Print this page

فيما ذهبت توقعات البنك الدولي إلى حدوث انخفاض في أسعار الأغذية: مؤشر الفاو لأسعار الأغذية يرتفع للشهر الثالث على التوالي ويسجل أعلى مستوى له منذ عام خلال أفريل

اتجهت توقعات البنك الدولي الصادرة في الأسبوع المنقضي،

ضمن تقرير أسعار السلع الأولية، الى هبوط أسعار الغذاء العالمية بنسبة 7 % في سنة 2025 و قد قامت المؤسسة بتعديل توقعاتها الصادرة مع نهاية العام المنقضي و التي كانت تتوقع انخفاضا في حدود 4 % فقط. توقعات يبدو انها قد تشهد مراجعة و ذلك تبعا لتأكيد منظمة الاغذية و الزراعة «الفاو» على المنحى التصاعدي لمؤشر اسعار الغذاء منذ بداية العام الحالي و التي لازالت مستمرة إلى غاية شهر أفريل 2025 لتبلغ أعلى مستوى لها منذ عام.

كشفت منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية يوم الجمعة المنقضي عن ارتفاع متوسط مؤشر أسعار الاغذية بنسبة 1 % عن مستواه المسجل في مارس ، وقد سجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية أعلى بمقدار 8 % من مستواه المسجل قبل عام، مع أنه بقي أدنى بمقدار 20 بالمائة من الذروة التي بلغها في مارس 2022.

وقد ارتفع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 1.2 % عن مستواه في مارس وقد عكست الزيادة الشهرية ارتفاع الأسعار بالنسبة إلى جميع الحبوب الرئيسية. فقد ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بشكل طفيف، مدفوعةً بانخفاض الإمدادات القابلة للتصدير في الاتحاد الروسي، وثبات وتيرة التصدير من بعض البلدان المصدّرة الرئيسية وحركات العملات المرتبطة بتراجع الدولار الأمريكي، خاصة مقابل اليورو.

من جهته صعد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 3.2 %عن مستواه في مارس وكان أعلى بمقدار4.3 في المائة من قيمته قبل عام. وارتفعت الأسعار الدولية للحوم في جميع الفئات وعُزيت هذه الزيادة إلى ارتفاع الأسعار في الاتحاد الأوروبي بفعل الطلب العالمي الأقوى على الاستيراد إثر استعادة ألمانيا مكانتها كبلد خالٍ من مرض الحمى القلاعية ورفع القيود ذات الصلة من جانب المستوردين.

كما استقرت أسعار لحوم الأبقار، خاصة في أستراليا والبرازيل، وسط طلب مطرد على الاستيراد ومحدودية الكميات المتاحة على المستوى العالمي. وقد شهدت أسعار لحوم الغنم ارتفاعًا أيضًا، الأمر الذي عكس اهتمامًا قويًا بالشراء من جانب الأسواق الرئيسية. وفي هذه الأثناء، ارتفعت أسعار لحوم الدواجن بشكل معتدل، خاصة في البرازيل، حيث إن الطلب الخارجي القوي وفترات التباطؤ في التجهيز المرتبط بالأعياد خفّض الإمدادات القابلة للتصدير ودفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع.

على نفس المنوال ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان في افريل 2.4 في المائة عن مستواه في مارس ، وكان أعلى 22.9 في المائة من قيمته قبل عام.

من جهته تراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 2.3 في المائة مقارنةً بشهر مارس ، إنما بقي أعلى بنسبة 20.7 في المائة من مستواه المسجل قبل عام.

كما تراجع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 3.5 في المائة عن مستواه في مارس مسجلًا تراجعًا للشهر الثاني على التوالي، وكان أدنى بمقدار 10.9 %، من مستواه في افريل 2024.

بناء على أحدث توقعات البنك الدولي ، من المتوقع أن تنخفض أسعار المنتجات الزراعية بنسبة 1% في عام 2025، وأن تتراجع بنسبة 3 % في عام 2026. ومن المرجح تسجيل انخفاض أسعار في الحبوب بأكثر من 10 %، بينما تنخفض المؤشرات الفرعية للزيوت والوجبات الغذائية الأخرى بنسبة 7 % و5 % على التوالي.

تتجه المخاطر على توقعات أسعار السلع الأساسية نحو الانخفاض. ويعكس هذا التوجه مخاطر انخفاض ملحوظة على آفاق النمو الاقتصادي العالمي في ظل تصاعد التوترات التجارية، وبالتالي على الطلب على السلع. علاوة على ذلك، قد يتفاقم انخفاض أسعار السلع بسبب ضعف النشاط الاقتصادي نتيجة زيادات أكبر من المتوقع في إنتاج النفط من دول أوبك+. كما توجد بعض المخاطر الصعودية الواضحة على أسعار السلع.

وقد تشتعل التوترات الجيوسياسية، مما يفرض ضغوطًا تصاعدية على الأسعار، خاصة في حال تعطل إمدادات السلع. وقد تتسبب الظواهر الجوية في ارتفاعات حادة في أسعار مجموعة من السلع الزراعية والطاقة. ومن الناحية الإيجابية، قد يؤدي التراجع الدائم في القيود التجارية إلى تحسين آفاق النمو ودعم انتعاش أسعار السلع

المشاركة في هذا المقال