من خارج قوالب الشعارات ويعيد الاعتبار لقاراتنا الإفريقية ولتاريخ تونس التي كانت منذ قرون تحمل اسم "إفريقية".
في انتظار اكتشاف أوبيرات "أنا شعبك"، يكفي أنّ 100 فنان بأصواتهم المختلفة وبحناجرهم المتنوعة سيغنّون بصوت واحد لتونس :"أنا شعبك… أنا صوتك."

المشاركة في هذا المقال