Print this page

هل تقترب " دولة الإحتلال " من تحولات داخلية !؟ (3 )

في الوقت الذي يمثل فيه نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للمرة الـ24 وذلك الرد على اتهامات بالفساد

نشرت القناة 12 الإسرائيلية خبراً حول توافد آلاف الإسرائيليين إلى وسط "تل أبيب"؛ للمشاركة في مظاهرة طارئة ضد الحكومة، بعد إفادة خطية ( مرفق بها معلومات أمنية ) قدمها رئيس الشاباك ' رونين بار ' للمحكمة ، والتي قال فيها إن "نتنياهو" طلب منه "ملاحقة متظاهرين". علماً بأن إعلام دولة الإحتلال قد تناول قبل أسبوعين تصريحات الرئيس الأسبق للشاباك ' يورام كوهين ' والذي تطرق فيها إلى طلب نتنياهو منه خلال فترة توليه منصبه إستبعاد منافسه " بينيت " من عضوية '' الكابينت الأمني'' ، وتشهد الفترة الحالية تقدم ' بينيت'' على ''نتنياهو'' في استطلاعات الرأي .

تعد المظاهرات الجديدة إمتداداً للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي شهدتها تل أبيب وبلديات أخري السبت الماضي سواء من جانب أسر الرهائن لدفع الحكومة إلى استكمال الإطار التفاوضي الخاص بتبادل الإفراج عن الرهائن أو الوقفات الأخرى التي تطالب بوضع حد لممارسات حكومة نتنياهو السلبية وإستهداف الجهازين القضائي والأمني .
بصرف النظر عن التحذيرات التي وجهتها الحكومة الإئتلافية للمحكمة العليا بأن إستمرار ''رونين بار'' في منصبه يمثل تهديداً للأمن القومي للدولة ، فقد كثف نتنياهو - الذي سيقدم إفادته للمحكمة قبل يوم 24 الجاري - من انتقاداته لرئيس الشاباك وأتهمه بالتقصير في أحداث 7 أكتوبر ، ولم يدخر جهداً في توجيه إتهاماته لجهاز الأمن الداخلي على جميع المستويات وفى كل المناسبات ، مما دفع رئيس المعارضة إلى وصف تلك الممارسات بأنها تعكس " سلوكيات رئيس منظمة إجرامية ". وقد أصدرت المحكمة العليا في 8 أفريل أمراً إحترازياً يمنع الحكومة من تنفيذ قرار إقالة ''بار'' أو تعيين بديل مؤقت ، وذلك لحين إصدار المحكمة القرار النهائي في هذا الخصوص .
وفي حين لم ينشغل إعلام الإحتلال كثيراً بالإجراء الذي أقدمت عليه المحكمة الجنائية الدولية مؤخراً بطلب تقديم الحكومة المجرية مذكرة توضيحية حول فشلها إعتقال نتنياهو خلال زيارته إلى بودابست ، فقد انصب التناول الإعلامي على تسريبات حول ممارسات سلبية من قبل أعضاء الجهاز ، وتم تناول تسجيل صوتي لرئيس "القسم اليهودي" في جهاز "الشاباك"، يتضمن تصريحات مهينة بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، واعترافات باعتقالهم دون أدلة كافية.
يمكن القول أنّ الإشتباكات الداخلية لحكومة اليمين تأتي في وقت تتصاعد فيه التقلبات الجيوإستراتيجية -دولياً وإقليمياً - مع احتفاظ نتنياهو بطموحاته لإعادة هندسة الشرق الأوسط ، وتحقيق إنجازات تشفع له وتخفف الضغوط الشعبية عليه وعلى حكومته ، وتفاعلاً مع وتيرة الأحداث المتسارعة في المنطقة حذّرت لجنة "ناغل" الحكومية مؤخرا من تزايد نفوذ تركيا في المنطقة. إذ أوصت اللجنة بضرورة الاستعداد لمواجهة مُحتملة معها. كما صرح مسؤولون أمنيون أن تركيا دولة ذات طموحات إمبريالية وتسعى لاستعادة نفوذها العثماني ، الأمر الذي قد يؤدِّى إلى تنامي التوترات مع إسرائيل، وربما تتصاعد إلى صراع مباشر. ويلاحظ في هذا السياق أن تركيا تحرص على توسيع انتشارها العسكري داخل "سوريا" والسعي للحصول على قواعد دائمة، وذلك في مقابل تحرّكات "إسرائيلية" لتثبيت وجودها في " الجولان" عبر إنشاء مناطق عازلة داخل الأراضي السورية .
ونظراً لتكثيف جيش الإحتلال توغلاته وطلعاته الجوية على الأراضي السورية والتي أسفر بعضها عن إلحاق أضرار بالتواجد التركي ، وإدراكاً من ترامب لخطورة تطور الـتداخل في مناطق النفوذ والتنافس الإقليمي في سوريا تطرق -صراحةً - خلال المؤتمر الصحفي مع نتنياهو - في زيارته الثانية إلى واشنطن - للروابط القوية التي تجمعه بالرئيس التركي ، في إشارة واضحة لنتنياهو بأهمية إدارة التنافس بين أنقرة وتل أبيب بعيداً عن الصدام الذي قد يضع واشنطن في موقف حرج، وأشارت تقديرات إعلامية إلى أن ترامب حث نتنياهو على إدارة خلافاته مع أردوغان بعقلانية .

المشاركة في هذا المقال