بفضل الجاهزية التي أبداها في المرحلة الأولى وخاصة في "البلاي أوف" الذي اختتمه بالعلامة الكاملة، والفريق مهدد مجددا بموسم آخر دون تتويجات بما أنه قد لا يوفق في مهامة في سباق الكأس بعد أن وضعته قرعة المربع الذهبي للمسابقة في مواجهة صعبة أمام الجار الترجي الرياضي وفي دربي كل الإحتمالات واردة خلاله.
خسر النادي الإفريقي فرصة المراهنة على تاج البطولة مجددا في الوقت الذي كان قادرا فيه على بلوغ النهائي والمراهنة على تاجها الذي كان ممكنا جدا بعد الأفضلية التي فرضها أمام الجار وحامل اللقب الترجي الرياضي في مواجهتي الموسم الحالي، وتلك الخسارة كانت أمام النجم الساحلي العائد من بعيد بعد بداية متعثرة كاد أن يخسر بسببها مكانه بين فرق مرحلة التتويج ومنافس يملك أمامه الأسبقية سواء على مستوى الإنتصارات أو الرصيد البشري فعناصر الإفريقي كانت جاهزة كما يجب وتملك التجربة أكثر من تلك الموجودة في فريق جوهرة الساحل الذي عول في المقابل على مجموعة جلها شابة كسبت الرهان إلى حد الآن وتتطلع إلى ما هو أفضل بتواجدها في الأدوار المتقدمة بطولة وكأسا.
لم يفلح الإفريقي في بطولة الموسم الحالي كما هو الحال في النسختين الماضيتين بعد أن عجز عن تجاوز الترجي، واليوم بان بالكاشف أن أكثر من إخلال يوجد في المجموعة التي أضاعت اللقب في بضع ثواني على الرغم من وجود أكثر من لاعب دولي صاحب خبرة وتجربة والمحاسبة ستكون مطلوبة حتى يتحمل كل طرف المسؤولية كاملة في تلك الهزيمة أمام النجم التي لا تليق بفريق في حجم وقيمة النادي الإفريقي الذي يظل دائما يستحق الأفضل ولطالما كان عنوان الألقاب والتتويجات في مختلف المسابقات محليا وعربيا وإفريقيا عندما كانت توزع فيه المسؤوليات وفرع كرة اليد يحظى بالأولوية كما "القدم" وتدار فيه الأمور بجدية كبيرة بعيدا عن كل حسابات ضيقة كانت من بين الأسباب التي جعلت الفريق يعيش وضعه الراهن ويكتفي في كل مرة بوصافة باتت عقدة في حد ذاتها.
رفع الإفريقي آخر بطولة له في 2022 وبعد غياب تواصل طيلة ستة مواسم والكل ظن أن الفريق خرج من توهانه وعائد بقوة وسيجدد المشاركة في المسابقات الإفريقية، لكن ما حصل هو العكس فذلك التتويج كان الوحيد له إلى حد الآن ولم يقدر على دعمه لأسباب عديدة لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة وكانت انعكاساتها وخيمة على الفريق إلى اليوم وجعلته يعجز عن مجاراة ما هو موجود في الترجي والنسق العالي الذي فرضه بطولة وكأسا.
غياب الإستمرارية من الأسباب
حافظ الترجي الرياضي منذ 2021 على إطاره الفني بقيادة المصري باسم السبكي والحصيلة كانت مميزة للغاية رفع فيها 10 ألقاب، وهذا ما افتقر إليه أكثر من فريق من البطولة على غرار النجم والنادي الإفريقي بسبب التغييرات الحاصلة فيه إداريا وفنيا وأيضا على مستوى الرصيد البشري الذي فرط فيه بسبب غياب الموارد المالية الكافية التي حالت أيضا دون التجديد لأبرز العناصر المتبقية فيه في أكثر من مناسبة باتت اليوم منافسا له.
غير النادي الإفريقي مدربه الفرنسي دراغان زفوكو مع ضربة البداية للموسم الحالي وتعاقد مع منير حسن من أجل تاج البطولة أولا، لكن ورغم تحسن النتائج إلا أن الفريق لم يحقق المطلوب منه وسيكتفي بمرتبة أخرى لا تليق به فهو بان في حاجة إلى عمل إضافي حتى يحافظ على استقرار أدائه الذي كان متذبذبا من مباراة إلى أخرى سواء في الدربي أو الكلاسيكو أو في مواجهاته مع الثلاثي بعث بني خيار ونادي ساقية الزيت ومكارم المهدية.
تبقى الإستمرارية من عوامل النجاح والإفريقي مطالب بتطبيق هذه الخطوة مستقبلا إن أراد أن يوفق في مسعاه فالمدرب الحالي منير حسن يعد من أفضل الكفاءات الوطنية وله دراية تامة بما يوجد في الفريق والبطولة على حد السواء وتغييره قد لا يكون صائبا فالإشكال أكبر من ذلك، والأولوية ستكون للرصيد البشري الذي لا بد من تقييمه والبقاء فيه فقط على اللاعب القادر على تقديم الإضافة والجاهز للدفاع عن ألوان فريق في قيمة الإفريقي دون غيره إن أراد مسؤولوه عودة قريبة إلى منصة التتويج وفك العقدة حتى لا يطول الأمر أكثر ويعاد أكثر من سيناريو غير مرغوب فيه.
الكأس رهان أخير لا بد من كسبه
خسر النادي الإفريقي تاج البطولة لكن التدارك يظل قائما أمامه فهو مازال سيراهن على لقب الكأس، رهان قد لا يقدر الفريق على كسبه في حال لم يتجاوز الجار الترجي في مباراة المربع الذهبي من المسابقة التي ستجمع بينهما نهاية الأسبوع الجاري فهذا السبيل الوحيد له للتطلع إلى منصة التتويج الغائب عنها منذ 2016.
تنتظر الإفريقي مهمة صعبة في نصف نهائي الكأس لكن رغم ذلك فإن حظوظه قائمة في الفوز وتجديد الموعد مع النهائي فهو يملك الأسبقية أمام الترجي بخصوص الموسم الحالي بعد فوز وتعادل في دربي المرحلة الأولى من البطولة، فريق باب سويقة ورغم انتصاراته الحاصلة والسيطرة التي فرضها بان بأداء متذبذب في أكثر من مباراة وهذا سيخدم حتما مصلحة الإفريقي فالدربي المنتظر قاطرة له نحو لقب الكأس وأكثر من تتويج آخر مستقبلا ورهان هام لا بد من كسبه.
ستكون الكأس الملاذ الأخير للإفريقي لإنقاذ الموسم وتفادي حصيلة سلبية لموسم ثالث على التوالي، فالتتويج بها سيكون له أكثر من رجع إيجابي على المجموعة التي برهنت أنها تستحق الأفضل رغم مغادرتها لسباق البطولة مبكرا.