ولم يعد الأمر يقتصر على البلدان المجاورة بل امتد الانتشار ليصل إلى البطولات الخليجية ،وهذه الأخيرة يبدو أنها استغلت الوضع المادي الصعب الذي تمر به جل الأندية وعجزها عن الحفاظ على رصيدها البشري بالتوازي مع بحث اللاعبين التونسيين عن ضمان الكسب المالي في أسرع وقت ممكن.
وبات الدوري العراقي مصدر إغراء للاعبين التونسيين مع تطور مستواه لا سيما بعد ما وقع الاتحاد العراقي لكرة القدم ورابطة الدوري الإسباني في صائفة 2023، على عقدين للشراكة والتعاون بينهما لإقامة دوري المحترفين العراقي للموسم 2023/ 2024 وتتمثل أبرز خطوطه العريضة في تسويق الدوري العراقي عبر التنسيق بين الإدارة التنفيذية لدوري المحترفين العراقي والمقر الرئيس لرابطة الدوري الإسباني في مدريد فضلا عن اضطلاع الجانب الإسباني بتطوير المواهب الرياضية العراقية في مجال كرة القدم، كما تتولى الرابطة إقامة الدورات التدريبية والتطويرية للعاملين في مراكز الموهبة كافة، من مدربين وإداريين وغيرهم، وتكون هذه المراكز الرافد الرئيس لدعم المنتخبات العراقية في مختلف الفئات.
أصبح متوسط ميدان الملعب التونسي وهدافه يوسف اومارو قريبا من الانتقال إلى البطولة العراقية من بوابة نادي الكرمة في انتظار حلول مسؤولي هذا الفريق بتونس لإتمام الصفقة بعدما تألق في مرحلة الذهاب مع فريق باردو وتمكن من تسجيل 8 أهداف.
لاعب جديد من الرابطة الأولى
سلطت أندية الدوري العراقي اهتمامها على لاعبي الرابطة المحترفة الأولى لتعزيز رصيدها البشري معتمدة على قدرة اللاعب التونسي على الـتأقلم السريع واثبات الذات .والى حدود كتابة هذه الأسطر بلغ عدد أفراد الجالية التونسية في البطولة العراقية 13 لاعبا وبالتحاق اومارو ستكون البطولة التونسية قد نجحت في تصدير 14 لاعبا نذكر منهم نسيم صيود المهاجم السابق لاتحاد بن قردان ونادي النجف العراقي حاليا وخميس المعواني لاعب اتحاد بن قردان سابقا ونادي الكهرباء العراقي ووائل بن عثمان لاعب الاتحاد المنستيري سابقا و نادي نيروز دون أن ننسى أيمن محمود مدافع اتحاد بن قردان سابقا و نادي ديالي وزميله في الفريق نفسه أيمن الصفاقسي لاعب النجم الساحلي سابقا.ومنذ أسبوع التحق محمد صالح المهذبي اللاعب السابق للملعب التونسي والنادي الصفاقسي بالقوة الجوية العراقية .
والتحق هؤلاء بكل من بلال العيفة (نادي إربيل)، يوسف بن سودة (نادي إربيل)، حبيب الوسلاتي (نادي الطلبة)، غيث المعروفي (نادي الطلبة)، عزيز الشتيوي (نادي الزوراء)، عبد الله العمري (نادي الميناء)، بشير الغرياني (نادي النجف)، ناجح الفرجاني (نادي الكرامة).
ويبدو ان العدد مرشح للارتفاع في الأيام الأخيرة لفترة الانتقالات الشتوية لا سيما بعد الحديث عن رغبة الميناء العراقي في الاستفادة من خدمات المهاجم الغامبي للترجي كيبا سوي إذ كان قريبا من تعزيز صفوف الترجي الجرجيسي لكن إلى حين كتابة هذه الأسطر لم يكتب لهذه الزيجة ان تتبلور على أرض الواقع ويبدو أن اللاعب يرغب في طرق باب تجربة جديدة خارج إطار البطولة التونسية .
ويجري الحديث عن تجربة المدافع أحمد بن عمار كنقطة بداية شجعت الاندية العراقية على استقطاب اللاعبين التونسيين، اللاعب السابق للنادي الصفاقسي انتقل في 18 سبتمبر 2021 إلى نفط الوسط العراقي في صفقة انتقال حر. في موسمه الأول 2021-2022 وفي بطولة دوري الدرجة الأولى ساهم في احتلال فريقه المركز الخامس برصيد 64 نقطة من 38 مباراة بفارق خمس نقاط عن صاحب المركز الثالث المؤهل إلى دوري أبطال آسيا. وفي بطولة كأس العراق ساهم في وصول فريقه إلى الدور الثمن النهائي عندما خسر من زاخو بركلات الترجيح.
في 21 أوت 2022 انتقل عمار من نفط الوسط إلى المنامة البحريني في صفقة انتقال حر.
بوابة نحو إعادة اكتشاف الذات
تعودنا أن المسار الطبيعي للاعبي كرة القدم في تونس أن تنطلق مسيرتهم من الملاعب التونسية قبل أن يستقطبوا اهتمام النوادي الأجنبية ليشقوا خطاهم نحو الاحتراف والبروز ...لكن هناك بعض اللاعبين كانت مسيرتهم مغايرة وكانوا في حاجة إلى تجربة خارجية لاستعادة التوازن واثبات الذات قبل العودة إلى البطولة التونسية من جديد ولنا في الثنائي حازم المستوري وحمزة بن عبدة أفضل مثال.
في الميركاتو الصيفي لسنة 2023 ، أعلن النجف العراقي تعاقده مع المهاجم التونسي حازم المستوري قادما من نجم المتلوي بصفقة قدرت ب221 ألف دينار رغم أنه كان مطروحا حينها على طاولة الترجي الرياضي والنادي الإفريقي ،غير أن تألقه في تجربته العراقية وتسجيله عشرة أهداف في تجربة ناهزت السنة سمح له بالعودة للبطولة التونسية من بوابة الاتحاد المنستيري في أوت 2024 ويقدم إضافة ملموسة للخط الامامي لفريق عاصمة الرباط أهله لتلقي أول دعوة من المدرب الوطني السابق قيس اليعقوبي لتعزيز قائمة المنتخب الوطني أكابر في نوفمبر 2024 خلال مبارتي مدغشقر وغامبيا في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 .
على غرار المستوري ، تلقى المدافع المحوري حمزة بن عبدة تكوينه القاعدي في عالم الساحرة المستديرة في الترجي الرياضي قبل ان يخوض تجارب متعددة مع اولمبيك سيدي بوزيد والنادي البنزرتي وتجربة خارجية في البطولة الرومانية مع داسيا يونييرا برايلا قبل أن يطرق باب التجارب الخليجية مع عفيف والكوكب السعوديين و الساحل الكويتي والطلبة العراقي ثم عاد إلى البطولة التونسية من بوابة الملعب التونسي قبل أن ينتقل في الميركاتو الصيفي الماضي إلى النادي الإفريقي بعقد يمتد لثلاثة مواسم....