حيث تقدم نقلة نوعية في سرعة الإنترنت وجودة الاتصال، مما يفتح آفاقًا جديدة للتطورات التقنية، ومنذ أن بدأ استخدام الجيل الثالث (3G) ثم الجيل الرابع (4G)، أصبحت سرعة الاتصال بالإنترنت أمرًا حاسمًا في حياتنا اليومية، سواء من حيث تواصل الأفراد أو تسيير الأعمال التجارية والصناعية، وخلال الأسبوع الفارط انطلقت كل شركات الاتصال في تونس في تركيز خدمة ال (5G) في كامل البلاد، فماهي أهمية الجيل الخامس للانترنت والهواتف الجوالة، وكيف تختلف عن بقية خدمات ال (3G) وال (4G).
أهمية الجيل الخامس (5G)
الجيل الخامس هو الجيل الجديد للاتصالات والذي يُتوقع أن يحدث تحولًا جذريًا في الطريقة التي نتواصل بها حيث يقدم الجيل الخامس العديد من الفوائد الرئيسية، التي يتحدث عنها كل خبراء تكنولوجيا الاتصال في العالم لعل أهمها سرعة الإنترنت الفائقة حيث يتيح الجيل الخامس سرعات اتصال قد تصل إلى 100 مرة أسرع من الجيل الرابع وهوما يعني تحميل المحتوى، مثل مقاطع الفيديو عالية الجودة والألعاب عبر الإنترنت، بسرعة هائلة
هذا علاوة على استجابة أسرع و تقليل زمن الاستجابة لما يعبر عنه ب( (Latency إلى أقل من 1 ملي ثانية، مما يسهم في تحسين تجربة الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت، الدردشة بالفيديو، وتطبيقات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، كما يتيح اتصال عدد كبير من الأجهزة في نفس الوقت، مما يجعل من الممكن تحسين تطبيقات الإنترنت لمثل المدن الذكية، اولسيارات الذاتية القيادة، والتقنيات الحديثة في الرعاية الصحية، كما ستحظى الشركات بفرص جديدة لتحسين الكفاءة الإنتاجية من خلال نقل البيانات بسرعة، مع توافر الاتصال المستمر دون انقطاع.
ستستفيد السيارات الذاتية القيادة من 5G في تبادل البيانات بشكل أسرع وأكثر أمانًا، مما يجعل القيادة الذاتية أكثر أمانًا وفعالية كما يسمح بتوصيل عدد أكبر من الأجهزة الذكية مثل الثلاجات، الإضاءة الذكية، وحتى الأجهزة الطبية، ويتيح للمستخدمين بث محتوى فيديو عالي الجودة بدون تأخير أو تقطيع.
الفرق بين الجيل ال 5 و4و3
تحدث خبراء الاتصال كثيرا عن الفرق بين الجيل الخامس والجيلين الثالث والرابع حيث يعتبر الجيل الثالث ساعة الكشف عنه مند سنوات نقلة نوعية في عالم الاتصالات حيث قدم سرعات مناسبة للاتصال بالإنترنت من خلال الهواتف الجوالة، لكنه كان محدودًا في توفير تجربة تصفح الإنترنت بسرعات كافية كانت تتراوح بين 384 كيلو بايت في الثانية إلى 2 ميغابايت في الثانية، وهو ما كان كافيًا لتصفح المواقع واستخدام التطبيقات البسيطة، ثم جاء الجيل الرابع ليقدم تحسنًا كبيرًا في السرعات مقارنة بالجيل الثالث، حيث أصبح من الممكن تحميل الفيديوهات بجودة عالية وبث المحتوى بسهولة، بالإضافة إلى توفير اتصال ثابت وسريع وهو ما يعزز من تجربة الألعاب عبر الإنترنت، ومؤتمرات الفيديو، والبث الحي.
اما الجيل الخامس فيقدم زيادة غير مسبوقة في سرعة الإنترنت مقارنة بالجيل الرابع، مع سرعات تصل إلى 10 جيجابت في الثانية، مما يسهل تحميل الملفات الكبيرة في ثوان كما يوفر استجابة فورية تُقدّر بالميلي ثانية، وهذا يُعد فرقًا كبيرًا مقارنة بالجيل الرابع الذي كانت الاستجابة فيه أعلى بشكل ملحوظ.
المؤكد حسب كل ما تابعناه في ما قدمه الخبراء والمسؤولين بشركات الاتصال خلال مؤتمرات كشفهم عن خدمة الجيل الخامس انه يتيح الاتصال بعدد أكبر من الأجهزة في نفس الوقت، مما يعزز من قدرات تكنولوجيا الإنترنت للأشياء (IoT) والمدن الذكية فهو يمثل ثورة في عالم الاتصالات, و لا يقتصر على تحسين السرعات فحسب، بل يفتح أبوابًا واسعة لتطورات في مجالات مختلفة مثل الرعاية الصحية، النقل، والصناعة. ومع تقدم استخدام هذه التكنولوجيا، من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تحولات غير مسبوقة في الطريقة التي نعيش بها ونتواصل مع بعضنا البعض.
في النهاية يمكن ان نشير الى ان الجيل الخامس للإنترنت (5G) هو الجيل التالي من تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي، والذي يُعد تطويراً كبيراً للجيل الرابع (4G).و يتميز بسرعات اتصال أعلى، زمن استجابة أقل، وقدرة أكبر على الاتصال بأجهزة متعددة في وقت واحد.
وحتى يتمكن المستخدمون من خدمة الجيل الخامس يكفي ان تكون لديهم أجهزة حديثة متوافقة مع 5G مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، أو الحواسيب المحمولة التي تدعم هذه التقنية ومن الضروري أن تكون هناك تغطية شبكة 5G في المنطقة .
يعد الجيل الخامس من الإنترنت خطوة مهمة نحو تحسين الاتصال وزيادة إمكانية الوصول إلى التقنيات الحديثة