الترابط بينها ففي الوقت التي تتشكل فيه علاقات جديدة وتتعمق علاقات أخرى تتسارع الأحداث فمنذ مطلع السنة والأحداث لا تهدأ حيث تتالت التغيرات من رسوم ترامب الجديدة على مجموعة واسعة من البلدان الى اضطرابات الشرق الاوسط بما فيها الصراع الامريكي الاسرائيلي مع ايران واخرها الضربة التي وجهة الى ايران وما سيكون لها من تداعيات.
تراهن عادة الدول على علاقات متينة لإنجاحها وتجنب آثار سلبية لقطع علاقات أخرى حيث تتشكل علاقات ثنائية او تحالفات جديدة ، وفي ظل ما واجهته تونس من ضغوط على التمويل الخارجي نتيجة عدم إبرام برنامج ثنائي مع صندوق النقد الدولي.وعملت تونس على تنويع شركائها بالبحث عن شركاء جدد والقطع مع العلاقات الغربية ولعل توجه تونس الى تعميق علاقاتها مع ايران والصين ابرز العناوين ولئن كانت العلاقة التونسية الصينية تتحدث عنها الأرقام الإحصائية من ارتفاع حجم المبادلات التجارية وعلى وجه خصوص الواردات الصينية حيث تعد الصين اكبر المساهمين في العجز التجاري التونسي، اما بالنسبة الى ايران فان الشراكة التونسية معها بلغة الأرقام بالكاد تذكر على الرغم من التقارب الجلي بين الطرفين ولعل المبادلات التجارية بين تونس وإيران وبلغة الأرقام كانت خلال الأشهر ال5 الأولى من العام الحالي بصفر صادرات و 1.3 مليون دينار واردات و كانت حصيلة كامل 2024 في حدود 3.1 مليون دينار و 0.5 مليون دينار في 2023 و4.3 مليون دينار في 2022 اما الصادرات فالحصيلة كانت صفر في 2024 و 0.3 مليون دينار في 2023 و4.4 مليون دينار في 2022. وفق معطيات المعهد الوطني للإحصاء.
وفي منشور لوكالة التصنيف الائتماني فيتش رايتنغ حول تأثير التعريفات الجمركية على تونس أكدت فيه انه وبينما تتفاوض السلطات التونسية حاليًا مع الولايات المتحدة لمحاولة خفض معدل الرسوم الجمركية المتبادلة، فان الاعتقاد السائد أنها ستواجه تحديات، بسبب تعميق رئيس الجمهورية تعاونه مع الصين وإيران. وتشير الوكالة إلى انه في حال تم تطبيق الرسوم الجديدة بالكامل، ستؤثر سلبًا على صادرات المنتجات الرئيسية إلى الولايات المتحدة، مثل زيت الزيتون والتمور.
ان امتداد تأثير توجه تونس شرقا لتعميق علاقاتها في ظل الاضطرابات الجيوسياسية وانغلاق الأسواق المالية الدولية بوجهها في السنوات الأخيرة والى اليوم بالاضافة الى الظرف المحلي ككل واثاره التي ستزيد من تباطؤ الاقتصاد العالمي سيعمق الازمة الاقتصادية التونسية .