Print this page

الممثل جمال المداني في "هريسة لاند" ننقد بغاية البناء والرغبة في التغيير

مبهر امام الكاميرا، متلون كما الحرباء في الشاشة الصغرى،

له كاريزما وحضور مميز، مبدع متجدد ابدع في الدراما الرمضانية للعام 2025 بشخصية مركبة وعميقة في سلسلة "هريسة لاند"اخراج زياد ليتيم.المبدع جمال المداني الذي خبر الركح وأفنى سنوات طويلة يلاعب الشخصيات المسرحية والتلفزية، خبر فن التمثيل وأصبح اللعب معه سهلا ومميزا يطل على الجمهور يوميا بعد الافطار بشخصية جديدة هي "عم بشير" الموظف المنضبط والمثالي.

"عم بشير" موظف العمومي يشبه المتقدمين في العمر الذين تربوّا على ثقافة الجدية وحبّ العمل، في الحقيقة اردت ان اتحدث عن موظفين اغلبهم غادرونا الى عالم ارحب، الجيل الاول للإدارة التونسية الذين خدموا البلد بكل التفاني والحب وكانوا مواطنين نضاف اليد يؤمنون فقط بالوطن والعمل فلولاهم لما تطوّرت الادارة وبقيت، الى من افنوا السنين في العمل والجدية والاجتهاد اهديت تركيبة شخصية "بشير" حسب تصريح جمال المداني للمغرب.
و"عم بشير" موظف منضبط، يتحمّل مسؤوليته تجاه المواطنين في "وكالة الخدمات" يحاول الانصات للمواطن ومساعدته وايجاد الحلول، لا يعترف بجملة "ارجع غدوة" ورغم الروتين لازال يحافظ على احترامه لوظيفته ويرفص المحسوبية والرشوة والتاخير، هكذا هي مميزات الشخصية كما جاءت في العمل.
ويضيف المداني"عم بشير" الموظف المحب لعمله، ليس حكرا على الجيل الاول للإدارة التونسية فهناك جيل اخذ منهم المشعل وكبروا على الجدية ولازالوا يحافظون على حبّ البلد والاجتهاد وخدمة المواطن، هم حماة مؤسسات الدولة ورغم كل هنات الادارة يبقون حراس للجدية ولحقوق المواطن ويبقون رمزا للمسؤولية هؤلاء الموظفين الذين يمثلهم "عم بشير" نريدهم ان يتضاعفوا ونريد لعدوى الجدية والمسؤولية ان تنتشر بين الموظفين خاصة الشباب، و"عم بشير" الضمير الحيّ موجود فينا، موجود في كل تونسي لكن البعض يحاول اخفاءه تجنبا للسخرية والتهكم، فنحن نعيش في زمن غريب، المجتهد اصبح نكتة ومحل تهكّم من قبل "الكركار" في العديد من الاحيان.
يصنع الحدث ويساهم في تصاعد وتيرة الحكاية، هو محور الشخصيات ونقطة التقائها، "ديناصور الادارة" كما يلقبه زملاءه وسط السلسلة، "عم بشير" يمثل الضمير الصاحي في ظل ما تتعرض له الادارة من نقد كبير، وعبر الشخصية نقول اذا لم تتحسن خدمات الادارات فلن تتقدم البلاد فالنمو الحقيقي ينطلق عبر ادارة فعّالة وموظفين مسؤولين حسب تعبير الممثل جمال المداني.
"هريسة لاند"سلسلة ساخرة وناقدة تقوم على الكوميديا السوداء، اخراج زياد ليتيم وعن التجربة يقول المداني "تجربة مع مخرج منضبط وفنّان، يعرف جيدا قيمة الكوميديا ودورها في النقد وطرح العديد من القضايا التي تهمّ المواطن التونسي، ليتيم مخرج عميق وله افكار يريد تنفيذها بحرفية ويعرف جيّدا قيمة المسرح في تكوين الشخصية وتركيبها".
ويشير جمال المداني ان الكوميديا اصعب من التراجيديا، بعض المخرجين في تناوله للعمل الكوميدي يحاول اضافة "دوزة" اقوى بغاية الاضحاك فيسقط في الاستسهال وتسقط العفوية وهي السمة الاولى التي يشتغل عليها الممثل في الكوميديا، في الكوميديا هناك مواقف تدفع المتفرج للضحك او الابتسامة، وفي حياتنا اليومية توجد الكثير من المواقف المضحكة وعليها بنيت سلسلة "هريسة لاند"، الكوميديا سلاحها العفوية لا المبالغة، كن كما انت عفويا وتلقائيا في مواقف معينة وسيضحك المتفرج، نحن نقدم كوميديا تضحك وفي الوقت ذاته تجعل المتفرج يقف مع ذاته يسائلها ويفكّر لانها تقدم رسالة.
"هريسة لاند" سلسلة تونسية النكهة والمذاق، تدور احداثها حول مجموعة من الموظفين يختلفون من حيث الطباع وعلاقتهم بوظيفتهم، عمل ساخر ينقد فئة من المجتمع التونسي ويقدم عبره الممثلين مجموعة مواقف، السلسلة كتبها سامي العقربي وهي من بطولة جمال المداني وحمودة بن حسين و"بيكا" واروى بن اسماعيل وجميلة الشيحي ورياض حمدي وحاتم القروي.

 

 

المشاركة في هذا المقال